الرئيسية كتاب وآراء من أوراق مهملة فوق الرفوف..بقلم ذ.محمادي راسي

من أوراق مهملة فوق الرفوف..بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 13 فبراير 2021 - 2:52 ص

بقلم ذ.محمادي راسي:

من وحي الحي “الحومة”14/21

 

قرطيوس الحومة المدنكس

 

على أسكوفة المقالة ؛

 

“لكل مقام مقال؛ ما الفائدة من قلم لا يشفي الغليل ، ولا يعبر عن واقع المجتمع ؛من مسرات وأحزان وهموم واستفزازات  واستبدادات   وتسلطات واستغلالات ،  ولا يتحدث عما يعانيه المواطن في  وطنه ومدينته وحيه و”حومته”، وقريته و”مدشره “…من ظلم وجور من طرف المتغطرسين المتجبرين الفاسدين الفاسقين الطامعين المتطفلين الطفيليين ، ؟؟، ما الفائدة من قلم ؛لا يقف في وجه المعتدين الظالمين المترامين على أراضي الغير ، والذين لا يعترفون بحقوق الآخرين …؟؟ إن الأدب كما قيل ؛نقد وتوجيه للحياة ، بالإضافة إلى التطهير من شر البغاة الخالية قلوبهم من الإنسانية والحنان  والرحمة والشفقة والأخلاق ،تلكم الخصال الحميدة  التي لا يمكن شراؤها بالمال ، لأنها ليس لها سوق كالبضائع الأخرى ، وإنما هي موجودة في كيان الإنسان ، ونابعة من أعماق قلبه ، وصادرة عن عقل متبصر واع يميز بين الشر والشبر ،وبين الطالح والصالح “.

القرديوس المدنكس  نزل بالحومة منذ سنوات ، سنوات الغفلة  والسيبة وجمع الغنيمة الباردة والبرطلة ،والخوف من السلطة وبعض من أهل الإدارة ،كلهم كانوا يتعجرفون ، يمشون فوق الأرض والأرصفة فيادين ميادين مياسين  مدعين ؛ الكمالية  والعلم والدراية والدربة والحنكة  والقوة  والجبروت والتحكم في شؤون هذه المدينة،  بالأنانية والخيلاء ، والشعارات الجوفاء ،و الجهالة الجهلاء، والضلالة العمياء ،والثقافة الحمقاء ،والسلوكات الرعناء ، يتبجحون بما يجمعون  ليل نهار من الساكنين الأبرياء ،  ويتغنون ويرقصون في الحانات والملاهي … وما زال البعض يفعل إلى يومنا هذا  بطرق شتى …. ولا أحد يوقفهم عند حدهم ، أما الساكنة فهي مهمشة لأنها في نظرهم وتنظيرهم وتفكيرهم وتأطيرهم ، وعلمهم الاجتماعي والانطربولوجي والإتنولوجي ،والاتنوغرافي و”التخربقولوجي” و”الاتنولوجوجهلي” ؛من الغوغاء والسفلة ليس لها الحق في أي شيء …..ومن بين المنظرين هذا القرطيوس المزور المنتحل صفة نمرود وفرعون ونيرون ، حل بالحومة خاوي الوفاض ، بادي الإنفاض ، أجوف الصدغين ، جعد اليدين ، خاوي الجيبين ، ضارب الأصدرين ،،فارغ الأصغرين ، خلال الخافقين ،  أعرابي بدوي في لباسه ومشيته وزيه وقده وهيئته وحالته ، خفيف العقل واليد ، مضطرب كخوافق السماء ، وهلم وصفا ونعتا ورسما … رافعا رأسه الفارغ كالسنابل الفارغة إلى السماء ، وأسته في الماء ،   كأنه يريد أن يطير إلى السماء  كما فعل عباس بن فرناس الفاشل في طيرانه وتحلقه .

القرطيوس تعلم على أنداده الأرذال الذين بدورهم كانوا يجمعون الجباية ….ولما اشتد ساعده وامتلأت جيوبه بما يجمع من هنا وهناك ، بادر إلى المجاورة في السكن مع أصدقائه الأنذال ، فحولوا مساكنهم إلى مواخير وخانات، بين الرقص والبض والبم ، وتناول الخمر أمام الجيران باستفزاز وتحرش …. بدون حياء وخجل ، لأنهم يمثلون القوة والعظمة ، وليس هناك رقيب ولا حسيب ،ولأنهم من طبقة حاكمة نبيلة راقية أرستقراطية ، بل هم من طبقة سفلى  نخرت جسومهم الخمرة ، ودوخت عقولهم الحشيشة والشيشة وكل ما يذهب العقل لنسيان المناكر التي يقترفونها بدون حياء ليل نهار ، إلى أن تفرقوا شذر مذر، وشغر بغر. وقد مسخهم الله كما مسخ قوم لوط …. لم يعودوا يجتمعون لما فضحوا بالكتابة ، ولم يعودوا يفتحون حتى النوافذ خوفا ووجلا ،بسبب الندم وما اقترفوا من ذنب في حق أهل الحومة الشرفاء الفقراء الضعفاء والأسر والنساء الأيامى واليتامى  …الساكتين الواجمين لا يريدون الشر للآخرين ،ولكن للصبر حدود …..، بالسكوت الذي أصاب هذه المدينة منذ زمن قديم ؛نرى عجائب وغرائب ومفارقات وتناقضات ،أصبحت ضيعة ضائعة مهملة مهمشة ،تتهارش وتتعاظل  فيها الكلاب ، وتنهق فيها الحمير والدواب ، ويتصرف فيها الأنذال والأرذال ،كيفما يريدون ….

هذا القرطيوس المتعجرف  المقرندح الذي يميل إلى الشر ، يتخذ صورة المهاجم قبل أن يكون مهاجما …يريد أن يفترس ويقتل ويسب كل من اعترض سبيله ،ولا يحب أن يرشد إلى كل ما فيه خير وبر  وإحسان  ومعروف … في اعتقاده أنه وصل إلى الكمال والعلم ، وهو لا يعرف أنه حينما ينتهي العلم يبدأ الجهل ، وأن كل شيء ناقص وليس بكامل ــــ والكمال لله كما يقول جل الناس ــــ ولم يقرأ ويحفظ  ما قاله أبو البقاء الرندي الشاعر الأندلسي  لكل شيء إذا ما تم نقصان …  فلا يغر بطيب العيش إنسان

يدعي أنه قرطيوس   الحومة ورئيسها  ومقدمها وشيخها وحاكمها وعمدتها ،وشيخ الكفر،وملك الغابة والأجمة ، كانت تأتيه الغنيمة إلى المنزل ليلا ، وتأتيه الخمرة بطرق شتى ، يظن أنه جاء من حالق ، وهو لا يدري ولا يعي  ولا يعرف أنه يهرف بما لا يعرف، وأنه هوى من حالق ،وأنه أصبح مدنحا مدنخا مدنسا ، لأنه لا يتصون من الأدناس والمدانس .

في هذه الأيام وغيرها الأخيرة بعد أن انتبه إلى ما يكتب من إشارات ولقطات ، هذا القرطيوس تعقد وانقبض واندكس كأنه مكردس ــ   ولم يعد كأبي زريق في التصويت والصراخ والثرثرة  ـــ  أو أصابته القردعة إلى أن أصبح مكردحا ، ودجاجة لا تستطيع حتى الفيق ، إلى أن أصابه القيق ،وتحول من عتريس إلى عترس ، و من الجبروت والعظمة والقوة إلى الضعف والذل والهوان  والنحولة والفين ،   سبحان الله العظيم مبدل الأحوال … ااا ،وكان يعتمد في تصرفاته الرعناء ويستمر فيها متماديا عمدا متعمدا معتمدا على أن الجيران أغبياء وجهلة ؛لا يقرؤون ولا يفهمون ولا يستطيعون كتابة حتى  سطر، لرفع شكاية في شأن هذا القرطيوس المزعوم الذي كان يفعل ما يريد ،ويتصرف كيفما يشاء ، ويعتبر غيره حشرات وسفلة وجهلة ، ينهج نهج المتبجحين بالمال والطماعين الذين أصبحوا اليوم بطمعهم وجشعهم لا يملكون قطميرا ، ولا صادر لهم  ولا وارد ، يتسولون في الشوارع  ….فكل طاغ  معرض إلى التهلكة ، وكل طماع معرض إلى الإفلاس ،وبالتالي سيفضي به الأمر إلى السرقة والتسول ،  ذلك  ما سيحصل مستقبلا  لقرطيوس الحومة الطاغي الباغي الذي كان بالأمس  يزهو كالطاؤوس أو الطاووس ،باعتماده على التعويضات الممنوحة التي يقدمها له الأبرياء والأغبياء ، وباعتماده على أهل السلطة،وبعض المنتخبين الذين يساعدهم فنيا وتقنيا وإداريا ، وبدورهم  يساعدونه ماديا ومعنويا ،ليستمر في غيه ولا يستطيع أحد أن يحتج على ما يصدر عنه من سلوك بشع زنيم خسيس مشين مقيت ،ومن تصرفات همجية سمجة ؛لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا العرف ولا التقليد ولا القانون ولا الشرع .

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .