الرئيسية كتاب وآراء فقرات رمضانية…تستضيف من الولايات الأمريكية المتحدة عضو النافذة الشاعرة والكاتبة الفلسطينية صديقتي الأستاذة رولا علي

فقرات رمضانية…تستضيف من الولايات الأمريكية المتحدة عضو النافذة الشاعرة والكاتبة الفلسطينية صديقتي الأستاذة رولا علي

كتبه كتب في 18 أبريل 2023 - 3:54 ص

جريدة البديل السياسي :

فقرات رمضانية

تعود فقرات رمضانية لهذا العام 2023 في أبهى حللها

وفقرة: اجمل ما قرات اليوم (اليوم 26)

تستضيف من الولايات الأمريكية المتحدة عضو النافذة

الشاعرة والكاتبة الفلسطينية صديقتي الأستاذة

رولا علي

من خلال هذا النص البديع من تأملات ونوستالجيا

قراءة ممتعة اتمناها لكم

مدير النافذة: خالد بوزيان موساوي

النص:

كم يأخذني الحنين لتلك الأماكن والطبيعة الساحرة ، لكل التفاصيل والأشياء الجميلة التي توثقها الذاكرة والتي لم نكن نعيرها أي اهتمام من عهد الطفولة .

تلك الحقول المزهرة والروابي الخضراء والتلال وصوت الناي من بعيد يعزف عليها الراعي أنغام ، وقطيع خراف وأغنام يتبعه وصومعة أجراس تدق خلفه.

تجتاحني تلك الذكريات تشغلني تزرعني ربيعاً بين المروج والتلال ورداً ونرجساً وأقحوان . تزينها أشجار الخوخ واللوز والزيتون تصاحبها نسمات الصباح المنعشة تدغدغ الروح والوجدان.

أشتاق لتلك الأصوات التي كانت تنادينا من الجهة المحاذية للحقل ، كي لا نبعد ونتأخر أنا وإخوتي والجيران . كنا صغارًا نركض ونلهو نتسابق من يجمع الأزهار ، النرجس وإكليل الجبل والريحان .

كم أشتاق لملامح الوجوه الطيبة من الأحبة والجيران ،كان وجه جدتي مميز دائم الاحمرار .تزينه حبات عرق تتصبب على جبهتها من تحت المنديل ،وثوبها المطرز ترفع اذياله لتثبته تحت جدادها أو ما يعرف بالزنار . وطبق العجين على رأسها وبشكير على كتفها لتخبز في الطابون.

ما زال صوت جدي يرن في أذني وهو يغني أهازيج الفرح . أتذكره في قمبازه وعقاله وكوفيته البيضاء ، وصوت أبي يدندن ويغني هو يلعب الشطرنج مع عمي تحت معرش الدوالي والعناقيد تتدلى كالثريات المتلألئة .

أشتاق لمدينتي الجميلة للأحراش الصنوبرية لشجر اللوز والسفرجل . أكاد أشم رائحة زهر الليمون وعبق الياسمين ورائحة الحطب والخبز في التنور .

كيف تجتاحنا تلك اللحظات وتستعرض شريط الذكريات ، حتى تعتلي عرائس المروج أماكنها كظبية برّية على عشب أخضر تتراقص وتهلل فرحاً بالربيع .. ويشتد بنا الحنين يفيض هياماً يعصف بكياننا ، حتى يشيخ بنا العمر وعشقنا للوطن وترابه لا يشيخ ولا يُفنى أبداً ….

رولا علي

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .