الرئيسية كتاب وآراء بــــو قــــانـــا / صيف 2023م صيف صائف…من الجلسات الصيفية ببوقـــانــــا

بــــو قــــانـــا / صيف 2023م صيف صائف…من الجلسات الصيفية ببوقـــانــــا

كتبه كتب في 12 أكتوبر 2023 - 2:06 ص

بقلم .ذ محمادي راسي – جريدة البديل السياسي 

بــــو قــــانـــا / صيف 2023م صيف صائف

==========================

من الجلسات الصيفية ببوقـــانــــا

&&&&&&&&&&&&&&&&

تــــوطئـــة //

مجلستي فوق طغية أو مسطبة من طف بوقانا تابعة لمقهى الطيب ، تشرف على البحر الأبيض المتوسط كما العادة بحول الله ؛ ربيعا / صيفا / خريفا ..دأبت كل صباح أثناء الفراغ ، وبين آونة وأخرى الذهاب إلى مقهى ـــ مطعم الطيب ــــ لأتناول سوملة قهوة بالقرب من البحر حيث النوارس والخطاف والدوري والقطا وغيرها من الطيور؛ / الهواء الطلق /شساعة وعظمة الطغم / موسيقى الأمواج / النسيم العليل /انعكاس أشعة الشمس على أديم اليم / ،وحينما تمد بصرك صباحا وفي معمعان الصيف يعن لك السراب كاللهيب من خداع الحواس ، وفي وقت الهاجرة يتراءى في عين الشمس مخاط الشيطان في الهواء الطلق .

مشاهد ومناظر تثير انتباهك ،توقظ إحساسك وشعورك ، تستدعيك إلى القعود، تحفزك على التفكير والتفكر والتدبر، ونظم الشعر، ومناجاة البحر ، وهو بدوره كأنه يحاورك بصوت علاجيمه ، وأنت بدورك تريد أن تخرج ما يختلج في حيزومك ،وتبوح له بهمومك وأسرارك ،وتفعله بواحا بدون شعور ،كأنه ضرب من الهذر والهذيان ،وشدة الجوى يقودك إلى الهيمان والتيهان .

_____________

صيف هذه السنة في بوقانا صيف صائف بحرارة مرتفعة وانقطاع الماء ،مما جعل بوقانا تعيش جحيمين ؛الحرارة والغلل ،ولم تصبها صيّفة غزيرة مما زاد في التأزم والتشاؤم والتطير

من طرف الساكنة ، ثم حرمان الصيادين من الصيد خلال هذا الصيف وقبله ،لذلك اتجهت الساكنة إلى نصب الظلل ،ونشر الموائد والكراسي ،للحصول على المدخول المالي، وكسب القوت اليومي ،وضمان لقمة العيش من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، عمل يبعث على القلق والملل والاهميكاك ،من حيث نصب ونزع وقلع كل يوم الظلل ، وفيه مهاضاة وتضعضع ، كأنه عمل سيزيفي صباح مساء …

حينما ترجع إلى المسكن لا تريد إلا الراحة والطمأنينة والسكينة ، ولكن بعض السطط المدمنين على تناول الخمر والسموم الفتاكة ،ينظمون سهرات ليلية فيها ضجيج وصخب وطرب ورقص ودعارة وفسق ومجون و…لا يدعون الساكنة أن تستريح ،ففي هذا السلوك استفزاز وإظهار القوة والسلطة والافتخار ، يدّعون ويتفجسون ويرددون بكلامهم الزخوريّ ؛ نحن أحرار ، أن نعمل ما يحلو لنا ، ولا رادع لنا ، يرددون نحن السلطة والقانون والحق والعدل … فهذه هي الحرية عندهم ،لأنهم أميون جاهلون لا يفقهون ولا يعلمون ، إنهم يقلدون التقليد الأعمى ، ويدّعون أنهم نجوم وممثلون ….فما طريقة كسب هذه الأموال وصرفها في المحرمات ،ومن أين يأتون بها ، وبجوارهم مساكين ويتامى وأيامى وضعفاء وفقراء …..؟؟؟؟؟ااا. فأين السلطات المحلية لماذا تغض الطرف عن هذه السلوكات المقيتة الخبيثة الغليلة …للذي يريد أن يرقص ويطرب …،فأرض الله واسعة شاسعة عرضا وطولا …

بوقانا في هذا الصيف ؛عرفت إقبالا كبيرا من طرف السياح المغاربة والأجانب ، ومن طرف الجالية القاطنة بالخارج ، أتوا من كل حدب وصوب ،وأهل بني انصار يأتون يوميا راكبين أو راجلين،فوباء كورونا هو الذي غيب كل شيء ؛الاصطياف / الاستجمام / التجوال /السفر/ التواصل /العمل /الدراسة /التجارة /المصالح الإدارية ….. نطلب من الله أن يحفظنا من كل شر ومكروه .

الجلسات الصباحية ؛

____________

في الصباح بحول الله ؛يتم الاتجاه إلى البحر المتوسط مع شروق الشمس ؛الأفق ذهبي اللون ،الشاطئ خال ،نسيم عليل ،فيه رياضة المشي تتجلى في قطع ثلاثة أو أربعة كيلومترات ، وبعد فطور في الهواء الطلق في عرصة متواضعة ،وبعد الاستماع إلى الأخبار يتم الاتجاه إلى المقهى المذكور أعلاه لقضاء ما تبقى من الزمن الصباحي ،أصادف بين آونة وأخرى بعضا من الأصدقاء والمعارف وأفراد العائلة وأهل بوقانا ، يتم الحوار وتبادل المعلومات حول البحر والصيد والعرصات والزمن الجميل في بوقانا المعروفة بثيزرث عند القدماء ، زمن الخيرات الفلاحية والسمكية ، والتماسك والتفاهم والتعاون بين أهل بوقانا في المسرات والأحزان ، وكيف كانت تمر أعراسهم في القرن الماضي ؛ تعاون وتكافل وتعاضد ومشاركة ومساعدة ، تستغرق الأفراح أسبوعا كاملا ، كأن أهل بوقانا في مهرجان ، وفي نظري ؛في هذه الجلسات يكسب الإنسان معلومات لا توجد ولم تدون في الكتب ،فكل إنسان كتاب ورواية وتجارب ، والحياة هي مدرسة قائمة بذاتها تعلمك عبر التجارب وتقلبات الدهر والمشاكل والمفاجآت ، تدربك توجهك ترشدك إلى الصبر والتحمل والتجمل واتخاذ الحذر والحيطة .

الجلسات المسائية ؛

___________

بعد القيلولة وبعد العصر أجلس في العرصة الصغيرة ــ غابة أنف أو كأس أنف ــ بجوار بعض الشجيرات ؛من تين وزيتون وكرم وليمون وموز ودفلى وإكليل الجبل ، كلها في طور النشوء والنمو ،وبجوار النعناع والحبق والبقدونس والكزبرة وبعض الزهور، جلسة تسعد فيها العين برؤية ما في العرصة ، وينشط الأنف بشم روائح الورود ، أما الأذن فتصغي إلى شقشقة الطيور ،وحركة السيارات والمارين وأصواتهم وأغانيهم وزغاريد الفتيات والنساء ، عربون على فرحهم وسعادتهم بالتوجه إلى الشاطئ حيث البحر الشاسع ،والهواء الطلق النقي الذي يلطف من قيظ الصيف الصائف ،،، فالذي يريد السعادة الأبدية عليه أن يكون بستانيا كما يقول المثل الصيني ، والتقاعد عند الأجانب هو jubilo يعني الفرح والسرور والسعادة …ولكن ؛لست بستانيا ماهرا لأنني في طور التدريب .

في هذه العرصة المسيجة بالقصب ،أحيانا أتناول شطيرة أو عصرونية صحبة الشاي المنعنع ،ونسيم المساء يفتح الشهية ويشجع على الأكل ، أمكث إلى أن يحين موعد غروب الشمس الذي يصبغ الأفق باللون الذهبي الجذاب ،يحبه المارون والراكبون والراجعون إلى ديارهم ،ومن كثرة شغفهم يلتقطون صورا ـــ كذكرى ــــ بواسطة الهواتف النقالة ، إنه منظر شاعري يحرك المشاعر ،يشرح القلوب ،يسعد العيون ، الشمس في غيابها كأنها تبدي التحية مبتسمة ، وتضرب موعدا إلى شروق جديد في يوم جديد وفق محورها ، تبدو كبيرة وخجولة باحمرارها كالطفلة المتخفرة حياء ، ولكنها جميلة تسحر الناظرين في الشروق والغروب …

بعد المغرب جلسة أخرى في الفناء الصغير ، الليل يرخي سدوله ، يخيم الظلام على بوقانا في غياب الإنارة الليلية في الطريق الرئيسي ،وضعف الإنارة في بعض الأحياء ، بني انصار لا يظهر عمرانها ، الظلام يمحو معالمها ، لا تبدو منها إلا المصابيح الكهربائية التي تنعكس على البحيرة الصغيرة ، فتتراءى كنجوم ركبت في أديمها ، كبركة المتوكل التي وصفها البحتري ليلا ،أو كفساتين علقت في دكاكين المركبات التجارية بمختلف الألوان ، منظر البحيرة يتغير كل يوم صباحا مساء ليلا ،يزداد جمالا فوق جمال ، ويكون أجمل بذلك السكون المطبق ، وصوت البحر الأبيض المتوسط يجرك إلى النوم تدريجيا بدون مسكن وخمرة وشيشة وكوكايين وبوفا وتوسيبي وبانتيراروسا وو…وتستيقظ صباحا على صوت البحر وزقزقة وشقشقة الطيور.

في تلك الجلسات الصيفية فوق الشرفة التابعة لمقهى الطيب ،التقينا صدفة مع أصدقاء ومعارف وأساتذة وطلبة وأشخاص من مختلف شرائح المجتمع ،وكانت الجلسة في يوم 15/8/ 2023م مع المخرج الريفي الناظوري أكسيل ريفمان القاطن بيتشيكاغو بأمريكا ، والطبيب محمد سادني ،والأستاذ الجامعي في مادة التاريخ والجغرافية ميمون أزيزا ، والخضيرالحموتي ابن الجندي الإفريقي من بني انصار ، كانت الجلسة فيها دردشة وطرفة ومناقشة بعض الأفكار ؛ تتعلق بالتاريخ والجغرافية والسينما والصحة وقضايا مختلفة في الوقت الراهن… والأستاذ الجامعي نور الدين الحموتي أستاذ الفلسفة وعلم الاجتماع بتازة ،وكانت هناك جلسات مع أساتذة متقاعدين ، وأحيانا أصادف أهل بوقانا وبني انصار وغيرهم ..من خلال هذه الجلسات استفدت كثيرا بين الثقافة العامة والخاصة والثقافة الشعبية ، وكل إنسان هو كتاب مغلوق من خلال التجارب الخاصة ، اكتسبت معلومات حول طريقة صيد الأسماك وأسماء بعض الأماكن التي تقع تحت البحر والتي تكون فيها الحيتان ، ك” البنكو” و “روسكيو” وو … تعلمت من خلال هذه الجلسات الاستماع إلى المتكلم وآداب الكلام ، والتواضع والنزول إلى مستوى الإنسان العادي ، رفع الله من عرف قيمته وجالس دونه ، بدون تبجح وادعاء ، ومن التربية أن تعرف متى تتكلم ، ومن الأخلاق أن تسمع لمن يتكلم ، ومن الأدب ألا تقاطع من يتكلم ، ومن الذكاء ألا تصدق من يتكلم ، فالحياة مدرسة أخرى؛ مدرسة الفعل والعمل والتطبيق والتجربة ، الحياة تعلمنا ما ليس في الكتب ، كم من منجب في العلم و لما تلقى الحياة لم ينجب …أن نعرف شيئا أكثر من الآخرين فذلك سهل ، ولكن الأصعب هو أن نعرف شيئا أحسن من الآخرين ….. وعلينا أن نكون من الذين يعرفون ما يقولون ، وليس من الذين يقولون ما يعرفون ، وأن نكون من الذين يفهمون ولا يهم أنهم يعرفون ….

هذه الجلسات كانت مفيدة وشيقة ،فيها تجديد العلاقات مع الأصدقاء والأساتذة والأطباء والطلبة والمعارف والمهاجرين المقيمين بالخارج ، بعد غياب طويل بسبب الهجرة والعمل في أماكن بعيدة عن بني انصار، وفيها السؤال عن الأحوال العائلية …وفيها نسيان للروتين والهموم ،وأتمنى أن نلتقي من جديد للمزيد من الاستفادة والاطلاع وكسب التجارب والخبرات ،فالتجربة أم العلوم ، والبحث لأجل الوصول إلى الحقيقة في ميدان العلم فضيلة ، وإن كان حب الاستطلاع أم البلاء .ومن خلال هذا المقال أوجه شكري إلى السيد عسو محمد الكريم المقيم بالخارج ، تعرفت عليه من خلال الأستاذين الكريمين ميلود بنعقية ، وبوهارو حسين …وقد أحضر التين والعنب والماء البارد ، ثم دعانا إلى أكل السردين المشوي اللذيذ من شي الطيب صاحب المقهى الذي يتقن شي السردين ؛أكلة الفقراء والأغنياء ، ولا أنسى الجلسة مع الشاعر علال قيشوح ـــ بل جلسات عديدة ــــ ومزيان رحو الذي نال شهادة الدكتوراة في أكتوبر 2022م ،قام بترجمة كتاب للكاتب جون ستيبرك . ومزيان رحو صديق الشاعر علال قيشوح ، وهما يهتمان بالمسألة الأمازيغية ، والقيام بالرحلات إلى المواقع الأثرية القديمة ، والأماكن الطبيعية الجميلة في الجبال والبحار وخصوصا بوقانا قصد الدراسة والدراية ؛”الطيور /الأماكن الرطبة /الرمال /الأشجار/ الأعشاب /الحشرات /الحيوانات / الحيتان / المناخ / ” .

ولا أنسى التظاهرة الرياضية المتجلية في تنظيم مقابلة ودية في كرة القدم ، جرت فوق أرض ملعب متواضع ببوقانا ، أرضيته رمال وصدف ، بين قدماء بني انصار وقدماء المولودية الوجدية ،وقد فاز قدماء مولودية وجدة بهدف نظيف ،وبعد المقابلة أقيم حفل غداء في مقهى الطيب تكريما للاعب المولودية الوجدية السيد علاء التميمي وللمشاركين والحاضرين ،وقد وزعت الشهادات التقديرية على بعض الحاضرين واللاعبين ، ومنحت شهادة تقديرية وميدالية ذهبية لرب المقهى السيد أحيان الطيب ،وجاء في الشهادة ؛ العنوان ؛ / شهادة شكر وتقدير /

“تمنح جمعية النهضة الرياضية والثقافية والاجتماعية بتنسيق مع جمعية الرجل القوي هذه الشهادة التقديرية للسيد أحيان الطيب على مشاركته في هذه التظاهرة الرياضية بمناسبة تكريم السيد علاء التميمي لاعب المولودية الوجدية والكوكب المراكشي وهداف البطولة الوطنية 1986م” إمضاء الجمعية .

هذا الصيف الصائف اتصف بالحرارة المرتفعة ، ولكن في بداية شهر شتمبر؛ وقعت تقلبات جوية غير عادية من جراء التغير المناخي ، فحدثت فيضانات بواسطة “دانا “ودانييل” ،وسقطت الثلوج ولما يدخل فصل الخريف ،وتعرضت بعض الدول لخسائر مادية وبشرية وحيوانية ، ثم حدث زلزال الحوز بوطننا العزيز الذي ألحق أضرارا أيضا مادية وبشرية وحيوانية ،ولكن الشعب المغربي وقف صامدا صابرا حامدا الله على ما قدره ولا مراد لقضاء الله ،وقد بادر صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى افتتاح الصندوق رقم 126 الخاص بتدبير آثار زلزال الحوز ــــ وهذا دأبه وعادته كما فعل مع جائحة كورونا ــــ يتحمل النفقات المتعلقة بالبرنامج الاستعجالي ،ويعنى بإعادة تأهيل وإعمار المنازل المدمرة ، إلى جانب إقامة مستشفيات لتقديم الإسعافات ،وإجراء العمليات الجراحية من طرف الأطباء والمساعدين والممرضين ،وتكليف الجيش ورجال الأمن والدرك والقوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية بإغاثة الجرحى ،وإنقاذ المتواجدين تحت الأنقاض ، والمحافظة على أملاك الناس والدولة ، ونشر الأمن والطمأنينة ، ولا ننسى مشاركة وتطوع المواطنين والجمعيات من أجل تقديم المساعدات المادية والمعنوية والتبرع بالدم ، وأطباء علم النفس الذين يقدمون الدعم النفسي ، وكذا إرسال المساعدات من طرف جميع الجهات والأقاليم والمدن والقرى المغربية إلى الجهات المنكوبة ، إن الشعب المغربي معروف بالصبر والتضامن والتكافل والصمود في وجه الكوارث الطبيعية ،والدفاع عن حوزة الوطن ، فلا بد من توجيه الشكر والتقدير والاحترام لصاحب الجلالة ،و للمغاربة قاطبة بدون استثناء ،ونرجو من الله أن يحفظنا من الكوارث الطبيعية والزلازل والتي هي أقوى من الحروب ، ومن كل شر ومكروه ،ويرحم موتى الزلزال وهم من الشهداء ، ويحفظ أطفالنا اليتامى الصغار الذين ستمنح لهم صفة مكفولي الأمة ،ويرحم جميع البشر ،ويشفي جميع المرضى في مشارق الأرض ومغاربها .

قبل نهاية الصيف ــ شهر شتمبر ـــ حدثت زلازل أخرى في مختلف دول العالم بعد زلزال الحوز، ولا زالت إلى يومنا هذا تقع هزات أرضية جديدة ،وتحدث تقلبات مناخية وجوية في أنحاء وبقاع مختلفة ، وفي بداية شهر أكتوبر عرفت هذه السنة حرارة مفرطة ؛ بإسبانيا عاد الإسبان إلى السباحة في البحر ،واستعمال مكيف الهواء في بعض المنازل ، وعادت الحرائق إلى جزر الكناري ، إن الفصول الأربعة تغيرت لم تعد كما كانت من قبل ،بعلة التغير المناخي الذي أصبح يهدد العالم أكثر من القنبلة النووية .

يلزم أن نربي أطفالنا وتلامذتنا على ثقافة الأخبار، وما يقع في العالم من زلازل وفيضانات وعواصف وأعاصير ، وتنمية ثقافة المبادرة والتضامن والتعاون والتنسيق ، فالزلازل يجب أن تكون مادة تدرس في المدارس بالتدقيق ،لأخذ فكرة عن طريقة حدوثها ،وكذا ثقافة المخاطر ؛ تنبيه التلميذ إلى أن يأخذ العبرة مما ينتج عن المخاطر الناجمة عن الظواهر الطبيعية ، وكذا مخاطر المخدرات بجميع أنواعها وأثرها على الصحة والجسم والعقل ….والابتعاد عن كل ما هو ضار وسلبي لا جدوى منه …وعلى المواطن في البادية أو المدينة أن يختار المكان المناسب لبناء المنزل القريب من المواصلات ، وأن يكون بعيدا عن الوديان والانجراف ، مع استعمال مواد البناء المتينة المضادة للزلازل ،وذلك أضعف الإيمان .

انطباعات وارتسامات

========================

نسيت الجلسات التي أصبحت كلحظة عابرة وسحابة صيف ، وقيل ما نحن إلا لحظات عابرة وأرقام وأشياء لا قيمة لها حينما تزول وتفنى ، وكما يقول المثل اللاتيني ؛ الإنسان يفنى والأعمال تبقى ، وما زلت أتردد على المقهى متذكرا الجالسين فيه ، وكذلك المصطافين الذين كانوا يجلسون فوق الرمال العسجدية تحت ظل الظلل الصيفية ، فأصبح الشاطئ خاليا من ضجيج وأصوات الزائرين ، يخيم عليه الحزن والسكون والهدوء والغربة والوحشة ، ولكن ؛أشعر كأنني في رياضة اليوغا ،وأنا استمع إلى تلك الأنغام الساحرة التي هي نعمة عظيمة لا تحاكى ولا تقلد ، وشفاء للنفس بدون كلفة مكلفة ،بل أسافر مع تلك العلاجيم إلى ضفاف بلدان أخرى . ولكن ؛لست وحيدا ،لأن الطيور الصغيرة ترجع إلى الشاطئ الخالي ،كما أن النحام يرجع أيضا مع حلول فصل الخريف إلى البحيرة الصغيرة الذي يشكل بساطا مزركشا على أديمها ،وينام طوال الليل وهو واقف على رجل واحدة ، وعادت رياضة المشي يقوم بها بعض المعارف وأهل بني انصار ، وهي مجدية للجسم والعقل والنفس ، وكان البير اينشتان يمارس رياضة المشي ،ويعتقد أن المشي يساعد على تعزيز الذاكرة والتفكير الإبداعي . وفي بعض الدول المتقدمة اليوم بعض أفرادها يزاولون رياضة المشي ويقومون في نفس الوقت بالمحافظة على البيئة بالتنقية ؛تنقية الأزبال التي يصادفونها في الطبيعة ،إن العزلة أحيانا مفيدة ،وكما قال إدجار ألان بو؛ العزلة هي المكان المأمون الذي أعرفه ، وقال آخر ؛ “عندما لا يفهمك من حولك فالعزلة رغم قسوتها أجمل ” .

هذا العالم لا يبشر بخير ؛حرائق / فيضانات /ثلوج /عواصف /أعاصير في غير وقتها وفصلها / زلازل بين آونة وأخرى / الجفاف / القحط /الأمراض / حروب بين بعض الدول / تناقضات /مفارقات ،،،، بعض الشباب نخرته المخدرات لا يستقر على حال ، لا يريد العمل يحب الكسل والتجوال ، ليس هناك حوار بين أفراد العائلات بسبب الإدمان على الهواتف ، المشاجرة والسب والكلام الساقط النابي والعنف في المدارس والشوارع وبين الأسر ، غياب الأخلاق والحوار والاحترام والتفاهم والانسجام والقناعة ،لا أدري ماذا جرى وما ذا حدث لنا ؟؟؟ ، الشباب لا يفكر إلا في الإبحار إلى الدول الأجنبية بدون قانون ، يموت في البحار غرقا ..بعض المدمنين على معاقرة الخمرة وغيرها من السموم ،ما يربحون يستهلكونه في المحرمات إلى أن تصيبهم أزمات مالية ،وبالتالي يقع الطلاق وتتفكك الأسر ويتشرد الأولاد…. يقعون في متاهات بين الصعود والنزول ، لا يستقرون على حال ،ربما يتعرضون للاستجداء والتسول والتوسل ،حصل لهم كالذي جاء يضرب أزدريه ، ولكن فات الأوان والزمن لا يرحم …

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .