الرئيسية دين و دنيا ندوة بوجدة تبرز مظاهر عناية سلاطين وعلماء المغرب بالحديث النبوي الشريف

ندوة بوجدة تبرز مظاهر عناية سلاطين وعلماء المغرب بالحديث النبوي الشريف

كتبه كتب في 29 نوفمبر 2023 - 12:16 ص

سميرة قريشي – جريدة البديل السياسي 

أجمع مشاركون في ندوة وطنية، اليوم الثلاثاء بوجدة، على اهتمام وعناية منقطعي النظير لسلاطين وعلماء المغرب بالحديث النبوي الشريف، مستحضرين مجموعة من المساهمين في مذاكرة وسرد وتدريس الحديث وعلومه منذ استقرار الإسلام بالمغرب.

وعرفت الندوة، التي نظمها المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق وجامعة محمد الأول ومنصة محمد السادس للحديث الشريف، حضور ومشاركة رؤساء المجالس العلمية بالدار البيضاء والعرائش وبركان وجرادة ووجدة، فضلا عن أساتذة جامعيين وطلبة باحثين.

وسجل محمد المصلح، رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، أن “أهل المغرب اهتموا بالحديث النبوي الشريف ومصادره منذ القرن الثاني للهجرة، وأولها (المصادر) كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس –رضي الله عنه- والذي دخل (الكتاب) إلى المغرب في عهد المولى إدريس الثاني على يد قاضيه عامر بن محمد القيسي”.

ولفت المصلح، في كلمة بالمناسبة، إلى أن دخول صحيح الإمام البخاري إلى المغرب “كان في القرن الرابع على يد الإمام أبي محمد عبد الله الأصيلي نسبة إلى مدينة أصيلة في شمال المغرب، حيث لاقى اهتماما من لدن العلماء والأمراء والسلاطين المغاربة الذين خصوه بعشرات الشروح والحواشي والتعاليق والافتتاحيات”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أنه من مظاهر عناية علماء وسلاطين المغرب بالحديث “عقد مجالس حديثية لمدارسة النصوص بأمر ورئاسة من السلاطين وبتأطير من كبار العلماء، وإحداث كراسٍ حديثية في بعض المساجد الكبرى، خاصة مسجد القرويين”.

من جانبه، قال عبد القادر بيطار، أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بجامعة محمد الأول، إن “عناية سلاطين المغرب وعلمائه بالحديث النبوي الشريف هو من جملة عنايتهم بأمور الدين أصولا وفروعا، عقيدة وشريعة، فضلا عن أنه تأكيد لسنية الأمة المغربية”.

وذكر بيطار، في كلمة بالمناسبة، بـ”أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الله بسرد كتب الحديث وجلب غريبها والمحدثين من فاس ومكناس والرباط وباقي ربوع المغرب إلى مراكش، وتوزيعهم على مساجدها لتدريس العلم”.

وفي السياق ذاته، أشار إلى استمرار هذه العناية إلى عهد الملكين الراحل الحسن الثاني ومحمد السادس، “عبر إحداث دار الحديث الحسنية والدروس الحسنية فضلا عن إطلاق جائزة محمد السادس للحديث الشريف والأمر بتحقيق كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس –رحمه الله-، ثم إنشاء منصة محمد السادس للحديث الشريف”.

مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، نبه، في كلمته، إلى “المتحدثين في الحديث النبوي الشريف ومنكري ومضعفي السنة من غير أهل الاختصاص”، معتبرا أنه “يكفينا من هؤلاء أنهم ليسوا من أهل الاختصاص”.

ورأى بنحمزة في حديث غير أهل الاختصاص في أمور السنة والحديث النبوي أو غيرها من الأمور الشائكة وذات الأهمية “قلبا للأوضاع”، قائلا: “هذا قلب للأوضاع فعلا.. وإلا فسنقبل يوما ما بوصفة طبية يكتبها نجار أو حداد”، وفق تعبيره.

وأتى الفقيه ذاته، في هذا الصدد، على ذكر التهجم على الإمام البخاري، مشددا على أن ذلك “لم يصدر عن العلماء أو أهل الاختصاص”، مبرزا أن “سبب تحمل البخاري لقدر كبير من التهجم يعود إلى رفضه من قبل الشيعة، نتيجة عدم روايته عن أي أحد منهم”.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .