هل يحس الرجال بمعاناة النساء في المطبخ في رمضان

فوزية ايت حساين -جريدة البديل السياسي 

في كل سنة تتم الاستعدادات لرمضان الكريم قبل شهر تقريبا  بالتبضع  وشراء كل المستلزمات، حيث  تحضر المرأة المغربية بإتقان كل  المستحضرات والأكلات الخاصة بهذه المناسبة الكريمة وتضاعف جهودها لتدخل الفرحة على أسرتها الصغيرة أو الكبيرة بالبيت بكل ما تشتهيه النفس بل وتتبادل  المصنوعات الأكلية مع الجيران والأقارب تكرما وصلة للرحم.

وبحلول شهر رمضان تتضاعف متاعب المرأة التي يتنكر لها معظم الرجال ،وهنا يبرز الفرق الكبير بين المرأة والرجل داخل البيوت المغربية رغم مناداة الجمعيات الحقوقية  بالتساوي في كل أمور الحياة ، فبعد العصر بقليل تبدأ الاستعدادات للمغرب بتهيئة ما تتطلبه ” الحريرة” و” بغرير ” والعصائر بشتى الأنواع  والسمك والقهوة والشاي والتمر والحليب وسلو والبيض ولبريوات  ….حتى تكون طاولة  الفطور ملآى بكل الاصناف والأشكال من المأكولات والمشروبات، ويجب عليها أن تحرص على المقدار اللازم من الملح والسكر حتى لا يغضب الرجل ،والأبناء بدورهم  كل وشهيته ومتطلباته  والمرأة واقفة بالمطبخ ومتنقلة ومحملة وسارية وغادية بين المطبخ ومكان الأكل وحرارة الطهي والتلفاز بصوت مرتفع ولا تهدأ المسكينة إلا مع اذان المغرب لتقوم بدور آخر هو عملية التوزيع .

وما تكاد تنتهي عملية  الفطور حتى يجب جمع كل الأواني بالمطبخ ويجب غسلها وتنظيمها  ووضعها في مكانها لتستعد من جديد للعشاء وما تكاد تنتهي  الوجبة  حتى يجب التفكير في السحور وهكذا طوال  شهر رمضان الأبرك.

الرجال ممدون على الأرائك وبيدهم آلة التحكم عن بعد في التلفاز أو تجد أياديهم  مشغولة  بهواتفهم النقالة الذكية مرة يضحكون بصوت عال ومرة ينبسون بكلام خافت  وهم ليسوا  من هذا العالم، وحتى إن نطقوا  يقولون ” صدعتونا” أو هذا الحريرة مالحة أو باردة، وهذه القهوة شديدة المرارة أو فيها السكر زائد، ثم ينفضون ثيابهم ويخرجون للمقهى أوالشارع دون اعتبار ولا إحساس بتعب  تلك المرأة طول اليوم، أضف إلى ذلك إذا كانت تشتغل خارج البيت فالمشاكل تتضاعف  حيث  تضيف ما يناهز خمس ساعات من العمل في المطبخ  بالمجان ودون اعتراف الآخرين .

 فيا أيها الرجال ساعدوا زوجاتكم ولو بالقليل وعاملهن بالمعروف واحملوا معهن هموم البيت وادخلوا للمطبخ وقوموا بهذا العمل  الشاق ولو مرة  واحدة في شهر رمضان لتجربوا و لتحسوا بمكانتهن الكبيرة وبالجهد الذي تقوم به كل النساء من أجلكم ومن أجل الأبناء وإذا رغبتم عن  المساعدة وتمنيتم الشقاء لهن  فالخير الذي يمكن إسداؤه وتقديمه لزوجاتكم هو الصمت على الاقل.