أخبار عاجلة

ico أسرة الأمن الوطني تحتفي بعيد تأسيسها…68 عاماً من خدمة أمن المغاربة واليقظة الدائمة ico قضاة يبرزون مجهودات الدولة لتخليق الحياة العامة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ico تقدم كبير في بناء ملعب الرباط وتجهيزات غطاء ملعب طنجة تصل للشروع في تركيبها ico هيئة الموثقين بالمغرب تحدث منصة «توثيق+» لتسهيل الإجراءات على المواطنين ico الترخيص لـ52 شركة طيران لتسيير 2060 رحلة جوية أسبوعية من وإلى المطارات المغربية خلال فصل الصيف ico مجلس حقوق الانسان يتعهد بالترافع عن إدماج “معتقلي الإرهاب” بسوق الشغل ico جلالة الملك يشيد بدور الجيش في الدفاع عن حوزة الوطن والذود عن وحدته الترابية ico جلالة الملك يأمر بتطوير التكوين العسكري وإحداث مقر جديد للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا ico وسط حضور وازن.. كلية الناظور تشهد مناقشة أطروحة الدكتوراه في شعبة القانون الخاص من طرف الطالب “محمد الأمين ico وهبي: التواصل الاجتماعي أكبر عدو لحقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي لايصلح للقضاء

الرئيسية البديل الثقافي عيدٌ مغربي ..لتَرسيخ المُكَوِّن الأمَازيغي في الهُوية المَغربية..

عيدٌ مغربي ..لتَرسيخ المُكَوِّن الأمَازيغي في الهُوية المَغربية..

كتبه كتب في 7 مايو 2023 - 12:33 ص

بقلم : البَرَّاق شادي عبد السلام-جريدة البديل السياسي :

” شعبي العزيز : أريد هنا أن أضع النقط على الحروف. فأنا خديمك المخلص لست أبدا ضد اللهجات، بل أنا إنسان شغوف بالتاريخ و بفلسفة التاريخ. الشيء الذي يجعلني أحلل مقومات تاريخنا. و التاريخ إن لم يكن مصنوعا من عبقريات متعددة و أصالات متنوعة و عادات يتباهى بعضها مع بعض، لن يكون أبدا تاريخا.

بل سيصبح سلسلة من الأحداث لا يصنعها المرء بل يرغم عليها و يتحملها.”..//

الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك و الشعب يوم 20 غشت 1994، بهذه الكلمات عَبَّرَ القائد المُعَلِّم المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه في سياق تاريخي و مجتمعي خاص عن رؤية المملكة المغربية الشريفة لإعادة الإعتبار الأمازيغية كمكون مركزي و أساسي للهوية المغربية وأحد أهم أعمدة الحضارة المغربية العريقة ، و بعد أقل من 7 سنوات بتاريخ 17 أكتوبر 2001 و من قلب جبال الأطلس الشامخة في بلدة أجدير الواقعة على طريق السلاطين العابقة بزخم التاريخ المجيد للدولة العلوية الشريفة و الشاهدة على ملاحم الإنسان المغربي في مواجهة الإستعمار و محاولاته لطمس الهوية ألقى جلالة الملك محمد السادس الخطاب التأسيسي لعهد جديد في الملف الأمازيغي و أرسى بشجاعة و مسؤولية قواعد ميثاق ثقافي ولغوي متماسك بين الدولة ونخبها فتح آفاقا جديدة للأمازيغية ليربطها بالتنمية .

حيث إنتقلت القضية الأمازيغية من مجرد مطالب ثقافية تعيش على الهامش السياسي و المجتمعي إلى مفهوم شمولي للغة وثقافة تشكل الأساس اللغوي و الثقافي إلى جانب العربية في تشكيل الهوية المغربية الجامعة و أحد أعمدة المشروع المجتمعي الحداثي الذي يقوده جلالة الملك من أجل توفير العيش الكريم للإنسان المغربي حيث أصدر جنابه الشريف الظهير رقم 299-01-1 1 بتاريخ 17 أكتوبر 2001 الموافق ل 29 من رجب الخير 1422 .

حيث أعطى الأمر المولوي السامي بإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة دستورية مهمتها إبداء الرأي لصاحب الجلالة حول التدابير التي من شأنها الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها في جميع تعابيرها.

ليشارك المعهد بتعاون مع السلطات الحكومية والمؤسسات المعنية في تنفيذ السياسات التي يعتمدها جلالة الملك، من أجل إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية، وضمان إشعاعها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني والجهوي والمحلي ليساهم في تحقيق العديد من المنجزات لصالح الأمازيغية مثل ترسيم حرف “تيفيناغ” و إطلاق تدريس الأمازيغية، وإنشاء قناة تلفزية أمازيغية، وإقرارها هوية ولغة رسميتين في دستور فاتح يوليوز 2011 و رغم كل هذه المنجزات لم يتوقف الفاعل المؤسساتي عن إتمام الورش الذي إبتدأه بتنسيق و توافق مع جميع المتدخلين و أصحاب المصلحة بالشأن الأمازيغي حيث تم إصدار القانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية حيث نص القانون في المادة رقم 2 منه على ” المحافظة على هذه اللغة .

بصفتها رصيدا وطنيا ، والعمل على تهيئتها وتأهيلها وتطويرها وتنمية استعمالها ، مع مراعاة إدماج مختلف التعبيرات الأمازيغية المحلية بشكل متوازن ودون إقصاء لأي مكون من مكوناتها ؛ و حماية الموروث الثقافي والحضاري الأمازيغي بمختلف تجلياته ومظاهره ، والعمل على النهوض به وتثمينه ، من خلال ترصيد المكتسبات الوطنية المحققة في هذا المجال وتطويرها ، بما يضمن الانصهار مع باقي مكونات الهوية الوطنية الموحدة والمتعددة الروافد ، والانفتاح على الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء ” ..// كل هذه المجهودات .

و هذا العمل النوعي الذي تقوم به الدولة المغربية من أجل وضع رؤية إستراتيجية لترصيد الثقافة الأمازيغية باعتماد هندسة لغوية و ثقافية جديدة ترتكز على التعددية اللغوية و الثقافية و تثمينها و تعتمد على الحضارة المغربية الغنية و المتعددة المكونات و الروافد في إطار سياق وطني يجسده إلتفاف الشعب المغربي حول المؤسسة الملكية و العرش العلوي المجيد الضامن الوحيد و الأوحد لإستقرار و ووحدة الأمة المغربية عبر العصور و الذي أكد عليه الخطاب الملكي ليوم 17 أكتوبر 2001 قائلا : “فقد ظل المغرب، عَبْر العصور، متميزاً بالتحام سكانه، مَهمَا كانت أصولهم ولهجاتهم، متشبثين بمقدساتهم ووحدة وطنهم، ومُقاومتهم لكل غزو أجنبي أو محاولة للتفرقة.

. ” و في هذا السياق فقد توج بلاغ الديوان الملكي ليوم 3 ماي 2023 الذي تفضل فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية حيث أصدر توجيهاته السامية إلى السيد رئيس الحكومة قصد إتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي.

و على هذا الأساس يمكن قراءة البلاغ الملكي في إطار سياق مترابط وطني ودولي يعمل فيه المغرب على حماية أمنه اللغوي و الثقافي ونسيجه الإجتماعي في ظل تحديات وطنية و دولية متفاعلة فعلى المستوى الوطني هذا القرار يأتي في إطار توجهات إستراتيجية كبرى للدولة المغربية تهدف إلى تثمين الموروث الحضاري و الثقافي و عادات و تقاليد للأمة المغربية الضاربة جذورها في التاريخ الإنساني وربطه بالحاضر و المستقبل في إطار مفهوم”تمغربيت”؛ وسياق دولي مرتبط بمحيط إقليمي مضطرب سياسيا و إديولوجيا في غياب رؤية إقليمية.

واضحة ترتكز على السلام و الأمن في ظل تداعيات مدمرة لجائحة كورونا و مارافقها من تحديات نتيجة الحرب الأوكرانية – الروسية والمخاطر المرتبطة بإنعكاساتها على سياسة المحاور الدولية مما يضع العديد من الملفات المؤثرة على الأمن و السلام فوق الطاولة الإقليمية و يستوجب حالة تعبئة شاملة لمواجهة التحديات الجيوسياسية المطروحة في جوارنا و العمل على تحقيق الطفرة الإقتصادية و الإجتماعية كما يحددها النموذج التنموي الجديد وفق مقاربة مغربية تعتمد البحث على حلول مغربية لإشكالات مغربية .

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .