الرئيسية نقطة نظام ظاهرة السطو على أحذية المصلين في المساجد

ظاهرة السطو على أحذية المصلين في المساجد

كتبه كتب في 28 مايو 2018 - 2:37 ص

جريدة البديل السياسي المغربية : نقطة نظام يكتبها محمد اعبوز:

بين الحين والآخر وبعد أداء كل صلاة يقف أحد المصلين مشدوها بعد تفقده حذاءه المفقود وقد أحاط به جمع من المصلين بعضهم يراجعه في المكان الذي وضع فيه الحذاء

لعله أن كان ضحية سهو نال منه ، والبعض الآخر يعزيه ويسأل الله تعالى أن يعوضه خيرا منه ، وآخرون ينددون بالسرقة في بيوت الله ، وآخرون يسألون الله الهداية للصوص ويتمنون أن يكون الحذاء المسروق سببا في هداية اللص الذي لم تؤثر فيه خطب الخطباء ولا مواعظ الواعظين ولا الخوف من رب العالمين ، ولو كانت الأحذية سبب الهداية لما احتاجت الأمة إلى وعظ وإرشاد وخطب ، وآخرون يغتنمون الفرصة للنيل من المساجد ومن المصلين بقولهم إن مثل هذه السرقات لا تقع في الحانات والخمارات وكأن السكارى في الحانات والخمارات يخلعون أحذيتهم خلال عملية السكر، وغرض مثل أصحاب هذا القول هو النيل من الدين مع أن الذي دخل المسجد بنية السرقة لا علاقة له بالدين وقد يكون من رواد الحانات والخمارات أعوزته النقود لاقتناء الخمر فسرق من المسجد ليشرب الخمر في الحانة ، ولكنه يصير في نظر بعض المغفلين أشرف من المصلين لأن المساجد تقع فيها السرقات التي لا تقع في الحانات والخمارات .

واللصوص يسرقون تحمل المساجد أوزار سرقاتهم من طرف بعض المغفلين بينما لا يحملون الحانات والخمارات أوزار السكارى من خبائث أمها الخمر. وظاهرة سرقة أحذية المصلين تكثر خصوصا في المساجد القريبة من الأسواق لوجود اللصوص المتسكعين في هذه الأسواق والذين يستغلون انشغال المصلين بالصلاة للسطو على الأحذية خصوصا الثمينة والجديدة والتي يعاد بيعها في أماكن تسويق سقط المتاع وما أكثرها في هذا الزمن الذي كثرت فيه البطالة واستفحل أمرها . وقد يحدث أحيانا أن بعض المصلين يضعون أيديهم سهوا على أحذية غيرهم نظرا لتشابه بعض الأحذية خاصة التقليدية منها كالأحذية المعروفة باسم  » البلغة  » في بلدنا  وربما تكون قد سميت كذلك لأنها تبلغ صاحبها قصده ،وإن كانت لفظة بلغة الفصيحة ـ بفتح الباء وتسكين اللام ـ تعني النهاية في الحمق ، وربما كان مخترع حذاء البلغة في نهاية الحمق لأنه يستر مقدمة قدمه ويدع عقبه عرضة للأذى مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من أذى الأعقاب بقوله  » ويل للأعقاب من النار  » في إشارة إلى الأعقاب التي لا ينالها ماء الوضوء ، وصاحب حذاء البلغة بلغ نهاية الحمق بتصميم حذاء بلا غطاء يغطي العقب المعرض للنار والعياذ بالله . فالأحذية من نوع البلغة تتشابه لهذا تكون عرضة للاستبدال في المساجد خصوصا بالنسبة للمسنين الذين لا يميزون بين بلغة وبلغة ذلك أن بعضهم قد يحضر بلغة ممزقة بالية فيستبدلها بأخرى جديدة أو أحسن حالا من بلغته سهوا وغفلة وعن غير قصد لبلوغه سنا يقارب سن أرذل العمر ، وبوادر هذا العمر ألا يميز الإنسان بين حذائه وحذاء غيره. وإذا ما التمسنا للمسنين العذر في استبدال أحذيتهم بأحذية غيرهم سهوا وعجزا فلا عذر لمن معهم في البيوت من أبناء وقرابة والذين عليهم تنبيههم إلى استعمال أحذية غيرهم خطأ . ومن الناس من لا يقتني إلا حذاء بلغة واحد في العمر حيث يمر ببيوت الله ببلغته كلما أصابها البلى فيستبدلها بخير منها حالا فيبليها ثم يعيد الكرة من جديد وهكذا لا يحتاج إلا إلى شراء بلغة واحدة في العمر ويكون حذاؤه أشهر من حذاء الطنبوري وفي غنى عن المعالجة عند الإسكافي لأنه يستبدله كل مرة في بيوت الله عن قصد وعن سبق إصرار وترصد دون الحاجة إلى طرق باب الإسكافي .و لقد ضاعت مني أربعة أزواج من أحذية البلغة خصوصا في مناسبتي عيد الفطر والأضحى حيث تقتنى أحذية البلغة الجديدة المتشابهة .

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .