جريدة البديل السياسي:
قال الدكتور عمرو خالد إن الإيمان باسم الله الواسع يجعل المؤمن موقنًا حق اليقين أن القدر مبني على السعة وليس الضيق، وإنما يضيق عليك القدر ضيقًا ليدفعك دفعًا إلى قدر جديد أوسع لك.. فتحرك بإحسان لقدرك الجديد الأوسع لك.
وأضاف الداعية الإسلامي، في سابعة حلقات برنامجه الرمضاني “الفهم عن الله”، أن “اسم الله الواسع من أغلى الأسماء في حياتي اسم الله الواسع، هذا الاسم يحركني في الحياة، وكلما كنت في حالة من الضيق أسبح باسمه الواسع: يا واسع وسع علي رزقي، يا واسع وسع لي صدري”.
وأوضح خالد أن معنى اسم الله الواسع أنه يوسع على عباده، فليس الأصل أنه يضيق عليهم وإلا لما سمى نفسه الواسع، وقد ذكر هذا الاسم في القرآن 13مرة، “ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ”. كل أسماء الله الحسنى مربوطة بالواسع، “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”.
علاقة عجيبة بين سعة قدر الله واليقين
ذكر عمرو خالد أن “هناك علاقة عجيبة بين سعة قدر الله واليقين، كلما رأيت أن قدر الله واسع زاد يقينك في العمل بإحسان، اليقين بالواسع يفتح نظرك لرؤية هذه المساحات الواسعة من الواسع فتتحرك لها بإحسان، كلما قلّت المساحات أمامك قل اليقين، وكلما زادت المساحات زاد اليقين”.
وشدد الداعية الإسلامي على أن “الأصل في القدر سعة، فقط تحرك وأحسن لتعبره إلى القدر الواسع، وإنما يضيق ليجبرك على التحرك بإحسان، فأنت تحتاج لتتحرك بإحسان وتحتاج إلى عدم اليأس والاستسلام”.
وقال إن القرآن يحكي ثلاث قصص كلها تبدو أنها ضيقة ولكنها كلها سعة، الغريب هو أن هذه القصص في سورة الكهف والكهف رمز الضيق؛ لكن هذا فهم خاطئ “فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ”.
العبور من القدر الضيق للواسع
ورأى خالد أن الإحسان أقوى وسيلة تعبر بها القدر الضيق للقدر الواسع، فقط أحسن واستمر في الإحسان ستنتقل بيد الله “والله يحب المحسنين”، “إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً”، من آثارها فتح طرق العبور للقدر الأوسع، لذلك كلمة انطلقا.
وروى خالد تجربة شخصية مر بها منذ سنوات، قائلاً: “في عام 2002، غادرت مصر لظروف لا داعي لذكرها، كنت أبكي كثيرًا، ولم أكن أستطيع العيش خارج مصر، ولم تكن معي إقامة، حضرت الدكتوراه مضطرًا، وأنا حاصل على بكالوريس، ولست أكاديميًا متخصصًا، وكانت الدكتوراه في جامعة ويلز عن التعايش العالمي، ما حصل معي مد في عمري الدعوي، كان زماني انتهى منذ وقت طويل، وما كنت لأظل متواجدًا حتى الآن على ساحة الدعوة”.
وتابع الداعية الإسلامي: “منذ سنوات، عانيت من ضيق في الرزق، نفس فكرة السفينة، ليدفعك إلى قدر جديد أوسع، يبدو منذ خمس سنوات، أنني كنت أوشكت على تقديم كل ما لدي، وبدأ يقال لي إنني أكرر ما أقوله، بالتزامن مع إغلاق كل المنافذ لدي، مادية ودعوية”؛ لكنه – والكلام له – “يحصل أمران، الأول: بدأت أبحث عن مصدر رزق، فاكتشف أني ماهر في “البيزنس”، فيتفتح لي باب أوسع من الرزق السابق، ويصبح لدي وقت لأنني لن أظهر في التلفزيون كل أسبوع، فأتفرغ لمدة سنتين، وانتهى الأمر بإخراج فكر ومشروع الإحسان، فيمتد عمري المالي وعمري الفكري والدعوي لعشر سنوات مقبلة”.
الحياة وجهة نظر يحركها اليقين
شدد عمرو خالد على أنه “لا بد أن نغير نظرتنا إلى القدر.. على قدر يقينك أن القدر واسع ستتغير نظرتك إلى الحياة كلهاـ الحياة وجهة نظر يحركها اليقين. لقد فهمنا القضاء والقدر على أنه استسلام وعجز وسلبية؛ لأننا لسنا مصدقين ولسنا موقنين أنه واسع جدًا، حولنا القدر من مشروب طاقة إلى مخدر للإيجابية والانطلاق لقلة يقينن”.
وخلص الداعية الإسلامي إلى أن “كل قدر صعب يمر بك به مساحات واسعة ومسافات واختيارات فتحها الله لك للخروج، وعليك التفكير والجهد والبذل لتنتقل إلى قدر جديد أجمل وأفضل لك؛ وبالتالي، فالقدر يدفع نحو الإيجابية، لأنك متأكد أنه واسع وليس ضيقًا، فيصير القدر فكرة إيجابية دافعة وفعالة للحركة وليس مخدرًا”.
وختم خالد بذكر سابعة قواعد الفهم عن الله، وهي: “إيمانك باسم الله الواسع.. يجعلك موقنًا حق اليقين أن القدر مبني على السعة وليس الضيق.. وإنما يضيق عليك القدر ضيقًا ليدفعك دفعًا إلى قدر جديد أوسع لك.. فتحرك بإحسان لقدرك الجديد الأوسع لك”.
تعليقات الزوار ( 0 )