الرئيسية كتاب وآراء / ثيــــزرث  أو”ريستنغا ” أو “بوقــــانـــا ”   تستيــــقـــظ / بقلم ذ.محمادي راسي   

/ ثيــــزرث  أو”ريستنغا ” أو “بوقــــانـــا ”   تستيــــقـــظ / بقلم ذ.محمادي راسي   

كتبه كتب في 22 يونيو 2019 - 10:52 م

 

جريدة البديل السياسي/   بقلم ذ.محمادي راسي   /     

/ ثيــــزرث  أو"ريستنغا " أو "بوقــــانـــا "   تستيــــقـــظ /

                          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

 

                                              نامت أزيد من قرن، أقل من أهل الكهف، لانغلاقها على نفسها وانطوائها، ولكن، كانت مزهوة بجمال نحيرتها الجذابة ، وبحيرتها الشاسعة الساحرة ــ ملهمة الكتاب والشعراء، ومغرية السياح والصيادين بأسماكها اللذيذة ــ وبثروتها الحيتانية، ومنتوجاتها الفلاحية، ومياهها العذبة التي تصفيها الرمال، وبهدوئها الفطري، وطابعها القروي، بعيدة عن حياة التمدن والسياسة والبهرجة، عرفت التقارب والاحتكاك في عهد الاستقلال أثناء قيام المجالس القروية عن طريق التصويت، استغلوها استغلالا بالتسويف، والقيام بالمشاريع، فلم تر من ذلك شيئا، إلا في التسعينيات زودت بسقاية للماء الشروب… كانت غير كافية، وأثناء التشازب  يحدث التناحر والنعار، من حيث ورود الماء السهل للنهل والامتياح، وكثيرا ما يقع الشجار بنزعة الأنانية، وغريزة التملك، والعصبية المستهجنة، مما أدى إلى إحداث صنابير أخرى لتحاشي النزاعات ،ولتفادي الخلافات، وكلما دنت الانتخابات، كثرت الوعود بميلاد مشاريع هامة، فكل منتخب يرى نفسه دولة وفي يده زمام الأمور، يسارع ،يبادر، يتقرب ، يقرر، يشرّع ، يسنّ ، يؤكد ،يأمر ،ينهى …./أضغاث أحلام / و / ضغث على إبّالة / …. وظلت ثيزرث إلى يومنا هذا تتخبط في مشاكلها، ومحرومة من العيش الكريم ، وما هو ضروري؛/ الماء /الإنارة /الطريق /المستوصف/ … ومن فشل التسيير والتدبير أخيرا ؛قطع الماء على السكان أزيد من خمسة أشهر، وكل منتخب يسوف الساكنة ويعدها بإرجاع الماء، ولكن إلى متى؟ أجل ؛ إلى أن يحين موعد الانتخابات… ولما أحس أهل ثيزرث بالعطش بادروا جميعا ، وبإشراف جمعيات محلية إلى رفع شكايات إلى المعنيين بالأمر، دون الاستماع إلى هذا وذاك وذلك ، وعلان وفلان وحزب كذا وكذا وو… وبعد الحركة والتحرك والمراسلات… تم اتصال واستدعاء المسؤولين المعنيين والجمعيات  المعنية من طرف باشوية بني انصار، ثم عقد لقاء لدراسة قضية الماء دون حضور أي عضو منتخب، ولما أرجع الماء ، سارع البعض إلى طمأنة الساكنة بأنهم هم الذين أرجعوا الماء، وكل واحد يدلو بدلوه، وهذا يعتبر فشلا سياسيا، وضحكا على الأبرياء واستهزاء بهم، لا أدري ما نوع هذه السياسة؟ ،فهل هي ديبلوماسية، أم سياسة فن الكذب؟ أم مذهب أكذب أكذب حتى يظن أنك صادق..؟؟. اليوم لا مكان للهرج والمرج ،والدخول والخروج والانعراج والروغان والزوغان… إن ثيزرث اليوم لم تعد تثق في أي أحد مثل هؤلاء المداهنين ، إنها اليوم مع عهد جديد، عهد الاستيقاظ وجمع كلمة الجمل، وضم الأهل والشمل ـــ فلم الله شعثهم بعد أن ذهبوا شماليل ،وطاروا أشظاظا ، وتفرقوا شذر مذر ـــ ونبذ ودحق كل من خولت له نفسه الاستغلال والاستفزاز، واليوم ؛ الأشغال جارية على قدم وساق في مد ثيزرث بأنبوب جديد ليكون صبيبه قويا، يلبي حاجيات الساكنة، وإن الجمعيات "بثيزرث" اليوم، ستطالب بدون تردد، بإصلاح الطريق، وإحداث الإنارة والمستوصف، بانضباط وفي إطار قانوني بدون فوضى، ولا شغب ولا عنف ولا لغب ، ولا يخفى على أحد مدى رعاية واهتمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالعالم القروي لفك العزلة ومحاربة الإقصاء والتهميش، لذلك بادرت السلطات المحلية والإقليمية ، ووكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا ميد إلى حل أزمة الماء التي عانت منها الساكنة أزيد من خمسة أشهر، ولم يسبق أن حدث مثل هذا القطع منذ أن مدت بالماء في التسعينيات.

                                         أقول للمتحيّنين والانتهازيّين والرويبضين …احذروا غضب بني الغبراء، وغيظ الأبرياء ، وحدأ العقلاء ، وحنق النزهاء، فقبل الخطو ميزوا وقدروا… وقيمة كل امرئ ما يحسنه، ورددوا دائما هذه الكلمات للتدبر قبل الدبر والكر والفر؛ "ليس السؤال ما يقدمه لك الوطن؟، وإنما السؤال هو: ما تقدمه للوطن،؟" وأضيف على هذا على المثقف الملتزم العضوي، والمنتخب المختار، والمستشار المقدام  الجسّار، أن يخدموا المواطن والوطن، لا أن يخدمهم المواطن والوطن، لأن في الخدمة الأخيرة فيها استفزاز وابتزاز، واستبداد وتجبر وتكبر، ثم كسل وتقاعس وذل، نتمنى لشباب بني انصار المثقف الواعي والمسؤول ؛ أن يقود هذه المدينة بحزم وجدية وإيثار، لنشر الثقافة والوعي بين ربوعها وأحيائها، والدفاع عن الرياضة بجميع أنواعها، ومحاربة الظلم والفساد والبرطلة والزبونية والاستبداد والاستغلال ، ودحر السموم القاتلة التي تقوم بتشتيت الأسر، والفتك بالشباب صحيا ونفسيا وعقليا وجسديا وفكريا…

                                            بجل، إن ثيزرث اليوم تستيقظ ، وجغرافيتها العقلية تتغير، وثقافتها  تتطور، وحتى وضعيتها السياحية ستزدهر بفضل وكالة مارتشيكا، التي ستجلب الخير لثيزرث وبني انصار سياحيا واقتصاديا ….، وستوفر الشغل للشباب العاطل عن العمل ، ونرجو ذلك بحول الله أن يكون خيرا نافعا، أما الجغرافية السياسية فلم تعد تؤمن بها، وأما الصيادون فسيزداد وعيهم برا وبحرا، نظرا للدروس التي سيتلقونها في المدرسة البحرية ، تتعلق بالصيد البحري، والتي سيتم برمجتها خلال الأيام القادمة، فلا داعي إلى استغلالهم والكذب عليهم، وتقديم وعود عرقوبية، وتسطير برامج فاشلة، واختراع مشاريع وهمية دونكيشوطية، ولكن ؛كل واحد تخبر عن مجهوله مرآته، ويقع للبعض بل ينطبق عليهم ما يقال: اختلط المرعيّ بالهمل، والخاثر بالزباد، والحابل بالنابل، ويقعون في حيص بيص ،ولا محيص لهم من بعض الأمور بسبب الاندفاع والتهور ،وعدم التريث والتروّي قبل العزم والإقدام ، والنتيجة هي ؛الفشل والفرار والهروب والاختفاء والتخفر… ثم التأخر والتدهور والتقهقر والفتور والتبخر والاندثار والاندحار والاحتضار…. ، بدافع  التفجّس والتبجّح والتعجرف والافتخار والتكبر .

 

2013م

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

 

/ثـــــيزرث /    ماي / يونيو / 2019م

"""""""" ثـــــــيزرث مـــــن الظــــلمـــاء إلى الـــضيــاء

                                           """""""""""""""""""""""""""""""""""""

                 إن بـــعد العســـر يــــســـرا / رضيت من الغنيمة بالإياب / رضيت من الوفاء باللفاء /

 

                                            عاشت أزيد من قرن في ظلام دامس ، وفي غبس مدلهم ،  يتخبط أهلها خبط عشواء في الليالي البهيمة المحلولكة ،حينما  يتفقدون المغروسات في العرصات ،والماشية في الزرائب ، والدجاج في الخممة ؛ خوفا من اللصوص ، والشباك والقوارب الراسية  فوق رمال الشاطئ بالقرب من البحر؛ خوفا من هيجانه الذي سيبتلعها ، ذلك هو رأسمال الصياد الذي كلفته مكلفة من الصعب خلقه في ظرف وجيز ، ويكون فيضان البحر سببا في عزل ثيزرث عن بني انصار  ، بل سببا في الفصل بين الإخوان والجيران في نفس المحيط والمكان ، وطمس جميع الآبار الصغيرة العذبة ذات العمق الذي لا يتعدى مترين ، فتعـرض السكان للعطش، واضطروا إلى شرب الماء الذي يتقاطر من السطوح وقت الأمطار ،  إذ يصعب الاهتداء ليلا إلى المنازل وزيارة الأقارب ، لا بد من الاعتماد على قنديل من بترول ، أو فانوس من مركم ،وفي المنازل كانوا يعتمدون على فتيل يوضع في صدفة فيها زيت ، أو على الشمع ،أو على آلة الشمعدان يركز عليها الشمع ، أو يوضع فوقها زيت وفتيل ، ويهتدون شيئا ما في الليالي المقمرة  ، واعتمدوا على قناديل غازية ، ثم على محركات لتوليد الكهرباء، وهذا يتطلب مصاريف كلفتها مكلفة ، إذا ما استمر المحرك طوال الليل ، ثم الطاقة الشمسية ولكنها باهظة الثمن ، وخلال شهر /ماي / و/يونيو/ حاليا ، زودت ساكنة ثيزرث بالكهرباء ثم ستزود مستقبلا بالماء الشروب ،لأجل العيش الكريم ،والتغلب على العطش وخصوصا في فصل الصيف ، وحتى الماشية تحتاج أكثر إلى الماء ،لأنها لا تستطيع البحث عنه عن طريق حفر الآبار كما يفعل  الإنسان ، ويلزم أن يعبد الطريق بطريقة متينة ، وأن يكون مرتفعا للوقاية من فيضان مياه البحر ،ويجب إحداث خط جديد للحافلات ــ ثيزرث / بني انصار ــ لنقل السكان بتكلفة متوسطة اقتصادية قصد قضاء مآربهم وما يحتاجون إليه ؛ من بضائع ووثائق إدارية وأدوية وو….، كما ينبغي بناء قسم للمستعجلات ،ودار للمرأة ، ومستوصف ، وإعدادية مستقبلا ،وغيرها من المرافق التي تخدم الساكنة ،اقتصاديا وصحيا واجتماعيا وثقافيا وتعليميا ورياضيا …. ولا بد من تقريب الإدارة من  المواطنين ، ومحق التهميش والإقصاء ،وفك العزلة خلال فصل الشتاء ،ومحو الأمية للقضاء على الجهل ، الكل يحب ثيزرث في الصيف ،يجاورون شاطئها بالجلوس فوق الرمال اللافحة ذات الصدف والودعات المتلألئة ، يحاورون بحرها مناجاة وسمعا ومشاهدة ،ويحتكون بالأمواج سباحة ، فهم في تواصل مع البحر بجميع الحواس والجسد ، وفي حوار تيلاباتيّ حينما ينظرون إلى الأفق البعيد .. ولكن لا يتفقدون أحوالها في الشتاء ؛فصل الرياح والأمطار ، وفي الليالي الحالكات ،ووقت هيجان وفيضان البحر   .

 

أجل؛ ثيزرث من الظلماء إلى الضياء كما أشرت في العنوان ، ستخرج من عالم الظلام الأسود الغربيب ، والبسور والعسر والتحاسير إلى عالم الانفراج والانشراح والنور والضياء ، ومن عالم القلق والاضطراب والغربة والحزن ، والعيش على الأعصاب والضيق والضنك والشظف إلى عالم الأمل والاطمئنان والراحة والدعة ،  إنها بمثابة مولود جديد ، بفضل الكهرباء ،ستشرب الساكنة ماء شبما في الصيف الصائف بتواجد الثلاجة ، وستشاهد الأفلام ومختلف البرامج والاستطلاعات بواسطة التلفزة ،وستستمع إلى النشرات الإخبارية ،وستتمتع بالاستماع إلى الأغاني بمختلف اللغات عن طريق الأثير الذي سيبقى طوال النهار والليل ، لا داعي إلى الخوف من  نفاد الطاقة عن طريق المركم ،أو المحرك ،أو الطاقة الشمسية ، ستهتدي في الطرقات ليلا في زيارة الأقارب ،وحضور الأعراس والحفلات والمناسبات ، وستتفقد عرصاتها وشباكها وقواربها ،لدحر النشالين واللصوص ذوي الدور السلبي في الهدم والتخريب ، ونشر القبح والشر بسلوكهم المقيت الخبيث النبيث ، ثم إن تلامذة ثيزرث كانوا يجدون صعوبات في مراجعة دروسهم ليلا ، لأنهم كانوا يعتمدون على الشمع أو غيره ،فالإنارة ضعيفة ، وتنقص كلما زاد الاستهلاك فيما يخص الطاقة الشمسية ،وسيستفيدون  باستخدام الحواسب التي هي متوفرة في مدرسة /كم / .على مدار اليوم والسنة وفق المقرر ، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب أن يكون الشمع أو غيره حاضرا في حالة انقطاع التيار الكهربائي .

 

بجل ؛ ستبدو ثيزرث ليلا بين البحرين كباخرة ضخمة راسية براقة  كأنها تريد الإبحار ، أو طائرة جاثمة تريد الإقلاع بعد الحط ، أو شجرة مضيئة كشجرة "الكريسماس" ، أو أرضا كسماء ركبت فيها نجوم ،  والمصابيح المنعكسة على أديم البحيرة تشبه نجوم السماء ، ستذكّر الأديب اللبيب ، والشاعر الأريب ، بأبيات للشاعر البحتري في وصف بركة المتوكل بقوله :

إذا النجوم تراءت في جوانبها /// ليلا حسبت سماء ركبت فيها .

نعم ؛ ثيزرث  لا ترى ليلا من بعيد ،ولكن  وجودها مرتبط بظهور مصابيحها ومصابيح تمشارت "أطلايون" ،والناظور وقرية أركمان  وارمهندز ،كلها ستزيدها جمالا ،وستشكل لوحة باهرة لامعة ، وبساطا مزركشا يستنير بتلك الأضواء …، ثيزرث سيسحرك جمالها في الليل ؛تربتها السجسجية  بحلزونياتها وصدفها البيضاء الغـراء ، تحت ضوء القمر المنعكس على البحر الأبيض المتوسط الذي يتحول إلى صحن من لجين مترقرق ضحوك ، وستسمو إلى السماء ،وأنت تسير والشاطئ الشاسع مستمعا إلى حسيس الأمواج ،هي لحظة شاعرية روحية صوفية تعبدية تأملية ، ومناجاة وحوار مع ذلك  المنظر العظيم الرهيب المخيف ، لا يمكن حده ببرواز ولا بإطار ولا بسور ولا بجدار ولا بسياج ، ولا بحد سياسي ….كلما خطوت خطوات إلا وازداد اتساعا وشسعا ، وأحيانا يخيفك وأنت وحيد جالس فوق تلك الرمال ذات اليرامع الملساء ،والصدف والودعات والمناقيف المختلفة الأشكال والألوان ….ترسل ألحاظك إلى الأفق تسمع أصواتا بعيدة ولا ترى شيئا ،وتغيب عما  يحيط بك ،كأنك مسافر إلى ما وراء الطبيعة أو إلى عالم آخر، وأنت لا تشعر أنك جالس فوق ريف اليم .

 

ختاما ؛ بعد أزيد من قرن ؛ من الظلام والمعاناة والمكابدة والمقاساة ،والتخبط ليلا كالناقة العشواء ، والعيش في الشظف  والتقشف والحرمان والعمل الشاق ، كما عاش فيه الأولون من ساكنة ثيزرث ومعظمهم رحلوا إلى دار البقاء ، رحمهم الله جميعا ، نعم الرجال في الصبر والعمل والتحمل والتعاون والتكافل والتضامن والتعاضد ، إن صبرهم واضح وبين لا ريب فيه ولا غبار عليه ، يتجلى في قطع البحيرة والبحر الأبيض المتوسط وهم في قواربهم ــــ بدون محرك  ـــ ، يجدفونها بالمجاديف يوميا قاطعين أميالا عديدة ، ومع ذلك العمل المفني المضني ؛ يحمدون الله ويقنعون بما رزقهم ، ومنهم من تعلم الجلفطة أو الجلفظة ورتق الشباك ، وكسب تجربة ميدانية مع مرور السنين في طريقة صيد الأسماك ، ومعرفة الأحوال الجوية ، والدراية بالتقلبات المناخية بواسطة النظر إلى السحب واتجاهاتها ، مع اتخاذ الحيطة والحذر ، قبل الإبحار وركوب السفينة  بعيدين عن المغامرة والمخاطرة والشجاعة السلبية الانهزامية ، إن مهنة الصيد مهنة صعبة ، هي مدرسة أخرى ،وتجربة عظمى ، وخبرات شتى ، وعلم بمعرفة أنواع الأسماك ، ومكان تواجدها وأوقات توفرها وهجرتها ومواسمها على مدار السنة ، ونرجو أن ينهج الجميع نهج أجدادهم في هذه المهنة والصنعة ؛"فالصنعة كتعيش وقيل كتزيد في العمر "، إن خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس التوجيهية تتصف بالرزانة  والحكمة والتأمل والتفكير العميق الرصين ، كلما حلت المناسبات العظيمة الخالدة ، هي رسائل قوية وإشارات واضحة ، تحث المسؤولين على النزول إلى الشوارع لمعاينة ظروف معيشة المواطنين ،والاستماع إلى همومهم ومطالبهم ،ودراسة مشاكلهم مع تقديم الحلول النافعة الناجعة ، وتحثهم أيضا على فك العزلة عن القرى والبوادي و"المداشر" ، عن طريق ربطها بالماء الشروب والكهرباء وفتح الطرق ،لأجل العيش الكريم ، والسكن اللائق ،  وتقريب الإدارة من المواطنين ، وبناء المرافق التي تخدم المواطن ، فبادرت وكالة تهيئة بحيـرة مارتشيك ميد وعلى رأسها مديـرها سعيد زارو، و تحت القيادة الرشيدة والرعاية السامية لصاحب الجلالة إلى ربط ثيزرث بالكهرباء، إنها بادرة إنسانية حسنة حميدة ، بعثت الروح في ثيزرث ـــ بعد أن كانت تعيش في ظلام دامس ــــ وجعلت أهلها يعيشون في راحة واطمئنان ودعة ، كأنهم اليوم ولدوا من جديد ،لانتقالهم من عالم الظلماء والتأخر إلى عالم الضياء والتقدم والتطور ، وعلى أهل ثيزرث نساء ورجالا وشبابا ذكورا وإناثا …المحافظة على بيئة وفضاء ومحيط هذه الجوهرة الفريدة  الجميلة ، والعناية بشاطئها الرملي الذهبي السهل الولوج مباشرة ، بدون جبال وهضاب وأحجار ومسالك وعرة …، وإقامة جدار رملي للوقاية من فيضان البحر الذي يقع بين آونة وأخرى ، وخصوصا في فصل الشتاء ، كما حدث في القرن الماضي وبداية هذا القرن ..بسبب نهب الرمال والصدف التي كانت تقف سدا منيعا في وجه الأمواج العالية العاتية.

 

وقد قلت  سابقا في ثيزرث أرض الأجداد والأهل ؛

 

                                              إنّ من لم يشرب من آبار ثيزرث الصغيرة الدانية اللينة الامتياح والاغتراف ؛ ذات ماء زلول صاف ، ولم يأكل من خضر عرصاتها  الغضة النضرة ،وأسماكها الطرية اللذيذة ، ولم يسبح في بحرها وبحيرتها ، ولم يلعب كرة القدم في شاطئها وفوق رمالها الذهبية ، ولم يتدحرج من قمة الأكثبة العالية إلى حضيضها ، ولم يقطع البحيرة مشيا من مكان خاص حيث مطامير الحبوب لتقريب المسافة ،ومن لم يتناول الطعام /الكسكس /سيسو /  في الأعراس بالصدفة لقلة الملاعق في ذلك الوقت ، ليس من أهل ثيزرث ولا من أهل بني انصار ،لأن أهل بني انصار وأهل ثيزرث ؛ تجمعهم روابط الصداقة والمعرفة والمصاهرة والقرابة والجوار .

             

خاطرة في ثيزرث ؛

            "إن نســـوك فنحن لا ننســـاك ،

ولا ننسى خيراتك العميمة ،

شربنا من آبارك العذبة ،

وأكلنا من خضرك اللذيذة ،

من بطيخ أحمر، وشمام أصفر،

              وطماطم ،وفلفل ، وبصل ،وخيار ،

               وأسماكك الطرية ،

              من أم الخلول ، وأم الحبر،

             وسلج، ولزيق ، وبلح البحر ،

              وبوريّ ،وسرغوس ،وسردين ،

            وسمك السلطان ،وسمك المرجان …..

            ولا ينكر ذلك إلا اللئيم ،"

وقال المتنبي الحكيم ؛

"إذا أنت أكرمت الكريم ملكته /// وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "

وللتذكير وتجدر به الإشارة ،ولكل مقام مقال ؛"سابقا كنا نمد بعضا من أهل ثيزرث بالماء الشروب ، نظرا للعطش الذي أصابهم   بسبب قطع الماء الذي دام أزيد من خمسة أشهر.. وقد أشرت إليه في المقالة الأولى ."

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .