مصحة الموت مقاولة متوحشة

  مولاي إدريس العلوي – جريدة البديل السياسي :

لقد كان الطب دوما على مر الزمان مهنة ترتبط كثيرا بالجانب الإنساني و الضمير الأخلاقي كأولوية الأولويات ضمن أهدافه النبيلة و لم يكن الربح المادي ذا أهمية رئيسية يوم ما.

إلا أنه الأسف انقلبت الأمور على أعقابها في عصرنا الحالي، وصار العائد المالي هو الهدف الأسس في قاموس الأطباء بعيدا عن مشاعر الرأفة و الرحمة بالمريض خاصة المعوزين منهم، و الدليل على ذلك ظهور العديد من المصحات الطبية الخاصة التي عادت كمقاولات متوحشة لا تتقن إلا لغة الفواتير الملتهبة و الأرقام الخيالية في محاسبة المريض سواء ضلوا أحياء أو أصبحوا عداد الموتى.

و الحجة أن هذه المصحات لقد استحلت لغة الدراهم و الملايين هو تناسلها و ازديادها بمدينة الناظور حتى تضخمت الأرصدة المالية لأصحابها جراء نهب جيوب المواطنين و تنظيفها عن آخرها هؤلاء المساكن الذين يبحثون عن الشفاء بأي ثمن.

النموذج هذه المرة من مصحة تحمل اسم الموت المعروف التي فاحت منها رائحة الفساد بسبب استغلال أطبائها و أدارتها لسذاجة المواطنين البسطاء الذي تجبرهم على دفع مبالغ مالية خيالية من أجل التطبيب و الإسعاف دون مراعاة لظروف المعوزين منهم و دون أن تأخذ بهم أدنى مشاعر الرأفة و الرحمة.

لقد أضحوا في مصحة االموت  كالكلاب المسعورة التي تلهث وراء الربح السريع فمصاريف الإقامة فوق أسرتها تفوق سعر الإقامة في فندق خمسة نجوم أما مصاريف العلاج و العمليات الجراحية فحدث ولا حرج و ذلك سواء نجحت هذه العمليات أو فشلت فالمواطن المسكين مجبر على الأداء في كل الحالات و من أوجه الفساد الخروقات التي تطل على مصحة الموت  أيضا استغلال إدارتها للمستخدمين و العاملين بالمصحة و ذلك بحرماتهم من حقوقهم المهنية و الاجتماعية أكثر من ذلك ممارسة الطرد التعسفي في حقهم دون تفويضهم.

يسجل في ملف هذه المصحة المزيد من النقط السوداء إذا أضفنا الأخطاء الطبية المتكررة فهل انتبه المسؤولين في وزارة الصحة إلى التجاوزات و الخروقات التي أصبحت تطل هذه المصحة زد على ذلك أنها تتوفر على عدد كبير من السماسرة داخل المستشفى الحسني بالناظور.