الرئيسية نقطة نظام متشردون يقاومون قساوة البرد والجوع

متشردون يقاومون قساوة البرد والجوع

كتبه كتب في 13 يناير 2019 - 11:29 م

جريدة البديل السياسي  badilpresse.com نقطة نظام يكتبها : محمد أعبوز /

وجه الملك محمد السادس، العديد من التعليمات الى المسؤولين الترابيين من ولاة وعمال وكذلك المؤسسات العمومية المعنية بالاشخاص في وضعية صعبة، بل ان روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جزء من دعمها موجه للفئات الهشة واطفال الشارع . 

لكن مع الاسف، نجد عمالة افليم الناظور  ومعها المسؤولين الترابيين  بالاقاليم، لم تتفاعل مع هذا الوضع الغير الانساني الذي بدأ في الانتشار بالشوارع والازقة بمناطق أخرى مع بداية موجة البرد.
مشردون يقاومون قساوة البرد والجوع
عندما تهدأ مدينة الناظور ليلا وتخيم السكينة في أحيائها، ويعود الجميع لمنازلهم تبقى فئة “المشردين” في الشارع تبحث عن مكان لقضاء الليل، هم رجال ونساء، أطفال وشيوخ يفترشون الكرطون ليلا، يقاومون البرد في وسط تنعدم فيه شروط الأمن والنظافة وكل شروط الحياة، قامت جريدة البديل السياسي بالتنقل ليلا للتقرب من هذه الفئة ومعرفة أسباب تواجدها بالشارع وعدم توجهها لدور الاجتماعية فوقفنا على حقائق يندى لها الجبين.
البداية كانت من ساحة المسيرة  بالقرب من مسجد " الحاج المصطفى "، حيث وجدنا، حوالي 25 شخصا معظمهم أطفال وبعض النساء ، واصلنا السير الى المحطة الطرقية القديمة ، حيث وجدنا أطفال أخرين ونساء سألنا بعضهم عن مبيتهم المعتاد، فكشف أغلبهم أنهم يبيتون في الازقة  ضمن مجموعات، خوفا من ضرر قد يلحقهم، خصوصا ان عدد منهم قد قتل على يد ” سفاح المشردين” والذي اعتقلته السلطات الامنية قبل خمسة أشهر بالطريق الساحلي بجماعة بوعرك، والذي وصل عدد ضحاياه من المشردين حوالي 4
من ضمن المشردات أمهات مطلقات وعجائز، رفضت العديد منهن الحديث معنا، فتقربنا من عجوز لم تكشف عن إسمها الحقيقي، تعد من بين النسوة اللواتي عاشرن الأرصفة لسنين طوال في حسب ما صرحت به لنا، وكشفت لنا بعض أسرار المتشردات الأخريات اللواتي انضممن إلى فئتهن لغرض التسول ويفترشن الأرض لذات الغرض ولا يعدن لمنازلهن قبل منتصف الليل.
جمعيات مختصة ” غائبة ” وبعضها عمله ” موسمي”
أخبرنا بعض المشردين ، عن إهتمام الجمعيات بهم ، فكشف لجريدة البديل السياسي ، أن السؤال عنهم او الاهتمام بهم ، يأتي فقط في مناسبات ، إما زيارة مسؤول الى مدينة الناظور  ، او في فترة الاعياد وكذلك شهر رمضان ، والذي يعتبر بحسبه الشهر الرحيم بهذه الفئة ، من أكل وشرب وكسوة ، ويعتبر فصل الصيف الشهر الذي لا يحتاجون فيه الى الفراش مع سخونة الجو .
وفي سؤالنا عن الأسباب التي دفعت بعض النساء للخروج للشارع، بعضهن يتهربت عن سرد قصصهم والبعض يحصرن الأمر بمشاكل مع العائلة او وفاة الزوج، ولم يعد معيل للاطفال.
ساحة المسيرة أكبر نقطة لتجمع المشردين
ساحة المسيرة ، وبشكل يومي يلاحظ توافد كبير من المشردين، إما من هوامش المدينة ، او من بعض المدن القريبة ، فأغلبهم هاجر الى هذه المدينة، بعد توالي الجرائم بمحيطها ، خوفا من اعتداء قد يطالهم من مشردين أكبرهم سنا او من غرباء أخرين .
المشردين ” الافارقة” الفئة الاكثر “تجمعا”
من الفئات التي دخلت مجال ” التشرد” بمدينة الناظور  او مدن بني انصار ، هم الافارقة القادمون من دول جنوب الصحراء، وضعيتهم لا تختلف على اوضاع المشردين المغاربة، حيت يتجمع العديد من هؤلاء بزاوية شارع المسيرة بجوار ثاونية الناظور والمعروفة ب " النعناع "، في وضع غير إنساني يفترشون ” الكارطون” في جو بارد، وكان عدد من ساكنة الناظورالجديد  قد وجهوا شكايات لسلطات الناظور ، بتحويل ذلك التجمع من الافارقة الى مكان لائق، غير أن الوضع بقي على حاله، في الشتاء والصيف. 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .