الرئيسية غير مصنف                             مـــــــن ديــدان المدينة  غياب  الديدبـــــــــــان … بقلم ذ.محمادي راسي

                            مـــــــن ديــدان المدينة  غياب  الديدبـــــــــــان … بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 28 مارس 2020 - 9:33 م

 

جريدة البديل السياسي –                 بقلم ذ.محمادي راسي –

من أوراق مهملة فوق الرفوف 

 

                            مـــــــن ديــدان المدينة 

غياب  الديدبـــــــــــان

            //ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ//

 

"خـــــــــــواطـــر بدون يم وريف ورويّ  "

&&&&&&&&&&&&&&&&&&

 

الجالسون  الموعودون ….

المنتظرون ….ينتظرون ….

أن تمطر السماء إبريزا ولجينا…

أن تنزل عليهم  ….

 سنتيمات ودريهمات مجانا….

أن تتحول الحدائق …

إلى فراديس وجنات عدن …

وإلى عجائب الدنيا السبع …

كالجنائن المعلقة…..

الواقفون وقعوا …

في" حيص بيص "….

بين الإقبال والإدبار…. 

الراجلون مشمئزون حينما يمشون ….

الراكبون يوجلون حينما يركبون …

السماسرة يرتبكون بما يرتكبون …..

المثقفون حائرون ….

بين الإقدام والإحجام ….

من كثرة الجلوس قيل لها :

مدينة الجلوس والانتظار ….

لا تعرف إلا الجلوس والتربص  ….

مدينة المنتهزين المتنزهين ..

المتفجسين  المتطفلين ….

لا تعرف إلا التطفل …

في كل شيء وفي كل ميدان …

ما دامت الساحة خالية …

وبعض أهل الشأن فاشلون…. 

 يتهربون …لأنهم …

إلى  مدرسة الفشل ينتمون …

دأبهم  الهروب والتواكل ….

والانتظار والانتهاز والابتزاز….

وتحين الفرص الثمينة …

 وترقب الغنائم الباردة …

ـــــــــــــ

هذا ديدنهم ….

"وفاقد الشيء لا يعطيه"

وماذا ستعطي القرملة ….؟؟

يتظاهرون بأنهم سيفعلون …

وسينجزون مشاريع هامة ….

وسيقيمون  منشآت جديدة ….

وسترجع المدينة جنة …

 في حلة قشيبة …

بادروا وسارعوا دون جدوى ،

وقد نبهتهم  أمطار الخريف ،

وما بالك بأمطار الشتاء ،

"خير الأمور الوسط ،

وحب التناهي شطط".

فالمطر أوله قطر ،

والبحر أوله نقطة ماء،

إنهم في حاجة إلى نقطة نظام …. 

لأنهم يسخرون … يضحكون …

يمكرون …يداهنون ……

لا يعترفون أنهم جاهلون …..

ولكن ؛يعرفون أنهم حربائيون…

وأنهم بوعودهم عرقوبيون ….

وبتوجهاتهم انتهازيون ….

وفي تحمل مسؤولياتهم طفيليون ….

وفي تسييرهم للشأن فاشلون …

ــــــــ

هاهم اليوم …

عن وعودهم …

وبرامجهم…..

 يتراجعون …..

الكذاب لا يفلح ؛كمسيلمة ..

و كالساحر حيث  أتى … 

وكالمنجم وإن صدف … "بالفاء ".

"الصدق في أقوالنا أقوى لنا // والكذب في أفعالنا أفعى لنا "

والطماع لا ينجح ؛كطفيل ….

والجشاع لا يشبع ؛ كأشعب ….

فعادت المدينة إلى سيرتها الأولى….

الجلوس والانتظار …..

 التملص والتنصل ….

الإمهال والإهمال ….

ثم تفاقم الوجوم والوجل ….

في انتظار سنوات المطر …

وربما قد لا تجود ….؟؟؟

السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة …

ولا سينتيمات ولا دريهمات…

وإنما تمطر أمطار الخير، 

للذين يحرثون فيزرعون ،

ثم يتوكلون ….

لا للجالسين المنتظرين المتواكلين …

المدعين الرفخ  والبحبوحة والرغد …

وهم غارقون في الأزبال والأوحال ….

والفوضى  والسيبة في الشوارع ….

والرذيل من الأفعال …

والرفث  من الأقوال ….

والدنيء من الأعمال …

وكل ما يلوث الطبيعة ….

وكل ما يقتل الأجسام ….

وكل ما يذهب بالعقول …

وكل ما يسبب الأمراض …

يمقون الجهل … ولا يمقتونه 

يحبون الجمود والنوم …….

عمدا لحاجة في نفس يعقوب … 

يفكرون في مشاريعهم …

لقضاء مآربهم وأوطارهم ….

الجالسون  الموعودون …

المنتظرون ….ينتظرون ….

أن تمطر السماء عسجدا وعقيانا …

وزبرجدا ….وزمردا وفيروزجا…..

ودرة وجمانة وماسة …

وهلم جرا و كلمات ..

وردفا و نعتا و نصبا …

وصرف مالا ينصرف …

هيهات ،فهيهان ، ثم أيهات وأ يــ..

وفيها إحدى وخمسون لغة …..

                لا مشاحة في أن ما آلت إليه هذه المدينة  من جدب فكري، وقحط ثقافي، وجمود رياضي، وركود فني، وانحلال خلقي، وانحراف سلوكي،وتزايد / شيشي /حشيشي /قرقوبي /دوليوي/ /سولوسيوني /تشرميلي/ ..، وكل ما هو فوضوي ،بغض النظر عن وضعية النظافة المزرية،والوضع المتردي ؛الاجتماعي والصحي والاقتصادي والعمراني والسياسي وو….، راجع إلى أسلوب التسيير منذ زمن عتيق الذي عمل على كشط وسحف ومحش وسحق  كل ما من شأنه أن يعمل على تحسين وضعية هذه المدينة اليتيمة المنسية المهمشة … بسبب الجهل المركب والمكعب ، والضلالة العمياء، والجهالة الجهلاء ،والأنانية الخرقاء ،والتعصب الأعمى، إن التسيير الذي يعتمد على الإقصاء والتهميش والميز،ليس من سلوك أهل تحمل المسؤولية ، وروح الانتقام تسيير فاشل فظيع ، لأن الانتقام ضعف في الشخصية ـــ ينقصنا الإيثار الذي هو من الأخلاق الفضيلة النبيلة ،وهو الدواء لداء الأنانية ـــ والتدبير العشوائي دليل على التهور،وغياب الحكامة دليل على التدهور ، وغياب ترشيد النفقات دليل على التبذير، والاتجاه في  هذا الخط السلبي الاعتباطي العشوائي، يؤدي إلى ظهور الاختلالات بسبب سوء التصرفات التي تشجع على الاختلاسات …وسيستمر هذا الخط والنهج ما دام هناك الجالسون القابعون الواجمون الواجلون المنتظرون ….الذين لا يستطيعون أن يتكلموا لأسباب يعرفونها وحدهم … ومن سوء التسيير على أبسط مثال ؛ أن بعض الشوارع تنظف، والبعض منها لا تنظف ،وقد عاينت ذلك شخصيا ،كإهمال بعض الأماكن في شارع المسيرة الخضراء بالقرب من منازلنا،ونحن نؤدي الضريبة على النظافة ،وقد استفسرت أحد المستخدمين القائمين بتنظيف شارع المسيرة على ذلك الإهمال فأجاب :ــــ والساعة تشير إلى التاسعة والربع صباحا ـــ لا وقت  لي اليوم لأصل إلى ذلك المكان المشار إليه ،لأن هذا اليوم يوم الجمعة على حسب قوله ، وماذا يفعل من شيار إلى مؤنس ..هل ينظف المدينة بأكملها دون أن يصل إلى حيث منازلنا …؟ااا، لماذا هذا الإمهال والإهمال …. ؟اا….لا غرو فهذا ديدن المدينة ، ودندنتها منذ أمد بعيد،تهذي كالذي أصابه الهذيان،وتتيه كالهيمان، وتسير بدون ديدبان وربان ..اا.

           وختاما ؛.فاليوم لا وقت للكسل والتسويف والتماطل والتملص والتهرب والهروب ، إما خدمة المدينة والوطن والمواطن ،وإما أن يشد البعض الرحال إلى الرحيل والترحال ،فالمسؤولية صعبة فهي تكليف ،وليست تشريفا وزهوا وافتخارا وتبجحا بالسلطة والقرار،ليفعل المسؤول ما يريد وما يحلو له ، لأجل قضاء مصالحه ،ويلعب ويتلاعب بمصالح المواطنين ،وينقص من كرامتهم بالسب والشتم ،ويبتزهم عندما يريدون الحصول على وثائقهم ومستحقاتهم وحقوقهم ،ويستفزهم بالإقصاء والتهميش والانتقام ،لقد انتهى زمن  القهر والظلم والتعسف والاستغلال والاستفزاز والابتزاز والبرطيل والميز والتهديد والاستبداد …ااا.

                  مدينة "مدريد" تغرم حتى من يركن السيارة بالقرب من الفضاءات والمساحات الخضراء ، ووسط المدينة ، وفي مكان ليس بالقرب من منزل القاطن ، بغرامة تصل إلى تسعين أورو،  للحفاظ على بيئة المدينة وصحة الساكنة ،لأن هواء المدينة أصبح ملوثا بدخان المصانع والسيارات ، أما نحن فلا تهمنا لا المدينة ،ولا يهمنا الوطن ولا الإنسان ولا الرفق بالحيوان ، ولا نحترم حتى المساحات الخضراء والفضاءات والحدائق والشوارع والساحات العمومية  …..؟؟اا.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .