الرئيسية كتاب وآراء إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار و حماس غير مبالية بأرواح الفلسطينيين.

إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار و حماس غير مبالية بأرواح الفلسطينيين.

كتبه كتب في 16 نوفمبر 2023 - 11:33 م

عبد الرضي لمقدم-  جريدة البديل السياسي 

إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار و حماس غير مبالية بأرواح الفلسطينيين.

لقد أثبت العنف والعنف المضاد بفلسطين المحتلة و فلسطين المحاصرة، ان طرفي القتال أصابهما الجنون، فإسرائيل بهمجيتها و استئسادها بالعم ” سام ” تجاوزت بكثير حدود الدفاع عن النفس، و حركة حماس برشقاتها العشوائية أحيانا و المركزة أحيانا أخرى يجعلها غير مبالية بالدم الفلسطيني حيث دمار غزة و خرابها وهلاك سكانها يحاول البعض تصويره نصرا.. نصر ماذا ؟

الشعب الفلسطيني بقطاع غزة المحاصر و الذي جعلته حماس شعبا محتجزا و درعا بشريا يعاني الويلات، حيث لا خبز، لا ماء لا دواء ولا كهرباء، الموت في كل مكان. الكل يبكي مشردا، وغزة تحتضر، بما يقطع الشك باليقين بأن هذه ليست مقاومة هذا جنون، و ما يفيد ذلك هو أن الحركة الإخوانية في قطاع غزة تقامر بأرواح الملايين ، لم تحقق أي هدف من عملية 7 أكتوبر غير جلب الموت و ارجاع جيش الإحتلال الى القطاع بعد تحريره في 2005.

عدد القتلى اليوم هو أضعاف عدد الأسرى الذين يريدون تحريرهم، 30 ألف جريح سيعشون مقطوعي الأطراف. أن يباد الشعب الفلسطيني في غزة و الضفة و يسمى ذلك إنتصارا ؟ أن يموت الكل و تنتهي القضية و ينعت ذلك بأم المعارك و الملاحم و البطولات و هلم جرا…. ؟

و نفس الشيء في الجانب الآخر، فإسرائيل لم تنعم بالأمن طيلة سبعين سنة، المواطن الإسرائيلي يعيش الأمن ، يبيت في الملاجئ، قيمة الشيكل نزلت إلى مستويات قياسية، المدارس مغلقة، الإقتصاد ينهار، إنفجار إجتماعي داخلي يهدد المستقبل السياسي لحكومة اليمين المتطرف.

أو ليس من الأفضل أن تتغلب ثقافة التعقل بدل ثقافة العنف و الإنتحار، المقاومة ليست بقوة السلاح، الشعوب لا تتحرر بالحروب أنما يتم استعبادها عن طريق الحرب، الشعوب تتحرر بقادتها الوطنيين الذين يفكرون بمصلحة وطنهم لا بالعملاء الموالين للخارج.

و الأمثلة على محاولات تحويل المآسي والانكسارات و النكبات إلى بطولات وهمية لتخذير الشعوب كثيرة جدا، ففي حرب 67 كان أحمد سعيد حتى أخر لحظة يعلن انتصار العرب و أن الجيوش العربية وصلت تل أبيب، قبل أن تعلن مصر هزيمتها و خسارة جل الأراضي العربية، و محمد سعيد الصحاف عبر الجزيرة يعلن أن الجيش العراقي جعل العلوج و الغزاة ينتحرون على أسوار بغداد في الوقت الذي كان العلم الأمريكي يرفرف في الكاظمية في التاسع من أبريل 2009، نفس الشيء عندما كان سماحة السيد يتحدث عن دحره لقوات غولاني الإسرائيلية و كسر أسطورة المير كافا، كانت بيروت أشبه بمدينة أشباح مدمرة عن آخرها سنة 2006.

و القنوات الإعلامية في الشرق الأوسط مثل الجزيرة القطرية و مشتقاتها و التنظيمات المحافظة بل والأشد محافظة تلعب نفس دور أحمد سعيد ، تروج لنصر واهم فوق جثث الألاف.

صدام و القذافي وغيرهم كلهم كانوا يوهمون شعوبهم بالقوة ليسقطوا في أيام قليلة وتسقط شعوبهم في حروب لا تنتهي . و تبقى الشعوب المضطهدة تعاني الأمريين إلى حين صحوة الضمير الإنساني العالمي والقطع مع منظومة 1945.

عبد الرضي لمقدم إعلامي و عضو المجلس الوطني لجبهة القوى الديمقراطية. مستشار جماعي.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .