الرئيسية البديل الوطني قبيل الأضحى المبارك…خروف العيد يؤرق بال فقراء المغرب

قبيل الأضحى المبارك…خروف العيد يؤرق بال فقراء المغرب

كتبه كتب في 10 أغسطس 2018 - 6:31 م

جريدة البديل السياسي : فؤاد جوهر

 كسائر جميع البلدان اﻹسلامية يستعد ملايين المغاربة وفي كل ربوع الوطن لﻹحتفال بعيد الأضحى أو "العيد الكبير" عند عامة الشعب، تلبية لله عز وجل، واقتداءا بسنة سيدنا ابراهيم عليه السلام .

ومع اقتراب العيد بأسابيع، لا شك أن الأسعار الخاصة بأضحية العيد تصبح حديث كل العائلات المغربية، ومحط اهتمام كل أفراد الأسر، بما في ذلك الأطفال الصغار، وتعلن كل البيوت خاصة الفقيرة منها والمعوزة، حالة من الطوارئ واﻹنتظار على أمل اقتناء اضحية العيد رغم الظروف اﻹقتصادية الصعبة التي تعاني منها هذه الشريحة الواسعة في المجتمع المغربي، لصعوبة توفير مبلغ الخروف، وحاجيات العيد الذي هو في الأصل مناسبة عظيمة للفرح والسرور، ونسيان الأحزان، وفرصة ذهبية للتعاون والتضامن. هذا "الكبش" الذي يغمر الفرحة في قلوب الأطفال قبل الكبار، قد يتحول الى نقمة وعناء، تتجدد فيه احزان الفقراء في مناطق عدة من المغرب، وتتقاطع معها أحلامهم، وآمالهم المؤجلة في شراء الأضحية، والثوب الجديد، بمناسبة العيد الكبير الناجم عن الشعور بالعجز وقلة الحيلة، أمام توفير سبل العيش الكريم، وقد تمر عليهم أيام هذا اﻹحتفال الديني بمرارة وحسرة في حال عدم توفير كبش العيد، خصوصا مع ارتفاع الأسعار المحتمل للأضاحي، وقد يتعدى لهيب الأسعار ليشمل كافة الحاجيات بما في ذلك الخضر والفواكه.

تقول السيدة جمعة ل"جريدة البديل السياسي " والله الى فينا "لمنوس" من هاذ اللحظة نتيجة صعوبة توفير مصاريف العيد، وكيف لا فالزوج الأجير طريح الفراش منذ ما يزيد عن 6 أشهر، والعائلة تتكون من 8 أفراد، والمعيل الوحيد يعاني من المرض في البروستات، ولا دخل لنا، وتضيف بنبرة حزينة جدا الأمر جد صعب. بينما قال "ميمون" لا يمكن لي أن أشتري الأضحية، لأنني لا أستطيع أن أوفر ثمنها، أعمل مياوما، وفي أغلب الأحيان لا يسعني الحظ كي أشتري كبش العيد، لأن التحدي صعب أمام لهيب الأسعار وتعدد المصاريف، وحزني بات شديدا لأن أبنائي صاروا يعرفون المعاناة التي نعيشها، ويخفون الحزن لعدم التمكن من شراء الأضحية. بدورها قالت رقية العبادي وهي ربة منزل في زايو باقليم الناظور، عيد الأضحى سيعقبه مصاريف عدة من بينها اﻹستعداد للدخول المدرسي ولوازمه، وزوجي "موظف على قد الحال" في القطاع الخاص، ودخله جد محدود، فنحن أمام اشكال حقيقي، وحيرة من أمرنا، وبدون شك سنلتجأ الى اﻹقتراض من البنك، وسنعمل على تسديد الدين في حدود 2500 درهم على دفعات الى غاية السنة المقبلة. ولا تقتصر المعاناة فقط على الفئات المعوزة والفقيرة فقط، بل هناك فئات في المجتمع رغم مظهرها اﻹجتماعي المحترم، فهي تخفي عوزها ومعاناتها في هذه الفترة من كل سنة، حيث يصعب عليها توفير ثمن الأضحية، عبد الصمد ف يششتغل بالقطاع العام، وهو موظف بجماعة محلية ضواحي اقليم الناظور، روى صعوبة الأمر لجريدة البديل السياسي " حيث أقر بأنه لن يشتري كبش العيد هذه السنة، ويرجع ذلك الى كثرة المصاريف المتتالية، التي أرهقت جيبه بدءا من مصاريف شهر رمضان الأبرك، وبعده كسوة العيد لأطفاله الخمسة، والديون التي يسددها كل شهر للبنك، بسبب شرائه لبقعة أرضية، ما يجعله غير متفائل باقتناء الأضحية، خصوصا أمام عدم تمكنه من اﻹستفادة بقرض ثاني. صار اﻹحتفال بهذه المناسبة الدينية عند العديد من الأسر المغربية من الأمور الصعبة للغاية، والتي يلتجأ البعض منها الى بيع بعض من اثاث العائلة، كالأغطية والأفرشة والأواني المنزلية، قصد توفير سيولة ممكنة ﻹقتناء كبش العيد من الأسواق، بينما يلتجأ البعض منهم خصوصا فئة الموظفين الى الأبناك، لﻹستفادة من السلف المخصص لمثل هذه المناسبات.

ويبقى للمحسنين دور فعال في ادخال السعادة لبيوت العائلات المغربية الفقيرة والمعوزة، حيث ينتظر هؤلاء المبادرات الطيبة لمجموعة من الأشخاص أنعم الله عليها، وكذا جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في مجال اﻹحسان، لتوفير أثمان الأكباش وتوزيعها على المحتاجين في كل ربوع الوطن.

     

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .