الرئيسية البديل الدولي من حلم الرئاسة إلى سجن الحراش

من حلم الرئاسة إلى سجن الحراش

كتبه كتب في 15 يونيو 2019 - 2:45 ص

جريدة البديل السياسي.كوم /

بإيداع أحمد أويحيى الحبس المؤقت تكون الجزائر بكل تأكيد قد طوت صفحة رجل سياسة أثار الجدل منذ أيامه الأولى في المعترك السياسي بعدم اكتراثه لصورته والتزامه بتنفيذ سياسات وتبني خطابات جلبت له كراهية الرأي العام

استطاع أحمد أويحيى في السنوات الأخيرة أن ينافس الرئيس المخلوع والوجوه البارزة في العصابة في “بارومتر” النفور الشعبي بعد أن تمادى في تبني خطاب إقصائي تجاه المعارضة وحتى التخوين كل من يعارضه أو يعارض الرئيس السابق. “خدام الدولة” كما يصف نفسه بلغ به الحد إلى تبني حتى وصف “رجل المهمات القذرة” حين قال أنه غير منزعج بتاتا من هذا النعت.

مقت الجزائريين للأمين العام للأرندي لا يستمد جذوره من مساندته للرئيس المخلوع، بل قبلها بسنوات وبالتحديد سنة 1997 أيام كان رئيس حكومة حيث شن ما اصطلح على تسميته يومها بحملة “الأيادي النظيفة” أين زج بمئات الإطارات في السجون بتهمة الفساد، ليتبين بعدها أنها لم تكن في الأغلبية الساحقة من الحالات مطية لخوصصة الشركات العمومية وغلق بعضها الآخر.

ورغم الانتقادات التي صاحبت العملية يومها غير أن الرجل مضى فيها غير مبال بالمآسي الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التي تسببت فيها، فبعض من المتهمين توفوا في السجون.

هذا الحدث الهام أسس لشخصية أويحيى السياسية وأعطى صورة لدى صناع القرار في ما بعد أن الرجل “عبد مطيع” قادر على تطبيق أقبح القرارات. صورة لازمته طيلة مسيرته التي انتهت رسميا اليوم خلف أسوار المحكمة العليا، فحاول مرارا تلميع صورته لكن الأمر لم يكف، كمساندته المطلب الشعبي لتطبيق حكم الإعدام ضد مختطفي وقاتلي الأطفال.

لكن ظل لما يلج قصر الحكومة ذلك المسؤول صاحب الدم البارد والذي لا يتحرك له جفن عندما يتعلق الأمر بإصدار وتطبيق قرارات ينفر منها الكثيرون، فلم يجد أي حرج في مواجهة الجميع من خبراء ومختصين وغيرهم حول سياسة التمويل غير التقليدي التي تم تبنيها رغم معارضة خبراء بنك الجزائر.

وحتى لآخر لحظة ظل الجندي الوفي لمشروع العهدة الخامسة يحذر من تحول الجزائر إلى سوريا في كلمة أمام نواب المجلس الشعبي ما جعله ينافس بوتفليقة في الجمعة الموالية في شعارات الرفض والاستهجان حتى أن الفيديو الأكثر تداولا بعد تلك الجمعة كان لطفل صغير يبكي بساحة موريس أودان وهو يقول “يا أويحيى دزاير ماشي سوريا”.

وينتظر من محاكمة أويحيى أن تكشف مدى مشاركته في عملية تهديم الاقتصاد الوطني بتقربه من رجال الأعمال المتواجدين بالسجن حاليا فقد سبق لـ”الخبر” وأن كشفت مثلا إعفاءه عائلة كونيناف من خسارة قيمتها 75 مليون دولار، وما خفي أعظم.

حراك 22 فيفري قضى اليوم أيضا على طموحات رجل كان يرى نفسه أحسن خيار للنظام بعد بوتفليقة، طموح لم يكن يخفيه حين سئل عن رغبته في الترشح للرئاسيات استعار رد الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان حين سئل نفس السؤال فقال “الرئاسيات هي لقاء رجل مع قدره” غير أن القدر قرر أمرا آخرا.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .