شهادة نسب

بقلم: حسين علي غالب – بريطانيا

قام شخص يعمل مندوبا لجهة تدعي أنها مؤسسة مجتمع مدني ، بالاتصال بي في الأيام الماضية وتقديم عرض خاص لي مقابل مبلغ مادي بالنسبة لي هو مبلغ تافه لكن هو يعتبر مصدر دخل له لأن كلما زادت نسبة بيعه تزيد نسبة أرباحه ،العرض ببساطة أن تقوم مؤسسة المجتمع المدني هذه بتقديم شهادة نسب موثقة من قبلها تثبت نسبي لسيد البشر نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم .

طبعا هذا الشخص شديد “الغباء” فكما هو معلوم من أسمي الرباعي أنني لا أمت للعرب بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد ،لأنني ببساطة “كردي ” القومية .

ظاهرة جديدة بدأت تضرب بمجتمعاتنا المسكينة ،وظهور فئات تدعي “الفوقية” وجميعنا يعلم الكم الهائل من الآيات والأحاديث في ديننا الحنيف التي لا تفرق بين “عربي وأعجمي “.

تعلمت منذ الصغر أن الآنسان بتعاملك معه وجه لوجه ولا يمكن أن تعطي رائيك به دون دليل ملموس لأن هذا من الظلم والتعالي ، ليس لأنه من هذه العائلة أو لأن لون بشرته بيضاء أو لأنه يملك رصيد ضخم في البنك .

طبعا لا أنكر أن للجهل والفراغ دور رئيسي في بروز هذه الظواهر التي تلاشت عند أغلب شعوب العالم منذ وقت طويل ، لأن معايير تقيمهم للفرد حسب كفاءته وقدرته الانتاجية أما البقية فهي أمور شخصية لا يحق لنا أن نتدخل بها بأي شكل من الأشكال .