الرئيسية كتاب وآراء ” زكرياء المعلم ” يكتب: الحلم الأوروبي حلم وردي

” زكرياء المعلم ” يكتب: الحلم الأوروبي حلم وردي

كتبه كتب في 26 مايو 2021 - 5:30 م

بقلم زكرياء المعلم:

لاشك أن الدولة تواجه حاليا وستواجه مستقبلا، جيلا من الشباب المتمرد على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة ببلادنا، جيلا يمقت الدولة أشخاصا ومؤسسات بل يمقت حتى الوطن، جيل لم يتلقى تعليما جيدا وتطبيبا في المستوى، جيل وجد نفسه ضائعا بين دوامة الجهل من جهة ودوامة تردي الظروف الإجتماعية من جهة ثانية. شباب حاصل على الشواهد والدبلومات ، النذر القليل منهم من حالفهم الحظ بالحصول على وظيفة قد تحسن من وضعهم المادي ولعائلاتهم، وصنف آخر ما زال ضائعا بين المعابد الرأسمالية المتوحشة.أما بالنسبة للمخذرات بأشكالها ومختلف أنواعها فما زالت تنخر لحد الساعة مجتمعنا المغربي بشتى أطيافه، إننا نبني جيلا مرهقا بأثقال من الضغوطات من كل الجوانب حتى لا يعرف ماله ولا يعرف ما عليه.

إن سياسة الأذن الصماء التي تتبعها الدولة هي التي أنتجت لنا هذا الإحتقان الواسع والظواهر السلبية التي لم تكن منتشرة بهذا الكم الهائل قبل عقود قليلة من الزمن.

إن الحلم الأوروبي لايمكن لأحد أن يجادلنا فيه بأنه حلم الأغلبية الساحقة من الشباب المغربي، مهما كان مستواه الدراسي والمهني.فالطفل المغربي اليوم عندما يرى النور فوق هاته الأرض الطيبة وسط الأحياء الشعبية، أول ما يراود فكره هو الحلم الأوروبي، وما وقع مؤخرا من تدفق آلاف المغاربة من مختلف الأعمار نحو سبتة المحتلة، والذي سوف يبقى وصمة عار على كل من تقع على عاتقه المسؤولية، حتى خيل إلينا وكأننا نعيش في دولة تشوبها الصراعات والحروب، حتى أن صورنا آختلطت بين الصور السورية في عرض البحر.

إن هذا الشوق الكبير الذي تقطع من أجله المسافات، ويضحى من أجله بالأرواح والأموال لمقابلة الضفة الأخرى، نابع من رغبة جامحة وتعب وصبر طويل بغية الحصول على وضع آجتماعي أفضل، ينعم الإنسان فيه بالعيش الرغيد والكرامة الإنسانية،هاته الكرامة التى تحدث عنها القرآن الكريم في سورة الإسراء الآية 70 ﴿ولَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وحَمَلْناهم في البَرِّ والبَحْرِ ورَزَقْناهم مِنَ الطَّيِّباتِ وفَضَّلْناهم عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا﴾. صدق الله العظيم.

إن الدستور المغربي لسنة 2011 ، دستور الحقوق والحريات، وإن كان ضمن مجموعة من الحقوق في الفصل 31، كالحق في العلاج والعناية الصحية، الحق في الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة، الحق في السكن اللائق، الحق في الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل أو في التشغيل الذاتي، الحق في ولوج الوظائف العمومية حسب الإستحقاق…

إلا أن الواقع يكشف أن هاته الحقوق تبقى حبرا على ورق، وحتى وإن وجدت فإنها تبقى بمسافات ومستويات مختلفة، ليبقى الحلم الأوروبي حلما باللون الوردي ، يرسمه طيف واسع من جيل الشباب المغربي نحو مستقبل مشرق، يصيرغدا أفضل ، و يصيرغدا جميلا.

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .