الرئيسية دين و دنيا في رمضان بقلم ذ.محمادي راسي

في رمضان بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 17 مايو 2019 - 8:39 م

 

جريدة البديل السياسي.كوم  /                     في رمضان : بقلم ذ.محمادي راسي :

 

 

 

تعزب ثم أصبح غريبا بسبب عزقه ورعنه؟؟ يعيش في معزابة يريد العزوف، ولكن شتان..!! بسبب رهقه وتناوله الرهيق إلى أن صار مرهقا في عيشه، ومرهقا بتضعيف الهاء رهيشا مائرا، بعلة نزقه وطيشه وبطشه وبغته في سلوكه. يعيش أياما رمضانية في عزلة ومحنة، يمور مشيا في الشارع أو راكنا في المنزل، كأنه ريشة معلقة في السماء، أو في وضعية منزلة بين المنزلتين، لا يركع ولا يسجد ولا يصلي ولا… يريد أن يكون حرا طليقا، وشيخا للكفر في حومته، وسلطانا لإحدى المقاهي، يتصرف كيفما يريد بدون احترام للجيران، حتى في شهر رمضان، إنه يلعب ولا يبارح مكانه المعتاد بسبب استراتيجية يعرفها هو وحده.

اليوم الأول من رمضان، حدثت مشاجرات كثيرة في السوق والشوارع بالكلام الفاحش لا تستطيع التبعض، من هضل وملاسنات شديدة بذيئة، إلى مشاداة عنيفة من كدم ولطه ولطم ولهط ولكم وطث، كأننا أمام حلبة الملاكمين بدون صنف ووزن وحكم، وركل كالحمار، ورفس كالناقة، ولبط كالبغل، واشتباك بالأيدي، مما نتج عن ذلك من شج ودمغ وجروح وقروح ،وجرت الدماء في شهر فضيل معظم مبجل، أكثر  قيمة من الأشهر الحرم التي حرم فيها سفك الدماء والقتال، وهكذا يوميا شجارا وحمشا وهلم حنقا وغنصا وغيضا، وخلال هذا الشهر المبارك، شهر التآخي والتعاون والاختبار والابتلاء، والمساواة المعنوية ليشعر الغني وهو صائم، بما يشعر به الفقير المعدم في أيام الإفطار، فما أسباب هذا السلوك؟ هل هو ناتج عن صوم؟ أم عن سغب؟ أم عن نقص في فيتامينات من نوع جديد…؟؟ فهذا التصرف لا يصدر إلا عن أهضاء من الرطائط. والمستنكفين والمرضى عقليا ونفسيا..؟؟ اللهم إننا نسألك اللطف، ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

في مساء نفس اليوم حدث بالشارع الرئيسي تقريبا ما يحدث في الملاعب، شباب يتشابكون ويجرون مترادفين كما يحدث في الكرة المستطيلة (الركبي) أو كما يحدث في حفل سان فيرمين بإسبانيا حينما تخرج الثيران المخصصة للمصارعة إلى الشوارع والشباب يعدون وراءها، فتقع الكسور والجروح وحتى الموت أحيانا .       ما سبب هذا السلوك العدواني في شهر رمضان الذي يرمي إلى استحلال الدماء والقتل…؟؟ على المسؤولين أن ينتبهوا إلى هذه الظاهرة غير الصحية، ظاهرة العنف التي تعمل على خلق الفتنة والبلبلة والفزع، في فضاء هذه المدينة الوديعة، لا بد من معرفة مصادر هذا السلوك العدواني الذي يتنافى والشريعة الإسلامية والقانون، والتقاليد والأعراف…!!! إن ثقافة الإهمال، وانعدام ثقافة حسن التسيير والتدبير، وغياب التنظيم في الأسواق والشوارع والحدائق، وعدم مراقبة السلوك الممارس في الشارع والأماكن العمومية، كل هذه العوامل وغيرها هي المسببة لهذه الظواهر، والمسؤول الأول هو الأسرة والسلطات المحلية وأصحاب الشأن المحلي.

جميل جدا، ومفيد أكثر، أن نخرج في هذه الليالي الصيفية الجميلة، وفي أجواء رمضانية   للاسترواح وترويح النفس لتنتعش، والقيام برياضة المشي، والجلوس في المقاهي لشرب الشاي وغيره مما هو حلال طيب، والمطاعم لأكل ما لذ وطاب من الأكل، والقعود في الحدائق تحت أضواء المصابيح، لنستريح من عناء المشي، والتأمل في فضاء الحديقة، إلا أننا جميعا دون استثناء لا نجلس في الأماكن المخصصة للجلوس، ولا نسير في المسالك الخاصة للسير، فهل يعقل أن نجلس في الحدائق فوق الأعشاب بالكراسي، ثم نتاول ما هو مكروه وحرام وممنوع بل هو مفسد للصحة، أمام المارين والأسر؟؟.

إننا قاطبة في حاجة إلى منظومة تربوية، تخص المجتمع بأسره، لنسير وفق سلوك قويم في معاملاتنا وعلاقاتنا الاجتماعية، لبلوغ السلوك الحضاري في المشي والجلوس ، ورمي الكناسة في المكان المخصص، واحترام الآخر، والشارع، والملك العام، والمنشآت العمومية، ومساعدة الضعيف والأعمى وهو يريد قطع الطريق… وفي السوق على البائع أن يكون مهذبا نظيفا في هندامه، لبقا مع الزبن مراعيا ظروفهم، فليس كل من هب ودب بقالا قصابا… فلا بد من شروط لينتظم ويلتزم بها كل بائع. هذا من اختصاص الشأن المحلي… هذه المنظومة في تطبيقها سيحكم علينا بأننا واعون ومتحضرون ومثقفون وكل واحد وفق عمله واختصاصاته.

إن الإنسان يبلغ بالنظام ما لا يبلغه بالذكاء، وكذلك يسعد ويحقق سعادته بالأخلاق والإيمان، لا بالتهور والتكبر والتجبر والنزق والفسق والشقاق والنفاق.

وأخيرا؛ شهر رمضان هو وصفة طبية وحمية غذائية صحية، مفيدة للنفس والجسم والمعدة، وتربية على الصبر والطوق والتحمل من حيث الجوع والعطش، وتهذيب للنفس على القناعة لأنها راغبة إذا رغبتها، والشعور والإحساس بالضعيف والمسكين والفقير وذي العوز والمتربة، وتربية الإنسان على الرجوع إلى البيت في الغروب، بدلا من الساعات الأخيرة  من الليل، والابتعاد على المحرمات والرذائل، في هذا الشهر نقدر الوقت ونهتم به ونعد الدقائق والثواني، من حيث وقت المغرب والسحور وكما قال شوقي:

دقات قلب المرء قائلة له /// إن الحياة دقائق وثواني  . / ثوان تكتب بتنوين العوض في الرفع ولكن ردت الياء للضرورة الشعرية .

وليس شهر رمضان شهر رفث ولعب ونفط ونفض وفض وضهد ومضاهبة وإنما هو شهر المساواة  والخير والبركة والتواصل والتراحم والتعبد والتقرب إلى الله، وهو الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، وفي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. وأختم هذه المقالة بالحديث النبوي المشهور والمتداول "شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ".

 

*رمضان: جاءت التسمية من الرمض وتعني حرقة القيظ .

*الرمضاء: شدة الحر / الأرض الحارة الحامية من شدة حر الشمس.

قال الشاعر:

المستجير بعمرو عند كربته /// كالمستجير من الرمضاء بالنار.

إشارة إلى قصة كليب حين طعنه عمرو الملقب جساس فألقاه على الأرض، فقال كليب يا عمرو أغثني بشربة ماء فأجهز عليه.

الأسماء القديمة لشهر رمضان قبل البعثة النبوية ـزاهر / تاتل / وناتق بلا لام هو شهر رمضان وقيل ناطق ،وفي ناتق قال المفضل الضبي :

وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغى /// وولت على الأدبار فرسان خثعما .

وكلاب بن مرة كما تذكر بعض  الروايات الجد الخامس للنبي "صلعم "هو من طلب وضع  الأسماء الجديدة للشهور القمرية بالاتفاق مع رؤساء القبائل والوفود في موسم الحج .وبعض الأسماء القديمة ذكرها ابن منظور والماوردي والزمخشري والفيروزأبادي …..والأسماء القديمة فيها اختلاف لتعدد الروايات الشفوية وعدم الضبط …والله أعلم فالأمانة العلمية صعبة ومسؤولية ،يصعب الخوض في الأشياء  بدون علم وحجة وبرهان وسند ونص ومتن …..ااا؟؟؟.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .