الفنان المغربي مكيات: التلفزيون أغلق الباب بوجهي وأسلوب “الكليكة” همّش الفنانين

جريدة البديل السياسي / متابعة

أكد الفنان حسن مكيات، أن غيابه عن شاشات التلفزيون ليس اختيارا منه، عادّا إياه إنزواء قصريا نظرا لأنه مغيب وليس غائبا، وأن هناك إكراهات خارجة عن إرادته ومجموعة من الفنانين من جيله “المخضرم” أو الجيل الذي سبقه، والذين أصبحوا في اعتقاد من هم وراء الكواليس ويسيرون الأمور متجاوزين وبمدة صلاحية منتهية، وفقه.

مكيات، قال خلال حلوله ضيفا على برنامج “نجوم في الظل” الذي صرح لجريدة البديل السياسي  إن هناك اعتبارات أخرى غير فنية، أصبحت تحكم المجال الفني، وتتحكم في توزيع الأدوار، منها العلاقات والاشتغال بأجور زهيدة، واللجوء إلى المؤثرين للاعتماد عليهم في الترويج من خلال صفحاتهم والاستفادة من عدد متابعيهم بإسناد الأدوار الرئيسية إليهم دون أي تكوين.

وأكد مكيات أيضا خلال  هذه الحلقة، أن المجال الفني أصبح يحكمه نظام “الشلة” و”الكليكة”، لذلك تشارك الأسماء نفسها في أغلب الأعمال المعروضة على الشاشات، في الوقت الذي غُيبت فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، ضمنهم من صنع وأسس للدراما التلفزيونية المغربية، والمسرح، والدراما الإذاعية والسينما، قبل أن يصبحوا مهمشين، فقط لأنهم خارج هذه التكثلات.

وواصل مكيات حديثه قائلا: “هناك اعتبارات لا فنية تتحكم في منظومة العمل الفني، وهي خارج إطار مكوناته، ففي السابق كان الذين يشرفون على إنتاج الأعمال الفنية من ذوي الاختصاص ومن أهل الميدان، وحينما يأتوا بمشروع كأنهم جاؤوا بمولود جديد، وهمهم يكمن في خروجه إلى الواقع بشتى التضحيات”.

ويرى صاحب شخصية “برطال”، أن “العمل الفني في العادة يجب أن تتحكم فيه عوامل واعتبارات فنية إلا أنه مع الأسف هذا الأمر لم يعدحاضرا بشكل كبير الآن”، مردفا: “لم أعد أتحسر، وباب الرزق لا يوجد في التلفزيون ولا السينما ولا المسرح، إنما الرزق من عند الله، وأنا مطمئن والحالة مستورة، لكن هذه الأمور تجعلك تتأسف لما وصلت إليه الأوضاع”.

وعزا مكيات مسؤولية الإقصاء والتهميش اللذين يطالان ثلة من الفنانين، إلى كون “القطاع الفني بالمغرب غير مهيكل، وتعمه فوضى كبيرة، ولأنه غير خاضع للمراقبة والمحاسبة أيضا”، مضيفا: “كيف تكون المراقبة والمحاسبة والخصم هو الحكم، والحكم هو الخصم، ولم تعد هناك قيمة لأعمالنا اليوم”.

وتطرق مكيات أيضا إلى عدم ترسخ الأعمال الحالية في أذهان الجمهور بخلاف سابقتها، وأورد: “أصبحنا نهتم الآن بالكم ولم نعد نهتم بالكيف، فالعامل الفني غير حاضر في الإنتاج، إذ تعرض الكثير من الأعمال في رمضان ويُعلن عن نسب مشاهدة عالية، وإن كانت هناك شكوك تساور مصداقية هذه النسب، لكنها سرعان ما تُنسى، في حين أن أعمالا قديمة ما تزال تحظى بمتابعة كبيرة، ويتذكرها الجمهور حتى الآن رغم مرور سنوات على عرضها”.

ولفت مكيات إلى أنه “بعدما كان المخرج، هو من يتحكم في عملية التوزيع حسب تصوره، ويختار الممثلين حسب الأدوار وليس عبر العلاقات، دخل المنتج على الخط وبات يتحكم هو الآخر في هذه العملية، إلى جانب المستشهر الذي يفرض بدوره رغباته”.

وعن الشخصيات التي قدمها ويعتبرها قريبة منه وحققت له شهرة واسعة، قال الفنان المغربي: “جميعها أبنائي وهي من اجتهاداتي، فشخصية “برطال”مثلا لم أكن أعتقد أنها ستحقق هذا النجاح الكبير، التي وُلدت بمجهودي وفريق عمل، وأجد أنها برزت نظرا لأنها قريبة إلى المجتمع المغربي بتاريخة بتراثه وماضيه”.

وتابع: “سلسلة “عائلة سي مربوح” بدورها تعد من أنجح السلسلات المغربية، لأنها تحترم الأسرة والثقافة المغربيتين”، مضيفا: فهذه الأعمال كانت مرتبطة بالأصالة المغربية، والجمهور المغربي يعشق كل ما هو أصيل، فرغم أن الزمن تغير وتغيرت معه الموضة مايزال القفطان المغربي بقيمته، وما يزال الجلباب المغربي، والطاجين والكسكس، والبسطيلة، من مكونات المجتمع المغربي”.

وأفصح مكيات أنه يُفكر في اللجوء إلى منصة “يوتيوب”، بعدما أغلق التلفزيون الباب في وجهه، إذ يعمل على التحضير لهذا الأمر بتريث خوفا من الإخفاق، ورغبة في الحفاظ على صورته أمام الجمهور.وكشف أنه ينشر حاليا محتويات في منصة “تيكتوك” تهدف إلى التعريف باللهجة المغربية وعلاقتها باللغة العربية، وتقريبها من المشارقة، نظرا لأن تكوينه الجامعي كان في الأدب العربي ولأنه يهتم بهذا المجال ويعشقه.

ويرى مكيات أن “مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت إبراز بعض المواهب، وأعادت بعض الفنانين إلى الأضواء مجددا، بعدما وجدوا أنفسهم مغيبين عن الساحة الفنية، متخذين هذه المنصات نافذة للعودة، إذ تمكنوا من خلق مجال للإبداع والتسويق لأنفسهم”.

وفي ظل الإقصاء والتهميش بالمغرب، أتاحت قناة تونسية للفنان حسن إمكانية الوقوف من جديد أمام الكامرات، بعمل مغاربي يبث في أوقات الذروة عبر قناة تونسية، بحسب ما كشف عنه في هذا اللقاء.