نورالدبن شوقي.. باحث في تاريخ وتراث كبدانة- جريدة البديل السياسي
من أثار الوطاسيين بكبدانة..؟!
في عام 1472م حكم بنو وطاس المغرب الأقصى وبدأ ظهورهم مع المرينيين، حيث إقتسموا السلطة معهم فكان نصيبهم منطقة الريف ومن هنا بدأ توسعهم حتى أطاحوا بدولة بني مرين.. ولكون الوطاسيين هم من سلالة أمازيغية زناتية فأول موطن إستقروا فيه لما إقتحموا أراضي المغرب كانت المناطق الشرقية ومنها طبعا بلدة كبدانة.
وكشهادة تاريخية على ذلك يذكر المؤرخ الفرنسي Charles andres Julian
في كتاب ” Histoir de l’afrique du nord” يقول فيه “.. انتهى بهم المطاف ( أي الوطاسيون) شرق المغرب بعد أن إستقروا طويلا عبر تخوم النجاد العليا والصحراء.. وغنموا من انتصار المرينين أبناء عمومتهم على الموحدين إقطاعا عظيما في بلاد الريف..”
وما يؤكد هذه الشهادة التاريخية هو وجود مجموعة من الآثار والمعالم في كافة مناطق الريف الشرقي، التي ترجعها الروايات الشفوية المتواترة إلى الوطاسيين، ومنها طبعا منطقة كبدانة.. التي توجد فيها بعض من هذه الآثار.
فعلى سبيل المثال نجد في كبدانة الساحلية والتي تسمى ب Ishbdanen Ughllay مقبرة قديمة تنسب للوطاسيين بجماعة البركانيبن وتتواجد بالضبط قرب موقع سيدي البشير.. _ وهنا إعتمدنا فقط على الروايات الشفوية_
اما جهة الجنوب نحو Ishbdanen Adday، نجد أثرين ماديين ينسبان للوطاسين، يتواجدان بالضبط بفرقة الزخانين وهما معلمة Tha9sabtالتي تتواجد بالمكان المعروف ب Thifarwin ومقبرة للوطاسيين ..
وفي اتجاه الغرب نجد ثيحونا إوطاسين Thihuna iwttasiyen.. بمعنى “دكاكين الوطاسيين” ويتواجدن قرب مزار سيدي عثمان بزايو.. كما تشير بعض الدلائل ألأثرية والروايات على ان الوطاسيين اختاروا الموقع نفسه ليكون مكان خاص للتسوق و التجارة إذ عمدوا إلى بناء الدكاكين المذكورة أعلاه، إضافة الى مزاولة حرفة Thamzilt
( الحدادة).. وهي صناعة سكك المحارث وسروج الدواب.. وكان اليهود الوطاسيون و اليزناسنيون أكثر الحرفين شهرة بمزاولة هذه المهنة، خاصة وأنهم كانوا بارعين في إستخراج الحديد من أحجار سفح جبل Thizi n issmagh الذي أصبح اليوم يسمى ب جبل سيدي عثمان..ولكثرة بقايا الحديد بعين المكان، صنف الباحثون ذلك من الأثار المادية للوطاسيين بمنطقة كبدانة.
نورالدبن شوقي.. باحث في تاريخ وتراث كبدانة
تعليقات الزوار ( 0 )