الرئيسية البديل الوطني الملك محمد الخامس ساعد الثورة الجزائرية

الملك محمد الخامس ساعد الثورة الجزائرية

كتبه كتب في 18 أبريل 2019 - 2:56 ص

جريدة البديل السياسي.كوم /                   المغاربة في أوراق أول رئيس جزائري/

مات أحمد بن بلة، أول رئيس جزائري بعد الاستقلال، في 11 أبريل 2012، وفي حلقه غصة حكي لم يكتمل عن تاريخ ووقائع وأحداث كان صانعها وشاهدها و”شهيدها” على مدى 70 سنة.

رحل وطويت معه حقائق تجنب الحديث عنها طيلة حياته، منها علاقتــــــــــــه المتفردة والخالصة بالشعب المغربي وملكيه الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.
في مذكراته وأوراقه وحواراته الصحافية وكتاباته وبوحه، ظل للمغاربة حضور قوي في سيرة حكيم الجزائر، وحرص على سرد علاقاته الوطيدة به منذ صغره، إذ تربى في كنف أسرة هاجرت من مراكش واستقرت في قرية تابعة لمغنية، القريبة من الحدود المغربية، وصادف أن خاض أول حرب حقيقية له إلى جانب جنود مغاربة قاسمهم الخبز والدموع في جبال نابولي، وحين انتهت “حملة إيطاليا” لم يعد إلى الجزائر، بل عاد إلى وجدة، حيث استقر لشهور.
إعداد: يوسف الساكت

بفضل التسليح، خاصة العملية الكبرى التي نفذتها سفينة حربية مصرية، استطاعت الثورة الجزائرية أن تتقدم بتاريخ 12 أكتوبر 1955 في اتجاه وهران، الجهة الوحيدة التي ظلت توصف، في تقارير العدو، إلى حدود ذلك الوقت بأنها هادئة تماما. وبعدها بقليل، ثارت جبال الونشريس، وغدت جبهة التحرير الوطني تخوض المعارك في كل أنحاء الجزائر الثائرة.
ظلت الثورة الجزائرية تنسق مع الثوار المغاربة الذين كانوا يشنون عملياتهم بالريف، لكن استقلال المغرب وتونس مبكرا أثر عميقا على الجزائر من الناحية السياسية وبات من المستحيل حرمان الجزائر مما حصلت عليه جاراتها.
إن إيقاف إطلاق النار في المغرب، يقول بن بلة، طرح على الثورة الجزائرية مشكل خطير، “لأن الجيش الجزائري من الآن فصاعدا مطلق اليدين ليركز علينا عمله. وقد كانت إستراتيجيتنا أن نشتت قواه في كل أنحاء شمال إفريقيا”.
ذهب بن بلة لمقابلة المغفور له محمد الخامس في مدريد. وقال عن هذا اللقاء “وجدته رجلا بسيطا ذكيا في منتهى النزاهة، ومهتما كثيرا بعواقب إيقاف إطلاق النار بالمغرب على الجزائر..قد أبالغ كثيرا إذا قلت بأني شعرت لديه بنوع من تأنيب الضمير في حقنا: هذا الإحساس يشرفه كثيرا لأنه، في ما يخصه، لم يكن لديه شيء يأخذ به نفسه”.
وقال بن بلة إن نتائج لقاء مدريد مع المغفور له محمد الخامس، انتهت بنتائج هامة، بعد أن وعد الثورة الجزائرية بمساعدات غير المساعدات العسكرية، وأعطاها تأكيدا صريحا بأن تكون الحدود المغربية في كل لحظة حدودا صديقة للجزائريين وممكنة العبور دخولا وخروجا للأسلحة والرجال.
في هذا الوقت، واصل بن بلة إرسال السفن المحملة بالسلاح إلى الساحل الريفي، بحظوظ مختلفة في النجاح، “لكن أيا منها لم يكن بالنسبة إلينا نكبة كما كانت سفينة لاتوس التي اختطفتها البحرية الفرنسية. لقد كنت أقدر أن هذا النشاط السري القوي لن يمر دون مفاجآت وأخطار”.
وتعجب بن بلة أن الخطر لم يأت من المخابرات الفرنسية التي كانت تترصد العمليات السرية، بل من رجال المخابرات الأمريكية، لأنهم وجدوا الثوار الجزائريين جذرين أكثر من اللازم، لذلك أنشؤوا في ليبيا، بالاعتماد على بعض العناصر المعتدلة في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وفي حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري شبكة تحت قيادة أمريكي مسلم تعمل لمراقبة الشبكة السرية.
كان للمخابرات المركزية الأمريكية هدفان: تسليح القوميين الجزائريين ضد فرنسا، حتى تقطف منهم ثمار مساعدتها غداة الاستقلال، ومن جهة أخرى، دعم المعسكر الجزائري المحافظ على حساب المعسكر الاشتراكي الجزائري.
والغريب، يقول بن لة، أنه لا هدف نجح من الهدفين الاثنين، مؤكدا أن الشبكة الأمريكية نجحت في شراء سلاح وإدخاله إلى الجزائر وإعطائه إلى أشخاص لم تكن لهم رغبة في القتال، وكانوا يراكمون الأموال فقط، وينفقون كثيرا، ما جعل عيون المخابرات الفرنسية تترصدهم وتكشفهم، كما كشفت عن طريقهم خليتين تابعتين للثورة. في هذه اللحظة، قرر بن بلة أسر بعض عملاء الشبكة الأمريكية في المغرب، ولم يطلق سراحهم إلا بوعد من رئيس الشبكة بعدم الظهور في الجزائر.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .