الرئيسية كتاب وآراء بني انصار بين الأمل  والإمهال والإهمال والنسيـــــــــان والحرمـــــــــان …    بقلم ذ.محمادي راسي

بني انصار بين الأمل  والإمهال والإهمال والنسيـــــــــان والحرمـــــــــان …    بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 17 يناير 2020 - 3:01 م

 

جريدة البديل السياسي   :                             بقلم ذ.محمادي راسي

 

"""""""""

بني انصار بين الأمل  والإمهال والإهمال

والنسيـــــــــان والحرمـــــــــان

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

1)  تمهيـــــــــــــــــد 

     """""""""""""         

             بعد الفطور كزاد للتذكر والتركيز  وحماية للخيالية من الوهن والفتور و ضعف تمثل الأشياء  ، وكاستعداد للقيام برحلة عبر ما هو مخزون في مخيلتي ، ومحفوظ في  ذاكرتي ، بحثا عن حكم وأمثال وأشعار تناسب مقالتي ، فانثالت الأبيات الآتية على هاجسي ، ووقعت في خاطري ، فاستهللت بها مقالتي ، هي أبيات قديمة مشهورة ، نرددها بكثرة في بعض المناسبات والمقامات والشواهد النحوية ،  درسناها ودرّسناها ، هي قديمة المعمارية عمودية البناء ، ولكن معانيها البلاغية غنية ثرة ، من استعارة وتورية وكناية ، أفكارها متجددة مستمرة مناسبة ، لبعض المواقف في حياتنا اليومية ، وأعمالنا العادية ، ونستشهد بها في المسائل اللغوية المستعصية ، والصيغ والأساليب النحوية ، هي خالدة كالفن الخالد الأصيل ، والمثل السائر ، هي لوحات أحيانا متعددة المفاهيم والـتأويلات ، لأنها رسم ناطق ، والرسم شعر صامت الذي لا يمكن فهمه في بعض الأحيان ، كما حصل لأونوراتو دي بلزاك مع  الرسم ، وما حصل لعميد الأدب العربي طه حسين مع الشعر ، الذي لم يفهم إحدى أبيات أبي تمام ، وقد قال ابن الأعرابي في شعره :"إن كان هذا شعرا فكلام العرب باطل "

عفوا ومعذرة لقد  تهت في طريق وعر ،  ومتاهة متيهة ، وزغت عن الموضوع فنسيت ذكر الأبيات ، لأن الحديث بحر بلا ريف ،  يجر إلى حدثان وأمور وأقاويل ….إنها أبيات كما ذكرت سابقا متداولة مشهورة ؛

 

1) أعلل النفس بالآمال أرقبها ،

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

2) يا مرو ، إن مطيتي محبوسة

ترجو الحباء وربها لم ييأس 

3) منعت شيئا فأكثرت الولوع به

وحب شيء إلى الإنسان ما منعا 

4) إني لأرجو منك شيئا عاجلا

والنفس مولعة بحب العاجل 

5) والنفس راغبة إذا رغبتها 

وإذا ترد إلى قليل تقنع

2)علــــــــى عتبـــــــــة الموضوع 

"""""""""""""""""""""""""""

              الأبيات لها قيمة تربوية من حيث التجلد والتحمل والعيش على الآمال والصبر والقناعة  وعدم اليأس ، رغم الحرمان والمنع والتهميش والإقصاء ، ولكن في نطاق معقول ، وللصبر حدود كما تردد سيدة الطرب العربي ، فالانتظار الكثير ممل . 

والمتنبي الحكيم قال :

إذا غامرت في شرف مروم / فلا تقنع بما دون النجوم 

                  إننا في بني انصار في انتظار دائم ،  في انتظار الذي يأتي ولا يأتي ، وفي اتنظار غودو  ، وغوغو ..ونونو… وفي اتنظار إلى أن يرد الضب … ويشيب الغراب …. معتمدين على القولة  الشعبية القديمة " اللي يستنى ميجوع "، و"سلك " وو….اااا. 

                  بسبب الإهمال تراكمت الأشياء والأشغال ،  وكثرت طلبات الاحتياجات والضروريات ، فتعقدت الحلول ، وتشابكت الأمور ، واختلط الحابل بالنابل ، ووقع  المسؤولون في حيص بيص ، لا يعرفون من أين سيبدأون ، وكيف سيتخلصون من التراكمات والتحملات ، فصعب الإنجاز والتنفيذ والتطبيق ، كأنهم لم يدرسوا الحكمة التي قرأناها في المدارس الابتدائية ؛"لا تؤخر عمل اليوم لغد "   أو " لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فإن للغد عملا آخر " ، إن الإهمال يقتل الأمل والمستقبل ، بل يؤدي إلى الفوضى ، ولا يتقيد بالقانون والنظام ، ولا يقبل الانتظام ، يرفض التمهل والتأني والتبصر والتدبر والتفكر ، والشخص المهمل المتهرب لا يصلح للتسيير والتدبير ، حاله كحال أحول من أبي براقش ، ومن أبي قلمون ،  منذ أمد بعيد ونحن ننتظر أن ينجز ما تفتقر إليه بني انصار ، فقد بحت حناجرنا من كثرة الهتمرة والهذرمة والثرثرة ، ومللنا من تكرار نفس الكلام ، واجتراره قولا وكتابة ، قديما وحاليا ، ولكن ؛أيهات وأيهان … ااا ، النسيان زاد الطين بلة ، وإن كان يجمع بين النعمة والنقمة ، فالضروريات لا يمكن أن تنسى ، وعن النسيان ينتج الحرمان ، بسبب اهتماط الهماطين الذين لا يقدرون المسؤولية التي هي تكليف وليست تشريفا ، فتأخرت بني انصار عن الركب ، لأنها خارت  قوتها ، هارت بنيتها ، تعطبت عجلاتها ، فتعطلت عن السير، تمشي مشية السلحفاة ، ليس حكمة وإنما تخلفا وتقهقرا ، غابت المراقبة والمحاسبة ، فأصبحت كالهمل يرعى بلا راع ، وعود عرقوبية ، أقاويل وأباطيل ، وتسويف وتماطل ، كالذي يحمي جوابيه نقيق الضفدع ، فأصابها التعطل الذي عطل كل ما من شأنه أن يتقدم ويزدهر، ويسير نحو الأفضل والأحسن والأنفع والأنجع .  

              بنـــــــــــــي انصار حرمت من عدة أشياء ومنشآت لا أدري لماذا ؟ ، هل سلك ويسلك ما يقال :لا تحترم بسكون الميم فتحترم بفتحه ، إلى أن حرمت من كل حرمة وانتهكت حرمتها وحريمها بغياب الذود عن حرمتها وشخصيتها وكيانها ووجودها ، فظهر الحرامي والنصاب والطماع والنشال والمنتهز ، بعلة الإهمال والإغفال ، وغياب الساحة من الرجال الأشاوس الجسار ، وأفلت المراقبة والمحاسبة ، ففلت المقترف المنافق ، ونجا السارق ، وخلص  المذنب ، وسلم الطاغي ، وتبرأ الباغي ، وانتعش الوصولي إلى أن أصبح ثريا متجبرا ، وو… ونما النهب ، وربا الاختلال ، واستشرى الاختلاس ، واستفحل الفساد بأشكاله وألوانه ، واستجرحت بعض السلوكات ، ونحن قاطبة ، نائمون لا نجهر بالحق ، ولا نهمك ولا نهماك على كل ما هو مشين ، ولا نرفع عقيرتنا لمحاربة كل فساد واستبداد وشطط واستفزاز ، وكل ما لا يخدم مصلحة بني انصار وساكنتها .  

                 بني انصار حباها الله جمالا جغرافيا وموقعا ؛ الجبال الرمال الهضاب الأشجار الأنهار البحار ، ونحن نخرب هذه المناظر بالإحراق والتلويث والتخريب ، فانتشرت المناظر المشينة  ، والمظاهر الدنيئة ، بين أرجائها وأحياء المدينة ، منها ما بطن ومنها ما ظهر.

          حرمت بني انصار أزيد من نصف قرن من البهجة  والفرجة والفرحة والترفيه والمتعة والتمتع والاستمتاع والترويح ، لانعدام الملعب البلدي ، والمركب الثقافوالرياضي ، فالرياضة تواصل متواصل ،  ومنافسة شريفة ، وحماس مفيد ، من خلال المنافسات والمقابلات ، والفن متعة واستمتاع ، وتطهير من الشر، ونقد وتوجيه للحياة عن طريق المسرح والرسم  والشعر والنثر وباقي الفنون .. .

                 إن غياب المكتبة دليل واضح على تأخر المدينة ، وانعدام المراحيض برهان ساطع على عدم التمدن والتحضر ، وإهمال الحدائق حجة ثابتة على أفول التربية الجمالية والفنية ، بني انصار لا تستحق هذا الإهمال ففيها مواهب في جميع الميادين  ، ولكنها ؛ قتلت بالنسيان والحرمان ، فقد مرت بظروف تاريخية عصيبة صعبة من حروب وهجمات وهجرات ، وعدم الاستقرار منذ أن وجدت ، وزادها الاستعمار تأزما وتوترا ، ليستغل خيراتها بسبب جشعه وأطماعه ، وذهب به الطمع إلى إنشاء معمل لصنع الغازات السامة في قلبها ، في المكان الذي   يسمى اليوم " بغاسي " gas " كلمة إسبانية تعني الغاز .

              بني  انصار المجاهدة  ـــ وقد استشهد عدد من المجاهدين والشهداء لأجل الكرامة والحرية  ــ لا تستحق هذا الذل والهوان والحرمان والنسيان ، ووهادها ونجادها ورمالها وتياهيرها الطاهرة  ، امتزجت بدماء الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم ، ووقعت فيها معركتان شهيرتان هزتا وضعضعتا كيان المستعمر ؛ معركة إغزار أنوشن  حيث نظم أحد الشعراء الإسبان مرثية يتذكر فيها القتلى ومقتل الجنرال بينتوس ، ثم معركة سيدي ورياش التي اندحر فيها الجنرال مارغايو، إنه من الواجب نصب تذكارين للتذكر ولأجل ذاكرة بني انصار ، والمرجعية التاريخية للأجيال القادمة ، كباقي المدن ، ففي رأس الماء أقيم تذكار لباخرة دينا التي أتت بالسلاح إلى المجاهدين من مصر إلى المغرب في تلك الفترة العصيبة القاتمة ، يقرأ فحواه كل زائر مغربي أو أجنبي ، وفي هذا اكتساب للمعارف  ، واطلاع على ماضي المغاربة الأبطال ، وثقافة تاريخية إلى جانب السياحة الترويحية .

            إن  الأنصاب التذكارية تذكرتا دائما كلما مررنا بها ، وليس كما هو مدون في الكتب قد ننساه ونتغافل عنه باهتمامات أخرى ، إن ما هو منقوش على الحجر أو المرمر يبقى عالقا ، كالتعلم في الصغر الذي  يبقى كالنقش على الحجر ، وهناك مآثر ومعالم أهملناها بعدم الرعاية والاهتمام والصيانة ، ومواقف وأحداث نسيناها بالنسيان والحرمان ، وعدم التوثيق والتدوين .

                بني انصار المجاهدة والمشهورة بأوليائها  المدفونين بها قبورهم شاهدة عليهم ، وقفت دائما سدا منيعا في وجه الأعداء ، من أجل الكرامة  والغد الأفضل ، والمرغس من العيش ، إنها تستحق كل خير نظرا لماضيها المجيد ، فكلما فتحنا مدارس أغلقنا سجونا ، وكلما فتحنا ملاعب للرياضة وكرة القدم ، قضينا على السموم الفتاكة الرخيصة والباهظة ، ونمينا جسوما  قوية سليمة ، وكلما فتحنا مركبات ثقافية وفنية ، هذبنا عقولا مفكرة سليمة ، ومواهب مبدعة خلاقة ، ففي بني انصار مواهب مهمشة ، رجال التعليم الكرماء في بني انصار لهم رسالة نبيلة تتجلى في تنشئة العقول ، والهداية  إلى السبل القويمة ، وصقل المواهب المكنونة المكبوتة ،عليهم أن يعملوا على بلورة المواهب وتشجيعها في جميع الميادين في الرياضة والرسم والموسيقى والغناء والتجويد والمسرح ، لكي يبتعد تلامذتنا وشبابنا على السموم القاتلة المفضية إلى السرقة والقتل وبالتالي إلى السجن ، ومستشفى الأمراض العقلية ، فمزيدا من الترفيه  المفيد ، والنشاط الرياضي والثقافي والفني والذهني ، خير من التسكع بدون هدف وغاية ، والجمود والركود بدون إنتاج وإبداع ، فالاستهلاك والتقليد الأعمى والبدع الزائفة الزائلة كل هذه العوامل السلبية ، تقتل الشباب وهو حي ، و تحرمه من الإبداع والابتكار والاختراع . 

                   إن شغف شباب بني انصار بالرياضة عامة  ، وكرة القدم خاصة ليس وليد اليوم ، وإنما ولد قبل الاستقلال ، في القرن الماضي بواسطة شباب  نشيط متحمس في ذلك الوقت ، وقد رحل معظمهم إلى دار البقاء ، رحمهم الله جميعا ، وقد اشتهر أفراد  عائلة و"علي "المعروفين باللقب الفني "بوقيشو" ، ومنهم حسين "روبيو"لاعب الهلال سابقا ، كانوا يلعبون بأرض مليئة بالأحجار والأشواك بالقرب من ميناء بني انصار المقيم على البحيرة الصغيرة ، هذه البادرة تعتبر المدرسة الأولى لكرة القدم ، وقد اكتسب الكثير من الشباب تجربة لا بأس بها ، والمدرسة الثانية كانت على يدي نجيب الحموتي الذي درب الكثير من الشباب وأنشأ بمساعديه فريق الترجي ، كما بحث بدوره عن ملعب خلاء  بجانب البحيرة الصغيرة ،وقد أطلق عليه الشباب "كامبو نجيب " ، وإلى يومنا هذا ؛ هناك شباب يبحث عن الملاعب في الخلاء ، كما هو حاليا في "باصو" بالقرب من "كنترا" أي المحجر ،وإذا قمنا بزيارة للأحياء ، سنشاهد ساحات في الخلاء ، يلعب فيها أطفال وشباب بني انصار ، وهي غير صالحة لممارسة لعب كرة القدم ، لأنها مليئة بالأحجار والأشواك .

               رغم المراسلات التي قامت بها بعض الجمعيات  ، وبعض المثقفين الغيورين ، في شان الملعب البلدي ودار الشباب إلى المعنيين ، ورغم العريضة التي  اشتملت على حوالي ألف توقيع ، وكان جواب وزارة الشبيبة والرياضة هو؛ إيجاد البقعة الأرضية لأجل بناء الملعب  ، ومشروع مارتشيكا ، أورد تصميما للملعب الجديد الذي سيكون في مكانه الأول ، حيث كان "كامبو" نجيب فما زلنا ننتظر، ولكن ؛ ما هكذا تورد يا سعد الإبل ، والنفس مولعة بحب العاجل ، وفي بني انصار فريقان فريق مزوجة سبور ، وفريق نادي  نهضة شباب بني انصار لكرة القدم ، والأخير حديث العهد ،إننا محرومون من الفرجة والتمتع بمشاهدة فريقينا وتشجعيهما خلال أيام المقابلات وخلال الفصول الثلاثة ، لكسر الرتوب ، ولنفتخر أيضا بلاعبينا جميعا لأنهم يمثلون بني انصار رياضيا ، ولكن ؛ يحتاجون إلى المساعدة المادية والمعنوية والتغطية الصحية ، بالإضافة إلى فرق في كرة القدم المحلية على مستوى بعض الأحياء ، بدورها تحتاج إلى المساعدة والدعم والتشجيع ، تنظم مقابلات محلية قصد الظفر بالكأس ، وهذه الفرق أيضا تواجه مشكل انعدام الملعب ،  أو مكان اللعب ، فملعب القرب غير كاف لضيق مساحته ، يصلح لأطفال صغار ، وبين موسم وآخر من خلال الفريق الفائز بالدوري ، يطوف الفريق ومشجعوه بدورة شرفية في الشوارع الرئيسية ، في نظام وانتظام دون حوادث ولا شجار، حاملين الكأس مرددين شعارات رياضية تشيد بالفوز، مع التصفيقات وصفارات السيارات والدرجات النارية ، في هذا نشاط وحيوية وحماس ، ينشطون الساكنة التي تحن إلى مثل هذه الفرجة الصحية ، تدخل عليها البهجة ، إن شباب بني انصار يستحق التشجيع والتحفيز لما نلمس فيه من روح رياضية نبيلة ، لذا يجب ألا يحرم من المركب الرياضي والثقافي ، وتلامذتنا بإعدادية بني انصار  ، تأهلوا إلى كأس العالم في أواخر التسعينيات ، من القرن الماضي في كرة القدم بواسطة الألعاب المدرسية ، ولكنه لم ينظم لأسباب لا نعرفها ، كما نرجو أن تتوفر بني انصار على فرق ؛ في كرة السلة واليد والكرة الطائرة وغيرها من الرياضات ، التي تكون من أسباب الفرجة والتواصل الناجع ، والمنافسة البريئة ، وترقب النتائج كل أسبوع في جو من الأمل واليقظة والحماس ، والإشادة بالانتصار ، والحبور بالفوز والتألق ، هذه الميزات حرمنا منها لغياب الملاعب الرياضية ، لا معنى لفريق أن يلعب دائما في ملاعب أخرى ، إنه حرمان بين وواضح ، إنه غير معقول …."لاعبون بدون ملعب "..اااا.؟؟؟.

        على المسؤولين أن ينتبهوا إلى الإهمال والحرمان والنسيان ، وأن يبتعدوا عن الإمهال والتسويف والمماطلة ، فقد مرت عقود وعقود ، ولا نرى ما هو موعود به ،  وبني انصار في تطور عمراني ، ونمو ديموغرافي ، يجب القيام بدراسات مستقبلية لإحداث أحياء مجهزة ببنية تحتية متينة ، من حيث الماء الشروب والكهرباء والصرف الصحي ، مع مراعاة الموقع الجغرافي المتصف بالهضاب  والعقبات والانحدارات ، وإحداث إدارات لتقريبها من المواطنين ، كالمقاطعات والملحقات ، والوكالات البريدية ، ومصلحة الوقاية المدنية ، والمستوصفات ، ومستشفى جامع لعدة تخصصات ، والتفكير في ذوي الاحتياجات ….دون تهميش وإقصاء ،   وغيرها من المؤسسات التي تخدم مصلحة بني انصار والساكنة إداريا وثقافيا وصحيا ورياضيا واجتماعيا واقتصاديا وسياحيا …، كما يجب فك العزلة التي يعيش فيها العالم القروي وخصوصا الأحياء النائية وثيرزث المهمشة .   

            إن المسؤولية اليوم ليست بالجلوس على الكراسي فقط ، وإنما لا بد من التجوال بأحياء مازالت تفتقر إلى الوادي الحار والإنارة ، والبنية التحتية ،  ولابد من مزيد فتح الطرقات والشوارع التي هي من وسائل التواصل في أقرب وقت ، والربورطاجات بالصور والحوار دليل ساطع وبرهان قاطع ، على الوضعية المزرية لبعض الأحياء ، .كما يجب ألا ننسى فرخانة المجاهدة برجالاتها  أمثال ميمون المختار ، وعلي الروبيو وغيرهما ، وبمعركتها التي أشرت إليها سابقا ، وبقصبتها التي يرجع بناؤها إلى سنة 1679م ، وبمدرستها العتيقة ، وبمسجدها مولاي إدريس ، ولا يمكن أن ننسى الشاعر سلام السمغيني ، والشاعر المغني الملحن الشيخ أحمد شعطوف ، يعتبر من الرواد في الغناء  الريفي ، وقد حذا حذوه بعض المغنين الذين تأثروا به ، يجب تذكيره بقيام ندوات من طرف الباحثين لإحياء شعره وأعماله ، وكذا ندوات لإحياء تراث فرخانة ، فهي اليوم لم تعد منعزلة بل هي جزء من بني انصار ، بفضل انضمامها ستصبح بني انصار عمالة مستقبلا ، وفي مقالة سابقة "بمناسبة ضم فرخانة إلى بني انصار "  مارس 2012م قلت :

من رتبة وإلى جنادة صعد // نريدها دائما مصونة أبد 

رتبة = أرتابة ببني انصار 

جنادة = قصبة فرخانة 

خـــــــــــــــــــاتمـــــــــة:

إن الأمل شيء  محمود ، والإمهال حكمة وتعقل ، في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ، " سر بلمهل  "، أما الإهمال فناتج عن الكسل الذي يؤدي إلى العجز والخمول والجمود وبالتالي إلى تراكم الأشياء والأشغال ، والنسيان  تارة يكون ايجابيا وتارة سلبيا ، ولكن أحيانا يؤدي إلى الحرمان وبالتالي إلى الإقصاء والتهميش . 

سبق لي أن كتبت عدة مقالات عن وضعية بني انصار ، وعن  الرياضة كتبت مقالا تحت عنوان "الرياضة في مدينتنا " بتاريخ 5دجنبر 2012م ، ومقالا آخر عن كرة القدم بعنوان" وأد كرة القدم " بتاريخ 18فبراير 2013م  وبه سأختم بما ورد فيه في فقرته الأخيرة :

" إن مدينة بني انصار غنية بالمواهب الرياضية وغيرها ، وهذا لا ينكره ولا يجحده أحد ، ودائما نكرره ونجتره ، ولكن ليس هناك آذان صاغية ، وعقول واعية ، تعرف قيمة الرياضة والفن ، لافتقارها إلى الثقافة وكل ما يبعث على الترفيه والتنشيط ، ماذا تنتظر من عقل جامد متحجر فارغ ؟ ،لا يعبد إلا الدرهم الأبيض ـــ مخافة من اليوم الأسودـــ والغنيمة الباردة ، وجبل على غريزة حب التملك ، يتحين الفرص ، ويتربص بالضحايا ليوقع بها شرا بعد الفلاح ، لا يعرف إلا الإقصاء والتهميش والحقد والانتقام والانفصام ، بهذه الصفات الذميمة لا يمكن تسيير الشأن المحلي الذي أصبح اليوم عسيرا على كل من لا يفقه حرفا ، ولا يستطيع كتابة جملة صحيحة ، ولا يعرف القانون ، ولا يقرأ ما يكتب وما كتب ، ولا يقدر حتى على تهجية الحروف والكلمات …ولا يعرف الكوع من البوع ، ولا الكاع من الباع ، ولا الهر من البر ، فماذا تنتظر من حجر أصم ، وصخرة صماء ، وأرض صلد ، ؟ من عجب العجاب ومما يبعث على الضحك والاستغراب ، ومما يندى له الجبين ، أن تجد في مدينتنا فريقا كرويا " اليوم فريقين " بدون ملعب وبدون دعم مادي ، فريق يعيش بين برحى ومرحى ، وأخذ ورد ، ومد وجزر ، يواجه المخاطر والمصاعب إلى حد الاستماتة ، لكسب مرتبة عالية ، والرفع من مستوى مدينته على الصعيد الوطني والجهوي ، لا يعينه أحد ،  تقنعه القلعة ، وتشبعه الجزة ، يضمر الغمة والكربة ، رغم أنه يعيش في الغصة ، ولكنه دائما ينتظر الفرجة …وكما قال الطغرائي ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل …اااا ،وبعد العسر يأتي اليسر ..وتحضرني الآية الكريمة قوله تعالى :"فأما من أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ، وأما من بخل واستغنى ، وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " . صدق الله العظيم .

إن الكتابة هي أضعف الإيمان ، والسكوت ضرب من الذل والجهل أحيانا ، وإن كان من ذهب ، وأحيانا يكون من قصدير ، فمن قرع بابا ولج / بتضعيف الجيم / ولج"، والعتاب خير من  مكتوم الحقد ، والعتاب قبل العقاب ."

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .