الرئيسية كتاب وآراء قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد…بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة

قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد…بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة

كتبه كتب في 14 مارس 2024 - 4:39 ص

بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة- جريدة البديل السياسي 

قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.

======================

الحلقة الثانية:اضطهاد “الرشدية” او “نكبة” ابن رشد المزدوجة.

تذكر كتب التاريخ واقعة لقاء ابن رشد بالامير ابو يعقوب يوسف وكان لابن طفيل الطبيب الخاص للامير كبير الفضل في هذا اللقاء المفصلي في حياة ابن رشد. ومما ردده ابن رشد نفسه عن اللقاء ومما دار فيه من نقاش فلسفي ان الامير أو الخليفة الموحدي كان مهتما وشغوفا بالحكمة اليونانية.

ومما دار في هذا اللقاء ان الخليفة استفسر ابن رشد عن اراء فلاسفة اليونان عن “السماء” أهي قديمة أم حادثة؟. دهشة اللقاء وجرأة السؤال جعلت ابن رشد يستسلم للصمت لانه لم يألف ان يجهر برأي الفلاسفة في حضرة الامراء وولاة الامر. ترك الامر لابن طفيل الذي اسهب في الشرح والتفصيل عارضا لاراء فلاسفة اليونان ومازال ابن طفيل يتكلم حتى جلب ابن رشد الى المشاركة حيث اظهرت مداخلته انه ضليع ب”الصناعة اليوناية” اي الحكمة والفلسفة وتحدث حديث المتمكن وخاصة باراء المعلم الاول ارسطو.

ولما تولى ابو يعقوب المنصور الخلافة حرص ان يكون ابن رشد في نفس المنزلة التي كان عليها في حياة ابيه الى ان اصابه ما اصابه من اذى على يده وهو ما سمي بنكبة ابن رشد ،فما هي أسبابها؟

هناك العديد من الروايات التي يجمع عليها المؤرخون وتقدم بشكل مشترك نفس الوقائع اضعها تحت اسم:الاسباب الذاتية.

وهناك من المؤرخين من يرجع بالنكبة الى اسباب موضوعية ترجع الى السياق التاريخي والسياسي والفكري في المجتمع على عهد ابن رشد.

لنكبة ابن رشد مظهران او وجهان:

المظهر او الوجه الاول هو ماحصل لابن رشد من اذى مباشر على يد المنصور الموحدي فهو الذي نفاه الى بلدة “اليسانا” حيث زج به في السجن.

المظهر الثاني للنكبة ،يتجلى فيما حصل “للرشدية” في اروبا من اضطهاد، اقصد محاربة افكار الرشديين اللاتينيين واضطهادهم والفتك بهم منذ القرن12 الميلادي.

بخصوص المظهر الاول يقدم لنا الدكتور طيب تزيني في كتابه “مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط” الجزء الاول، اضاءات تساعد على فهم الاسباب التاريخية والسياسية والفكرية “للنكبة”. يقول:ان الباحث المتقصي لتاريخ ابن رشد لايسعه الا ان يأخذ، بعين الاعتبار الواقع التاريخي التالي:وهو أن التناقض السياسي والفكري يبين قسم كبير، من جماهير الشعب _وعلى رأسها رجال الدين المتعصبون _وبين الفلاسفة والمفكرين الاحرار والأخذين بالعقل منطلقا اساسيا لهم قد حدد طابع الوضع السياسي بين هذين الاتجاهين الرئيسين الكبيرين”1

هذا يبين لنا الاطراف التي كانت تتصارع في المجتمع الاندلسي، على عهد ابن رشد، والمنصور كان متذبذبا بين الطرفين بل انه مال الى، جانب الاتجاه المحافظ الذي كان مسيطرا على بنية الافكار التي تسبطر على عقول العامة وهو ما أطلق عليه الدكتور طيب تزيني ب” الذهنية الايديولوجية الاقطاعية” وهي السائدة.

ثم انه لايمكن ان نتجاهل انه قد”كان للافكار الثورية العلمية التي اتى بها ابن رشد عواقب مزعجة بالنسبة اليه اذ أن.الرجعية الدينية والسياسية حقدت عليه بعنف” 2

ان “النكبة” لايمكن ان تفسر الا ضمن هذا الاطار التاريخي والسياسي والفكري وضمنه شهد الغرب الاسلامي ما حصل في الشرق االاسلامي” بداية معركة عصيبة وحاقدة ضد الفلسفة والفكر العقلاني عموما “3

المراجع:

1 مشروع رؤية جديدة الحزء الاول ص256

2 مشروع روية جديدة الحزء الاول ص 255

3مشروع رؤية جديدة الجزء الاول ص 256

الى الحلقة الثالثة ان شاء الله.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .