الرئيسية روبورتاج و تحقيق في الذاكرة … 14 يونيو 1904 محطة مفصلية في تاريخ عين بني مطهر لم يتعاطى معها المسؤولون بالأهمية البالغة

في الذاكرة … 14 يونيو 1904 محطة مفصلية في تاريخ عين بني مطهر لم يتعاطى معها المسؤولون بالأهمية البالغة

كتبه كتب في 7 يونيو 2020 - 4:05 م

 رمضان بنسعدون – جريدة البديل السياسي :

تحل في ال:14 يونيو 1904 ال\كرى المئوية و 16 عاما لاحتلال فرنسا لبلدة عين بني مطهر عقب مشاركة بني مطهر في ثورة الشيخ بوعمامة لمناهضة الاحتلال الفرنسي بالجزائر ، لم يهدأ لساسة فرنسا بالا حتى وضعوا عين بني مطهر في عين العاصفة ، و بغرض الانتقام من بني مطهر جهزت القوات الاستعمارية جحافلها العسكرية و أوكلت المهمة للجنيرال اليوطي حاكم منطقة العين الصفراء الذي أوفدته خصيصا لغزو عين بني مطهر من مدغشقر ، فزحفت قافلة اليوطي التي كان يقودها القائد بركنت صوب الغرب الجزائري فسمعت صلصلة سنابك خيول قافلة اليوطي و هي تهم بغزو بلدة بني مطهر لللانتقام منهم بعدما كانت عيون فرنسا شاخصة عليها منذ حملة هنري الذي حلق بطائرته فوق البلدة لأخذ صورة طوبوغرافية للمنطقة في العام 1878 ، فهبت االقبيلة بقيادة بموسى بنسعدون و أهالي البلدة فجر يوم 14 من يونيو 1904 فاعترضوا قافلة اليوطي العسكرية لكن كانت أطراف سهلت دخول القوة الاستدمارية ـ (الطوبونيميا لعكاشة برحاب) ـ كان للقائد الركينة دخلا فيها في خضم البلبل التي أحدثتها ثورة بوحمارة و كان المغرب قد خرج من زمن السيبة و الما يسمى ب"الحركة " فتمكن اليوطي من أخضاع المنطقة للهيمنة العسكرية الاحتلالية الفرنسية ..

و هرعت فرنسا لبناء الثكنة العسكرية التي سماها اليوطي بركنت نسبة للقائد الذي قاد قافلته في غزوها لعين بني مطهر و كان منه ذلك لطمس هوية البلدة و ساكنتها بحسب ما جاء في الطوبونيميا للدكتور عكاشة برحاب .. أما إسم عين بني مطهر للمنطقة كان منذ مساهمة بني مطهر في تأسيس الحكم الموحدي بحيث كان جد القبيلة مطهر خليفة أنذاك على منطقة الغرب الجزائري بتلمسان فتآمر عليه الأعداء فأجهزوا على تصفيته عقب ثماني سنوات من الحكم ففر أبناءه و تفرقوا عبر كثير من البلدان ..

ثم بنيت المدينة عبر تصميم مديري لم تحضى به أنذاك حتى مدينة الدار البيضاء التي أصبحت حاليا من كبريات المدن العالمية ، و توسع عمرانها فلم يسعف الوقت القوات الاستدمارية أن تجعل البلدة قطبا اقتصاديا لتوالي تواتر الأحداث بالرغم من معرفته أن المنطقة تتربع على أكبر فرشة مائية في أفريقيا من الدرجة الثانية فحاول أن يبسط فيها الزراعة و الفلاحة و تنظيم المجال الرعوي إلا أن الجهات المسؤولة عقب الاستقلال لم تولي منطقة عين بني مطهر بالغ اغهتمام لكون أن الثروتين المائية و الحيوانية و المؤهلات الطبيعية و المجالية كانت قد تجعل منها قطبا اقتصاديا يضاهي مناطق سايس بركان ، الغرب و الحوز ثم عبدة دكالة و منطقة درعة من خلال المنتوج الفلاحي و الحيواني لما لجودة لحوم صنف الدغمة أو ما أصبح يعرف برأس بني كيل على الصعيد العالمي.

أبرزها مجزرة كبرى لتصبير و تصدير اللحوم على المستوى الدولي لكن لم ينصت مركز القرار لهذا المطلب فهرع إليه آخرين فوضعوا المشروع في غير موضعه بمنطقة أخرى فضلا عن الصناعة السينيمائية و السياحية التي تتيح فرص شغل لكثير من العاطلين بالمنطقة برمتها.

لكن التهميش الذي طال منطقة عين بني مطهر جعلها تبقى في الحال التي هي فيه حاليا بدون تنمية تعود بالنفع على المنطقة و الجهة و الوطن .. محطة مفصلية تاريخية لم توليها الجهات المسؤولة بالغ اهتمام للتعاطي مع ساكنة هذه الربوع بالتنمية و توسيع دائرتها حتى تصبح قطبا اقتصاديا لما للمنكطقة من توسع عمراني و تسكاني في وقت أن منطقة عين بني مطهر أصبحت تستقطب الناس من كل حدب و صوب بعد أن أصبحت البلدة مدينة سائرة في طريق النمو ففي فترة جد وجيزة ارتفع تعداد السكان من 16 ألف نسمة ألى 28 ألف نسمة لما للبلدة من قابلية للتجارة و الكسب و الفلاحة و الرعي و غيرها .. فيتعين على الجهات المسؤولة أن تظافر جهودها بالاهتمام بعين بني مطهر لجعلها قطبا اقتصاديا بالجهة الشرقية و ذلك بفتح فرص كبيرة للصناعة السينيمائية و السياحة و الفلاحة لإتاحة فرص شغل ليس فقط لأبناء المنطقة بل للمغاربة قاطبة .. الأيام بيننا..

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .