الرئيسية نقطة نظام المرضى يستنجدون والصحة خارج التغطية

المرضى يستنجدون والصحة خارج التغطية

كتبه كتب في 12 مايو 2018 - 9:38 م

جريدة البديل السياسي المغربية : نقطة نظام يكتبها محمد اعبوز :

يعتبر قطاع الصحة من بين النقط السوداء بإقليم الناظور حسب الإحصاء الرسمي الأخير ، والذي يصنف رسميا من أغنى الأقاليم المغربية، نظرا لغناه على مستوى الخيرات الطبيعية و موارده البشرية ( عائدات الجالية المغربية بالخارج) ،

 

إلا أن هذا القطاع المهم والحيوي لا يستجيب البتة للمعايير المتعارف عليها من طرف المنظمة العالمية للصحة، بحيث لا يضم و لو الحد الأدنى من المؤسسات الصحية و الموارد البشرية (الطبية و الشبه الطبية و الأطر الإدارية) ؛ فهل يعقل و من المنطقي ونحن نعيش في القرن الواحد و العشرين وإقليم الناظور  يتوفر على مستشفى محلي واحد اما المرضى  الوافدين إليه من مختلف القرى و المداشر ، ناهيك عن النقص الحاصل في الأجهزة الضرورية و الاخصائيين في العديد من التخصصات المطلوبة.

 

 

ما يستدعي في نهاية الأمر إحالة معظم الحالات على المستشفى الجامعي بوجدة  لتلقي العلاج، بما في ذلك بعض حالات  رغم ما يعيشه هذا الاخير من أوضاع متأزمة و أن وضعيته غير خافية على المسؤولين وطنيا و جهويا و إقليميا، و خير معبر عن ذلك هو كثرة الاحتجاجات و البيانات الصادرة عن : – نقابات أطباء القطاع العام – نقابات الممرضين و الشبه الادارية و اداريين – جمعيات المجتمع المدني… في موضوع الواقع الصحي المزري الذي تعانيه ساكنة اقليم الناظور الغنية بخيراتها و مواردها البشرية الفقيرة بمرافقها الصحية و الاجتماعية، وكذا التهميش والإقصاء.

 

 

 

– الهشاشة على مستوى البنيات الصحية بإقليم الناظور.
– ارتفاع وتيرة الإصابة بالأمراض المزمنة : داء السكري ( عواقبه صحيا و اجتماعيا ) ، أمراض القلب و الشرايين ، الربو ، السرطانات ، تزايد عدد الأطفال المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة .
– غياب مرافق اجتماعية بالإقليم تعنى بالفئة المعوزة منهم و تقدم المساعدة المادية و المعنوية لها .
– كثرة المرضى المعوزين بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين ( بالرغم من دخول نظام المساعدة الطبية RAMED حيز التطبيق بجهتنا ، لكن هذا النظام في ظل الواقع الصحي العمومي المكلف بتنفيذه يعتبر في بعض الحالات عبارة عن بطاقة فارغة من هدفها المنشود ) .
– غياب مستشفيات و مراكز صحية في مستوى التحديات بالإقليم و الجماعات التابعة  بدون تفعيل و الاستفادة منها بشكل طبي و علمي صحيح، إما لافتقارها لتجهيزات أو أخصائيين من أطباء و ممرضين أو لقلة عددهم و خير مثال على ذلك : قسم المستعجلات ـ قسم التطبيب الذي لا يشتغل لاستقبال مثلا مرضى داء السكري الذين تحتاج حالتهم الصحية المتدهورة للتطبيب و المراقبة حتى تتوازن وضعيتهم الصحية تفاديا لويلات و مضاعفات هذا الداء. فكيف يمكننا الحد من مضاعفات داء السكري مثلا بطبيب مختص واحد بالمستشفى الاقليمي لكل مرضى داء السكري ، مع العلم أن إقليم الناظور لوحده يوجد به أكثر من 60000 مريض بهذا الداء؟
– غياب جناح للإنعاش بالمستشفى المحلي رغم القيام ببعض العمليات الجراحية به .
فجراء هذا الواقع المزري و الى جانب باقي  الأمل لمرضى داء السكري  كل من جهته وموقع اختصاصاته، بإيجاد حل لهذا الواقع الصحي .

و اليوم تأتي هذه الصرخة بعد انتظار أجوبة عن مراسلات سبق وأن وجهت الى كل من وزراء الصحة السابقين و الحالي ووالي الجهة الشرقية  ، و المسؤولين الإقليميين و المنتخبين ، لكن دون جدوى…؟
و الذي زاد من هول و معاناة ساكنة إقليم الناظور و خوفها من استمرار هذا الواقع الصحي المزري :
– الاستشفائية بالمدينة و تحسين الشروط و المؤشرات الصحية للمواطنين و تقريب الخدمات الصحية الاستشفائية من المستفيدين 
–  .

و في انتظار رفع التهميش و الإقصاء الاجتماعي عن ساكنة إقليم الفقيه بن صالح في المجال الصحي و باقي القطاعات الاجتماعية الأخرى ، و إيقاف الأيادي الخفية المستفيدة من معاناة ساكنة هذا الإقليم الغني بخيراته الطبيعية و موارده البشرية الفقير بمرافقه الاجتماعية ، يناشد جميع الغيورين بهذه المدينة ، شرفاء هذا الإقليم بفضح كل الاختلالات و المتلذذين بمعاناة الساكنة و بتقديم الحلول و المقترحات للمسؤولين على جميع المجالات، لعلهم يقومون بواجبهم تجنيبا للبلاد من ويلات صمتهم و عدم تدخلهم لمحاربة الثالوث القاتل و المتمثل في الجهل و الفقر و المرض.

 

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .