يشتكي فلاحو إقليمي الناظور والدريوش ، مؤخرا، من نقص مياه السقي مؤكدين أن الإنتاج الفلاحي هذا الموسم مهدد بسبب هذا المشكل، وناشدوا الجهات المعنية للتدخل بغية إيجاد حل عاجل لهذه الوضعية لإنقاذ المحاصيل وتفادي خسائر بالجملة.
وذكر أحد الفلاحين لجريدة البديل السياسي ، أن هذه المنطقة المشتهرة بالنشاط الفلاحي منذ زمن بعيد خاصة سهل بوعرك وصبرة بزايو وتيزطوطين، لاسيما بعد تدعيم وادي ملوية بحاجز مائي موجه للسقي، والذي أنجز السبعينات، حيث كان ولا يزال المصدر الوحيد للفلاحين للاستمرار في خدمة الأرض، غير أنه سجل، مؤخرا، بعض المشاكل التي أثرت سلبا على هذا النشاط.
وأوضح المتحدث أن السد كان بداية سنواته يضمن كميات كبيرة من المياه التي تصل إلى 3 مليون متر مكعب، قبل أن يسجل منذ سنوات التسعينات تراجعا في هذه الكمية إلى نحو 1 مليون متر مكعب فقط، مضيفا أنه تم رفع هذا الانشغال للجهات المعنية لكن لا تزال الأمور على حالها. وأوضح المصدر أن السد يعاني من تعطلات وتسربات في الشبكة التي تنقل المياه نحو الحقول والمزارع، وأن مديرية الموارد المائية لما عمدت إلى إنجاز الشبكة، قامت باستبدال النحاسية منها بالإسمنتية التي لم تستطع الصمود أمام قوة الضخ، وتعرضت مع الوقت لتصدعات، وغالبا ما ينتهي بها المطاف إلى تعطلات مستمرة، وهو ما جعل كميات المياه التي يتم ضخها تتسرب في الطبيعة قبل بلوغها الحقول والمزارع. وذكر المصدر أن هذا الوضع حوّل هذه المساحات مع الوقت إلى حقول تراجعت محاصيلها بشكل ملفت. وذكر المتحدث في سياق متصل، أن المنطقة كانت في زمن مضى، تعتبر جنة خضراء حيث تضم على طول امتدادها من سد مشرع حمادي تميزار نحو وادي ملوية، أشجارا مثمرة بكل أنواع الفواكه والمحاصيل الزراعية، لكن نظرا لمشكل مياه السقي، أصبح ذلك يعد من الماضي.
وتأسف المصدر أن الحاضر والمستقبل في حكم المجهول، مشيرا إلى أن السكان متخوفون من استمرار هذه المشكلة ويناشدون السلطات المعنية التدخل من أجل استمرار خدمة الأرض بهذه المنطقة في الجهة الشرقية، لاسيما أن الفلاحة تعتبر مصدر رزق العديد من العائلات، كما تموّن السوق بالمنتوجات المختلفة.
تعليقات الزوار ( 0 )