الناظور ..الأطفال المتخلى عنهم بشوارع بني أنصار

كريمة اليعقوبي – جريدة البديل السياسي :

كل عابر لأحياء  بني انصار  يصادف  أطفالا  من مختلف  الأعمار  يرتدون على المقاهي و الأسواق و المحلات التجارية  و على مشارف ميناء  بني  انصار  أو مداخل عبور  مليلية  يبحثون عن ملاذ  آمن  لممارسة الانحرافات  بجل أشكالها  دون ناهي و لا منتهي .

يواجهون مصيرهم المجهول دون اهتمام  لما  يحمله المستقبل  بل  أصبحت  هذه  الناحية  يقصدها  كل  من هب و دب  من أطفال  شوارع  البلاد  يفدون  إليها  أفرادا او جماعات  من مختلف  أنحاء الوطن  يتكلمون  لكنات  مختلفة  بعضهم  يأمل  في الاستقرار بما يجود  به  المحسنون  و آخرون  يرغبون  في الهجرة  السرية  الى الضفة  الأخرى  رغم  الحصار  المضروب بينما  قد  لا يجدون  أي منفذ فيستقر بهم المطاف  نهائيا  دون اية هوية  تثبت انتماءاتهم  ربما يصادف  أيضا  المبعوث  عنهم  و ذي  السوابق  القضائية  بعضهم  يفترشون  الثرى  و يلتحفون السماء  و يقتاتون  من فضلات  القمامات  و مطارح  المزابل .

أغلبية هؤلاء  تفترش الثرى  و قارعة  الطرقات  تجوب  الشوارع  و الأسواق  طولا  و عرضا  تناور في البحث  عن لقمة  العيش  تارة  عن طريق  التسول  او  المتاجرة  الغير  المشروعة  في  مواد  محظورة  أو بيع  بعض  المتلاشيات  و القطع  البالية  المستوردة  من نفايات  مدينة مليلية .

يقتني بعضهم  المباني المهجورة  كملاجئ  لهم  يكتري  آخرون منهم مسكن و بيوت  و مآرب  في جماعات متعددة  ربما يكونون  على  أحسن حال  الميسرة  في وضعية  مادية  من غيرهم  مما  يدفع  بعضهم  الى  تناول  المادة  السامة  و  الأقراص  المخدرة و الى  المواد  المهلوسة  أو المعربدة  التي  تؤدي بهم  أحيانا  الى  ممارسة  الشذوذ  و  تعاطي الدعارة  و أحبانا  أخرى  الى  اعتراض  سبيل  المواطنين  و المواطنات  بارتكابهم  السرقات بالعنف  و بواسطة التهديد  بالسلاح الأبيض  و الى تكوين  عصابات إجرامية  تتعرض  سبيل  المارة  خلال  الليل  مما  يشكل  أخطاره  على الأمن  العمومي  و عدة  أخطار  على  نظام  الأمن  العمومي  بما  الحياء  الهامشية لهذه  البلدية  تحت  جنح  الظلام  كما  في واضحة النهار .

يمارس كل  هؤلاء أفعالهم  الإجرامية  بعيدة عن أنظار السلطات  الأمنية  التي  لا يهمها  أمر المواطن  سوى السعي  وراء البحث  عن المال  وراء  ابتزاز  أموال  المهربين  و نهب  مدخراتهم  بما يعود  عليهم  بالفائدة  دون  الاهتمام  بهم  و بأوضاعهم  و مأساتهم  الاجتماعية  ترى  من  يوقف  زحف  نوافذ أطفال  الشوارع في  هذا  الإقليم  دون  سواه  من  الكارثة  الإنسانية  التي أصبحت  تشكل  هاجس  جميع  العاطلين  ببلادنا  قصد  معالجة الأسباب  الجوهرية  لهذه  الظاهرة  من طرف  الدولة  قبل  فوات الأوان .