الرئيسية نقطة نظام شهر رمضان وارتفاع الاسعار ( ما الاسباب , وما الحلول ) ..؟

شهر رمضان وارتفاع الاسعار ( ما الاسباب , وما الحلول ) ..؟

كتبه كتب في 19 مايو 2018 - 3:23 ص

جريدة البديل السياسي المغربية : نقطة نضام يكتبها محمد أعبوز:

 

من الطبيعي أن يفرض شهر رمضان المبارك نوعاً من التسابق للشراء بالنسبة للكثير من الناس
وذلك لأسباب كثيرة ، منها ارتباط هذا الشهر الفضيل بالعديد من التقاليد المحببة ، التي إعتاد المسلمون عليها
من حيث إعداد وجبات الافطار ، والسحور ، 
وما بينهما من عادات باتت تميز هذا الشهر الفضيل بحشد الولائم وتنوع الأطعمة ودعوة الأهل والأقارب والأصدقاء لمائدة رمضان

لكنه لابد دائما من التذكير بأن هذا الشهر المبارك ، هو أولاً وآخراً مناسبة دينية كريمة ، للعباده والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى
ومن هنا أخذ هذا الشهر الفضيل أهميته وقدسيته لدى المسلمين ،

ولعل أهم ما يجب أن نتذكره هو أن رمضان إلى جانب كونه فرضاً ، 

هو أيضا مناسبة إسلاميةهامة ورسالة إنسانية كبيرة

لتعلم الصبر ، والتراحم بين الناس ، ومن هنا جاءت حكمة ( زكاة الفطر ) التي تخرج في هذا الشهر المبارك

للمحتاجين والمساكين الذين لم تسعفهم الظروف للتزود بالطعام ، أو للذين وقعوا فريسة الفقر .

فلابد من التذكير ونحن  نستقبل هذا الشهر الفضيل من أن نعمل في إطار ما تستوجبه علينا هذه المناسبه الكريمة والفائدة المرجوة من هذا الشهر الذي كرم الله بهـا المسلمين
بالتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة ,

وبالتيسير على الناس ومساعدتهم في هذا الشهر على توفير ما يحتاجونه من مأكل ومشرب
إلا أننا ومع الأسف نرى أن هناك من الناس ولا سيما التجار ، الذين ينتظرون هذا الشهر المبارك بفارغ الصبر ، ليس بإعتباره مناسبة دينية للتقرب إلى الخالق عز وجل

بل هو مناسبة لتحقيق الأرباح الخيالية ( الجشعه) أحيانا من خلال زيادة الأسعار ، 

وإستغلال حمى الشراء التي ترتفع في رمضان
لتحقيق أرباح كبيرة وفي فترة زمنية قياسية، مما يلقي بالمزيد من الأعباء على كاهل الكثير من المسلمين .

فهل نعرف .. لماذا ترتفع الاسعار في رمضان وتتفوق على معدلات التضخم العالمية ..؟

بعض الأسباب :

إن التضخم يُحدِث لدى المستهلكين توقعات وتخوفاً غير عقلاني من إرتفاع الأسعار بشكل مفاجئ
مما يؤدي إلى شراء كميات كبيرة في وقت واحد لإعتقاد المستهلك بأن الأسعار سترتفع فجأة
وهي ظاهرة تغذيها الشائعات في ظل غياب المعلومات الصحيحة
ولأنها تعدت الحدود العقلانية , أصبحت ظاهرة عالية الضرر فيما يعرف في علم الاقتصاد بشراء الهلع 
والإسراف في تناول الطعام , والميول الاستهلاكية المرتبطة بالشهر الفضيل ، 
بخلاف المنظور الديني الحقيقي له
يضاف إلى ذلك أثر الغريزة التجميعية لدى الإنسان

وهي ظاهرة ليس لها علاقه بالعوامل الخارجية ، 
بل هي استجابة لرغبة داخلية نفسية لدى الإنسان يغذيها

( الجوع – عدم الثقة من توفر الغذاء لدى الحاجة إليه )

وأيضاً جشع التجار , من خلال زيادة الأسعار لتحقيق أرباح كبيرة في فترة زمنية قياسية

وهو أمر لا ينافي تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فقط ،

وإنما يتعارض مع الأخلاق المتعارف عليها إجتماعيا

لا سيما وأن ديننا الحنيف يحضنا دائماً على عدم الإستغلال والغش والجشع
لأن زيادة الأسعار وبالأخص أسعار المواد الغذائية الرئيسية،

لا يختلف عن الغش في بشاعته، لما له من آثار ضاره ومرهقه للكثير من فئات المجتمع

كل هذه الظروف توفر بيئة مواتية تماماً لإرتفاع الأسعار خلال شهر رمضان المباركـ .

فهل هناك حلول للتعامل مع هذه الظاهرة ..؟

أولاً : إستيراد السلع الرمضانية مباشرة وتوفيرها لتجار التجزئه بسعر التكلفة , لإيجاد منافس لتجار الجملة اللذين قد يقومون بتقليص المعروض وبالتالي زيادة الأسعار .

ثانياً : زيادة المنافسهة بين التجار : ( مؤشر للأسعار ) يضم جميع السلع بمافيها ( السلع الرمضانية ) ومحلات بيع كثيرة , وأسعار السلع بالجملة والتجزئة.

ثالثاً : زيادة الرقابة ( عمل المراقبين ساعات اضافية ) للتأكد من إلتزام المتاجر بالأسعار المعلنة في المؤشر .

رابعاً : نشر الوعي الإستهلاكي ( الإقتصاد وعدم الإسراف بالإضافة إلى عدم شراء كميات أكبر من الحاجة وأيضاً مقارنة الأسعار قبل الشراء ) .

خامساً : توفير المواد الرمضانية الأساسية للأسر المحتاجة مجاناً أو بأسعار رمزية , من خلال الجمعيات الخيرية ، ومن شأن ذلك أن يخفف العبء عليهم .

وبذلك يكون الشهر الفضيل يسيراً على الناس , لاسيما ذوي الدخل المحدود والمحتاجين .
قال تعالى: ( وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوهعند الله هو خيراً وأعظم أجراً ) ..

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .