جريدة البديل السياسي :
صدى الواقع (478):
#في_ضيافة_هيأة_المحامين_بالناظور
كتب: ذ/عبد المنعم شوقي
احتضنت قاعة الندوات التابعة لدار المحامي بالناظور صباح اليوم السبت 11 يونيو الجاري حفل الافتتاح الرسمي لندوة التمرين الوطنية. هذا العرس المهني الذي نظمته جمعية هيئات المحامين بالمغرب في ضيافة مثقلة بالحب والوفاء من طرف هيئة المحامين بالناظور-الحسيمة. دورة هذه السنة اختير لها اسم دورة الرئيسين الراحلين النقيب ابراهيم السملالي والنقيب محمد مصطفى الريسوني.
وقد كان لي أيها الأحبة شرف الحضور في هذا اللقاء الذي افتتح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين بصوت عذب رخيم ومؤثر الأستاذ المحامي عبد الناصر البوزيدي بارك الله في قراءته وصحته ورجاحة عقله.
بعد ذلك تلا الأستاذ عبد القادر البنيحياتي نقيب هيئة المحامين بالناظور كلمة افتتاحية رحب من خلالها بكل الأسماء الوازنة التي أثثت أشغال هذا اللقاء، وكذا بكل الحاضرين في هذا العرف العريق. وبعدما ترحم الأستاذ على كل الذين رحلوا إلى دار البقاء من زملائهم في المهنة بمن فيهم من قضاة ومحامين ومنتسبين لمنظومة العدالة، قدم نبذة تاريخية عن هيأة المحامين بالناظور إذ أشار إلى أن تأسيسها كنقابة تحت مسمى “نقابة المحامين” يعود لسنة 1924 حيث كانت تضم في صفوفها محامين إسبان ويهودا.. وأردف بأن نقيبها الأول كان اسمه إدواردو، وبأن عدد المحامين في الناظور سنة 1979 كان هو 20 محاميا، بينما كان في سنة 1981 هو 31 محاميا ليرتفع في عهدنا الحالي إلى 259 محاميا و 99 متمرنا.
وقد توجه الأستاذ البنيحياتي بكلمة للمحاميات المتمرنات والمحامين المتمرنين بصفته زميلا لهم مذكرا إياهم بقول السلف في الميدان “المحاماة لعاشقيها”, وناصحا إياهم بضرورة الالتزام بالشرف والاستقامة والنزاهة واضعين نصب أعينهم جسامة القسم واحترام القضاء كشريك لتحقيق العدل والحفاظ على السر المهني باعتباره الحصانة الوحيدة للمحامي.
أما الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية السيد محمد عبد النباوي، فقد عبر في بداية تدخله عن عظيم فرحه بحضوره في ندوة التمرين التي تحتضنها الناظور مقدما تحاياه الحارة لكل من سبقوهم إلى الحفاظ على هذا التقليد الرائع والبديع. وبدوره خاطب المحامين المتمرنين مذكرا إياهم بأن المحاماة مهنة روحها الأخلاق، وبكونها ستبقى مهنة الشرف التي تتبوأ مكانة سامية لإقامة العدل. وأضاف السيد محمد عبد النباوي أن تكريس البعد الأخلاقي للعدالة أمر واجب بالنظر إلى كونها تحتاج لعقيدة راسخة وإلى دفاع مستميت عن القانون والحق ملخصا كل ذلك في القول بأن المحامي لا يبيع خدماته، وبأن شرف المهنة يتطلب مقاومة جميع صنوف المغريات.
وقد اختتم السيد عبد النباوي كلمته الموجهة للمتمرنات والمتمرنين بالقول: “طوبى لكم على ارتدائكم لبذلة الدفاع سائلا المولى عز وجل على أيديكم نجاح المهنة”.
رئيس النيابة العامة السيد مولاي الحسن الداكي عبر بدوره عن بالغ سعادته بالحضور في هذا العرف المهني الشامخ، والذي تداولته الأجيال تلو الأجيال. وفي مستهل تدخله، قدم شكره الجزيل لرئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب ولكافة أعضاء مكتبه على جهودهم المتواصلة، كما لم يفته تقديم الشكر أيضا لرئيس هيأة المحامين بالناظور-الحسيمة وكل أعضاء مكتبه الإداري على تفانيهم لخدمة القطاع منوها بدفاع الجميع عن القيم الراسخة التي تركها الأولون صونا لكرامة العدل. وقد توقف السيد الداكي عند التطور الذي عرفته وتعرفه مهنة المحاماة ومفاتيح الإلمام بها مذكرا الحضور بمضامين الرسالة الملكية السامية لاتحاد المحامين العرب في سنة 2000. وقد سار رئيس النيابة العامة على نفس النهج حين خاطب المحامين المتمرنين ووصفهم بكونهم عماد المهنة وضامنو استمرار توهجها مضيفا أن الطريق أمامهم شاق ليس هينا ويتطلب منهم الصبر والعزيمة القوية متسلحين بحسن الأخلاق التي تعتبر رأسمالهم مثلما كانت رأسمال أسلافهم. وفي الأخير، أوصاهم السيد الداكي بالبحث الدائم في العلم والاجتهادات القضائية وإعداد المرافعات والمذكرات احتراما لبذلتهم وإسهاما في إقامة العدل.
ونيابة عن السيد وزير العدل، تناولت الكلمة الأستاذة فاطمة بركان المستشارة بوزارة العدل حيث استحضرت نبل مهنة المحاماة ومسؤولية النقباء والمحامين القدماء في تأطير وتكوين المحامين الجدد. وأكدت الأستاذة أن وزارة العدل هي دائمة التنسيق مع جمعية هيئات المحامين بالمغرب لتجويد المهنة وجعلها ترتقي لانتظارات الجميع. وأردفت المتدخلة أن ندوات التمرين تكتسي أهمية بالغة في التكوين الجيد والهادف للجيل الجديد من المحامين، كما دعتهم إلى مواكبة التطورات الرقمية وإلى التفكير في إحداث مشروع المعهد الوطني للمهن القضائية مقدمة شكرا الجزيل باسم السيد وزير العدل لكافة المشرفين على هذا الحفل الرائع الذي احتضنته دار المحامي بالناظور.
أما السيد رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب فأبرز في مداخلته أن أهمية هذه الندوة تكمن في تداولها لمهنة المحاماة بكل حمولتها، وكذا لاستحضارها روحي الفقيدين النقيب ابراهيم السملالي ومحمد مصطفى الريسوني مؤكدا في ذات الكلمة بأن الحديث عن التمرين هو حديث عن التكوين في بعده الأساسي، وبأنه يعتبر من الأمور الجوهرية للمحاماة. ولم يفوت المتحدث فرصة التذكير بخطاب الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه والذي أشاد فيه بجهود جمعية هيئات المحامين بالمغرب.
بعد ذلك جاء الدور على السيد مدير ندوة التمرين الوطنية الذي أفاد بأن حفلهم هذا هو تقليد لعرف عريق وعميق ومهني راق وجميل خلفه عظماؤنا الأماجد ليمتد على مدار مئات السنين خارج الوطن وعلى مدار عقود ببلادنا. وأضاف بأن الحضور النوعي والمتميز في هذا اللقاء هو تكليف للمتمرنات والمتمرنين، وتخليد للرسالة، ووفاء للكلمة المنطوقة بصوتها الخافت مردفا أن الجميع يتطلع لمستقبل زاهر للمحاماة برسالتها وأعرافها وتقاليدها وثوابتها رغم كل التحديات التي تواجهها. وفي الأخير أوصت المحامين المتمرنين بحمل المشعل بكل نزاهة وأمانة وإخلاص.
مسك ختام المداخلات كان من طرف السيد الكاتب الأول لندوة التمرين الوطنية الذي ذكر بأن المحامي هو فاعل محوري في منظومة العدالة شاكرا المتمرنات والمتمرنين على رسمهم لمعالم التألق والإبداع لإنجاح أشغال هذه الندوة.
واختتم حفل الافتتاح الرسمي بتوزيع عدد من الهدايا والشواهد التقديرية على المحاميات المتمرنات والمحامين المتمرنين من طرف السادة الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئيس النيابة العامة ونقيب هيأة المحامين بالناظور.
أعتذر عن الإطالة أيها الأحبة.. فلقد كان الحدث في المستوى الذي يستحق الكتابة والإشادة والتنويه.
تعليقات الزوار ( 0 )