محكمة تدين ناشطة فيسبوكية بسنتين حبسا بتهمة الإساءة للإسلام

مريم العطاف – جريدة البديل السياسي :

قضت المحكمة الابتدائية بمدينة وادي زم، مؤخرا، بإدانة الناشطة الفيسبوكية فاطمة كريم، بسنتين حبسا، بتهمة “الإساءة علنا للدين الإسلامي عن طريق نشر تدوينات عن طريق وسائل إلكترونية”، وذلك بعد كتابتها لسلسلة من التدوينات على صفحتها الرسمية بفيسبوك تناقش من خلالها بعض المسائل في الدين الإسلام وكذا مسألة وجود الله.

وجرى اعتقال المدونة والناشطة الفيسبوكية فاطمة كريم، مباشرة بعد نشرها لتدوينة تعلق فيها على الآية الكريمة: “حور مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان”، حيث اعتبرت أن هذه الآية دليل على أن ما كتبها “من الصحراء وبالضبط السعودية”، وهو الأمر الذي اعتبرته النيابة العامة يرقى إلى “جنحة المساس بثوابت الأمة ومقدساتها”.

واعتبرت كريم أثناء التحقيق معها من طرف الشرطة القضائية بوادي زم، أن ما تكتبه على حسابها على فيسبوك بخصوص الدين الإسلامي يدخل ضمن خانة حرية التعبير التي يضمنها الدستور، مبرزة أنها تؤمن بالفكر العلماني ولا تدين بدين الإسلام، وهو الأمر الذي تشبثت به في جميع مراحل التحقيق وكذا أمام المحكمة.

إلى ذلك، وصف شقيق المعتقلة في تدوينة له عبر فيسبوك، أن الحكم الصادر ضد أخته هو حكم جد قاسي “رغم ما قدمه المحامي من دفوعات وتوضيحات في الموضوع وما صرحت به أمام الهيئة القضائية (قاضي منفرد)”، مشدد على أن “قضية فاطمة كريم وحرية التعبير والمعتقد، تستدعي المزيد من النقاشات والإشكاليات التي نتمنى أن يعالجها إصلاح القانون الجنائي القادم”.

وأشار شقيقها إلى أن أخته “متشبثة بملكها ووطنها حد الجنون، وتحترم دستور المملكة وتثق في مؤسسات الدولة وأجهزتها، وسبق وترشحت في انتخابات المجالس الجهوية لسنة 2015 كوكيلة لائحة حزب التقدم والاشتراكية”، موضحا أنها “اختارت معتقدا دينيا آخرا بعدما كانت أشد المدافعين عن الدين الإسلامي لزهاء 34 سنة”.

وأكد أنه شقيقته “لا تتوفر على مستوى علمي كبير يؤهلها لقراءة مجموعة من الكتب والروايات لمناقشة مواضيع تتعلق بالدين الإسلامي وباقي الديانات الأخرى، وهو ما جعلها تنساق وراء مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي وتتأثر بخطابهم وفكرهم”.

وأضاف: “بعد ذلك أصبحت تحاول ترجمة الأفكار التي تشبعت بها، على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتكتب بغرض خلق النقاش والتفاعل مع متابعيها بصفحتها الشخصية، إلى حين الاستماع إليها من طرف شرطة وادي زم والنيابة العامة بتهمة ازدراء الأديان، حيث وهي تجيب على أسئلتهم لا زالت تعتبر أن الأمر لا يعدو مجرد حرية تعبير كما أكدت ذلك في أقوالها أمام القضاء الجالس بالمحكمة الابتدائية بوادي زم”.

وأشار إلى أن المحكمة الابتدائية بوادي زم، قضت في حقها بسنتين حبسا نافذة، بتهمة ازدراء الأديان (الفصل 267 من القانون الجنائي)، رغم أنها اعتذرت عن ما نسب إليها واعتذرت إلى الدين الإسلامي وإلى كل من أعتقد أنها اساءت إلى دينه الإسلامي السمح.

بذكر أن المحكمة الابتدائية مراكش، سبق لها الحكم على ناشطة أخرى تعرف بـ”صاحبة سورة الويسكي”، بالسجن ثلاث سنوات ونصف إضافة إلى غرامة مالية، بسبب تحريف سورة الكوثر عبر منشور على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتتراجع بعد ذلك محكمة الاستئناف عن هذا الحكم وتخفف العقوبة إلى شهرين نافذة.