جريدة البديل السياسي :
صدى الواقع (485):
كتب: ذ/ عبد المنعم شوقي
قصة من واقعنا للأسف الشديد حدثت لمواطن مغربي قصد قبل يومين مطار العروي الدولي راغبا في العودة إلى دولة إقامته.. ما إن كان ينتظر دوره عند مسؤولة الطيران حتى باغتته وعكة صحية سقط على إثرها أرضا لينتج عنها جرح على مستوى الرأس. تدخل الطبيب المختص بالمطار ليعاين مدى خطورة إصابته.. فأشار بضرورة نقله عاجلا إلى مستشفى محمد السادس بالعروي بغرض خياطة الجرح الذي بلغت فتحته 3,5 سنتمتر.
تم نقل المصاب عبر سيارة إسعاف.. وحين تم عرض حالته على الطبيبة المسؤولة، قضت بأنه لا داعي لإجراء الخياطة، وأن المريض سيكتفي بتناول الأدوية التي ستصفها له. طبعا، رضخ المريض للأمر.. اشترى مرافقه ما طلب منه، وعاد إلى المطار لمواصلة رحلته. وهناك زاره المسؤول الصحي للمطار مرة أخرى، وأنجز له كل الفحوص اللازمة.. فاستغرب أشد الاستغراب لسلوك طبيبة المستشفى مردفا أنه كان بإمكانه أن يقوم بوصف تلك الأدوية دونما حاجة لكل هذا الذهاب والإياب.
وصل المسافر المريض إلى ألمانيا.. وبمجرد نزوله في مطار الدولة المعلومة، نقلته سيارة الإسعاف مباشرة إلى مستشفى دورتموند وتدخل الطاقم الطبي ليقوم بخياطة جرحه عبر وضع 7 غرزات كاملة كما تلاحظون في الصورة الثانية.
الآن من حقنا أن نطرح السؤال التالي ،ماذا كان سيحدث للمريض
لو أنه تعرض لمضاعفات خطيرة على متن الطائرة التي ستستغرق رحلتها حوالي ثلاث ساعات .
هذه الحادثة أيها الأحبة تحيلنا من جديد للحديث عن الاستهتار الذي يتم التعامل به في بعض الأحيان مع مغاربة الداخل والخارج. فرغم إشاداتنا الدائمة بجهود وعطاءات عديد أطبائنا ومسؤولينا، فإن الواقع لازال يشهد العديد من الانزلاقات والاستثناءات المؤسفة.
فمتى إذن نصل لمستوى الأمانة والإخلاص في العمل!!.. ومتى سنحس فعلا بأننا نعيش في بيئة مسؤولة لا تتوانى في أداء واجبها كما ينبغي!!….
تعليقات الزوار ( 0 )