أخبار عاجلة

الرئيسية دين و دنيا رمضان بالمغرب …بيوت تعيش الإسراف وأخرى التقشف

رمضان بالمغرب …بيوت تعيش الإسراف وأخرى التقشف

كتبه كتب في 29 مارس 2024 - 1:50 ص

جريدة البديل السياسي 

يختلف السلوك الشرائي والاستهلاكي لدى العائلات المغربية في شهر الصوم إلى مستويات قياسية لدى الأسر وتزيد أطنان الأكل المهدرة، فين حين البعض الاخر من الأسر يقتصد دون إسراف .

– الإسراف معضلة مجتمعية

تتزايد معدلات استهلاك الطعام في شهر رمضان إلى حد الإسراف والتبذير، على الرغم من من كونه شهراً للصيام، وليس لزيادة الطعام. وتقول منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) FAO، إن الفرد في المنطقة العربية يهدر في صناديق القمامة كميات ضخمة من الطعام خلال الشهر الفضيل، بالتزامن مع استمرار ارتفاع معدلات الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حيث يعاني 52 مليون شخص نقصاً مزمناً في التغذية.

وأوضحت أنه تبلغ التكلفة الاقتصادية للأغذية المُهدرة على مستوى العالم نحو تريليون دولار كل عام، وتهدر الدول النامية، والتي تقع فيها الدول العربية وأفريقيا وشرق آسيا، ما قيمته 310 مليارات دولار.

استهلاك المغاربة في رمضان… إسراف ظاهري واحتياج خفي

يتواصل التناقض في المغرب بشأن الوضعية المعيشية، ويأتي رمضان هذه السنة ليؤكد استمرار الإسراف الاستهلاكي في عز أزمة اقتصادية أرهقت فئات واسعة من الشعب، غير أن المتفق حوله اهتمام الأسر على اختلاف مستوياتها بالمائدة الرمضانية لدرجة الإقدام على “الاقتراض” لتأمين الحاجات.

– إقبال لافت يقابله تبذير واسع

ومع كل شهر رمضان تعود مظاهر غير معهودة خلال باقي الأشهر، حيث يكثر الإقبال على المواد الاستهلاكية بشكل كبير جداً، كما تتحول بعض الأغذية إلى “كنز” يجب الحصول عليه، وهي التي لا معنى لها على طول أيام السنة، في حين تنتشر أكياس بقايا الأكل وفضلات شتى أنواع الطعام بعد الانتهاء من الإفطار، والخبز بخاصة، وبكميات كبيرة جداً، ما يجعل الحديث عن الإسراف يأخذ حيزاً يغطي عن اقتصاد ترقّبه الشارع بسبب تدهور القدرة الشرائية مع ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية.

وعلى الرغم من أن أغلب تصرفات المغاربة مبنية على التضامن والمساعدة، وفق الأعراف والتقاليد، فإن الوضع يبدو أنه تغير في ظل العولمة التي غزت كل المجالات ومسّت المبادئ أيضاً، إذ تحول جزء من المجتمع إلى نمط الاستهلاك المفرط والتبذير، وهو ما تنبه عليه بشكل يومي البرامج الإعلامية التحسيسية من التضامن بين الناس و تقوية أواصر الأخوة اعتزازاً واقتداءً بأجدادنا، والابتعاد عن الاستهلاك المفرط والتبذير”.

ترشيد الإنفاق بعد ارتفاع الاستهلاك

ويرى أساتذة علم الاجتماع، أن الحديث عن علاقة الأسرة بالاقتصاد هو بالضرورة حديث عن ترشيد الإنفاق وتوجيه الاستهلاك، مبرزين أن ترشيد النفقات يحتاج إلى المهارة والتحكم في المصاريف، وذلك يستدعي مشاركة كل أفراد الأسرة أو معظمهم في التخطيط المبكر. مشيرين إلى أن التفاهم والتراضي داخل الأسرة ضروريان من أجل مواجهة الضغط والأزمة المالية، والاستعداد لمصاعب الحياة اليومية، سواء في شهر رمضان، أو غيره.

جمعيات مهتمة بالمستهلك ، تشير انه رغم ارتفاع أسعار اللحوم ، غير إن استهلاكها خلال شهر رمضان يمثل 380 في المئة من الاستهلاك الشهري خلال السنة، فيما يمثل استهلاك المنتجات الغذائية الأخرى 170 في المئة، كما أن متوسط نفقات الأسر ارتفع من مرتين إلى أربع مرات الأجر المحلي الأدنى المضمون خلال رمضان، ما يتطلب توعية المستهلكين حول ضرورة إعادة توجيه إنفاقهم.

وكشفت دراسة ان حوالي 4ملايين خبرة يومياً ترمى في القمامة خلال شهر رمضان، أن النقاش حول الاستهلاك خلال رمضان يجب أن يتغير حتى لا يرتكز فقط على الأسعار، ولكن أيضاً على صحة المستهلكين.

تشير دراسات لباحثين اجتماعيين، إلى أن ظاهرة الإسراف في الاستهلاك خلال شهر رمضان تسربت من الأغنياء إلى غالبية الأسر من مختلف الطبقات، حتى الفقيرة منها، شأن معظم المجتمعات العربية التي يتزايد إقبالها على شراء السلع الغذائية بكميات كبيرة في هذا الشهر، بصرف النظر عن الوضع الاقتصادي للأسرة وميزانيتها الطبيعية.

وحملت الدراسة نفسها النساء المسؤولية الأكبر عن ظاهرة الإسراف، سواء لدى التسوق أو في مكونات المائدة. واعتبرت أن “الاختلاف في أنماط الاستهلاك بين المجتمعات أمر طبيعي، لكن مغالاة بعض الأسر في حشد أصناف الطعام بصورة أقرب إلى التباهي أمر مذموم، بخاصة في ظل الظروف التي يعاني فيها أغلب الناس من تدني مستوى المعيشة والغلاء الفاحش، لكن موائد الأثرياء لا تضع خطاً فاصلاً بين الكرم والإسراف، الذي هو مرفوض شرعاً في دين الإسلام”.

وأشارت نفس الدراسة إلى أن “أي قطعة طعام تنتهي في سلة القمامة هي هدر وإسراف قد يصل إلى درجة الحرمة الشرعية، في وقت توجد أسر فقيرة في أشد الحاجة لتلك القطعة، كما أن الظاهرة تصطدم مباشرة مع قيم الدين الإسلامي، والحكمة التي شرع الله بسببها الصوم وشهره”.

-تقرير رسمي: هذا ما يرميه المغاربة من الطعام في القمامة

كشف تقرير رسمي حديث للأمم المتحدة أن حوالي 931 مليون طن من الطعام والأغذية الصالحة للأكل تم إهدارها ورميها في القمامة كل سنة .

وحسب المعطيات التي جاءت في التقرير الأممي، فإن المغاربة قاموا بإهدار 3.3 مليون طن من الأطعمة الصالحة للأكل، حيث انتهى بها المطاف في صناديق الأزبال.

ودق التقرير ذاته ناقوس الخطر بالنسبة للمغرب، إذ تم تصنيف المملكة المغربية ضمن الخانة الحمراء للدول الأكثر هدرا للطعام، حيث وصلت حصة إهدار المواطن المغربي الواحد للأغذية لـ 91 كيلوغراما في السنة.

وعلى الصعيد العالمي، أبرز المصدر ذاته أن 931 مليون طن من المواد الغذائية الصالحة للأكل ترمى في حاويات الأزبال، وهي الكمية التي تعادل %17 من إجمالي الأغذية المتاحة للاستهلاك عالميا كل سنة .

ولفت التقرير إلى أن معظم هذا الهدر يأتي من الأسر المعيشية؛ والتي تتخلص من %11 من إجمالي الأغذية المتاحة في مرحلة الاستهلاك في سلسلة التوريد. فيما تهدر الخدمات الغذائية ومنافذ البيع بالتجزئة %5 و%2 على التوالي.

وجاء في التقرير ذاته أن ملايين الأطنان من الأغذية تلقى في النفايات، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم 690 مليون شخص في عام 2019، إذ من المتوقع أن يرتفع هذا العدد ارتفاعا حادا في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية .

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .