الرئيسية البديل الوطني ندوة دولية تسلط الضوء “نظريا وميدانيا” على الموقع الأثري -وليلي”

ندوة دولية تسلط الضوء “نظريا وميدانيا” على الموقع الأثري -وليلي”

كتبه كتب في 17 سبتمبر 2019 - 7:56 م

جريدة البديل السياسي:            زايد الرفاعي

مشروع "تيفاوين" يراهن رفقة مهندسين على إنارة ليلية لمعلمة وليلي التاريخيي- نظمت جمعية شباب المغرب بشراكة مع الجمعية ILLUMINATE الفرنسية، يومه الجمعة 13 شتنبر بمدينة مكناس، ندوة دولية حول موضوع " دور الإضاءة في تنمية المآثر التاريخية بمدينة مكناس..

الموقع الأثري وليلي نموذجا"، حيث شهدت التظاهرة حضور مهندسين فرنسيين، ونماذج مشرفة من طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين المعماريين، إلى جانب طلبة باحثين من جامعة مولاي إسماعيل، وفعاليات جمعوية وسياسية ذات الإهتمام بالمآثر التاريخية والتراث المادي واللامادي بالعاصمة الإسماعيلية، إضافة إلى رجالات الصحافة الجهوية والوطنية. هذا وقد قام مؤطرو الندوة الدولية، بتقديم ورقات وصفية وتفسيرية دقيقة حول فكرة المشروع المراد تجسيده " تيفاوين " ، وفق مقاربة هندسية حديثة، غايتها تقديم موقع "وليلي" بحلة جديدة تنسجم مع مخطط المشروع العالمي الذي أطلقت عليه الجمعيتان إسم "تيفاوين" أي؛ (الأنوار أو الإضاءة)، حيث تسعى كل من جمعية شباب المغرب وجمعية إلومينيت الفرنسية، بإشراك عدة فرقاء من بينهم المدرسة الوطنية للمهندسين المعماريين بالرباط وشركة مباني ، إلى تنزيل مشروع الإضاءة بموقع وليلي الأثري، بإعتبار هذا الأخير جسدا حضاريا، وفكرة الإنارة بمثابة الروح الحداثية التي ستضفي على الموقع التاريخي رونقا ثقافيا، سيجعلها تضاهي أبهى المواقع والمآثر على الصعيد الدولي، وسيمنحها -كما جاء في مداخلات المؤطرين- بعدا سياحيا يوازي بين الحضارة والثقافة، ويحايث الأصالة بالمعاصرة.

وقد أعرب عبد الأحد بقطشي رئيس جمعية شباب المغرب، عن مدى استعداده للمساهمة في تفعيل المشروع، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لإبراز دور الإضاءة في تنمية المعالم التاريخية، لأنها -حسب تعبيره- تعكس البعد الإستيطيقي والحداثي للمآثر، بإعتبارها مشاهد إنسانية، من الواجب عدم حجب دلالاتها الفنية والجمالية، ومن جانب غير منفصل، فكرة الإنارة ستساهم نسبيا في تقليص البطالة واستثمار الموارد البشرية، ومن ذلك ترويج السياحة، مبرزا؛ على أن تركيز المشروع على مدينة مكناس وتحديدا "وليلي"، لم يأت عشوائيا وإنما انعكاسا لعدة عوامل أهمها: تصنيف مدينة مكناس من لدن منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي، منوها بالعمل الجاد والمسؤول للمهندسين الأجانب شركاء الفكرة، الذي أعطوا للتجربة طابعا دوليا، وسيساهمون بشكل فعال في تمديد أواصر التلاقح على المستوى الحضاري، العلمي والسوسيو-ثقافي. ومن جهته هيثم العديدوي رئيس جمعية إلومنيت الفرنسية، قدم تعريفا مركزا عن مشروع "تيفاوين" بإعتباره أول مشروع بمدينة مكناس يهتم بتزويد إحدى أبرز معالمه بالإنارة، مفيدا؛ أنه يعتمد بث ورشات يؤطرها مهندسون وباحثون أكفاء يراهنون على إحداث الفرق، وأن الرهان تساهم فيه تقنيا نماذج متفوقة من المدرسة والهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، مضيفا؛ مدى استعابه أن المشروع مكلف ماديا، وتأطيريا، وهندسيا… وأن الفكرة ليست بالهينة، لذلك؛ رفقة شركائه يجهز دراسة دقيقة ومحكمة كفيلة بخوض التحدي وتطبيق المشروع.

وقد أكد مصطفى عتيقي، محافظ موقع "وليلي" عن مدى أهمية ونجاعة المشروع، بإعتباره فكرة طموحة، وإضافة نوعية ستشكل رمزية فارقة في الحفاظ على المنظر العام، وإضفاء روح الحداثة على البعد الهياتي للمعلمة وللمنظومة السياحية ككل، مضيفا؛ أنه على ثقة تامة في الجمعيتان وفي الشركاء والمهندسين الشباب الذين برهنوا عن مؤهلاتهم وكفاءاتهم العلمية والتقنية عبر استعدادهم لتأطير ورشات، وحمل مشعل إضاءة وإنارة حضارة تاريخية تتبوأ مكانة ثقافية وتاريخية على صعيد المملكة، معتبرا الخطوة والتجربة تحديا، لأنها رهينة بتطبيقها ليلا والموقع غير متوفر على الإنارة، لذلك؛ تعهد على توفير الظروف الملائمة وتقديم الدعم المادي واللوجيستيكي.

من جهته علي زيان الباحث والمهتم بالتراث المادي واللامادي قام بإغناء الندوة من خلال تقديم سرد كرونولوجي لأهم ما تزخر به مدينة مكناس من مآثر تاريخية، رافعا القبعة لمشروع "تيفاوين" الذي ينسجم من الفعاليات الملكية السامية التي أعطت الإنطلاقة لتثمين المدن العتيقة والإهتمام بتراث المملكة، مؤكدا نجاعة الفكرة نظريا وتطبيقيا، لاسيما الإختيار الصائب الذي انتقى مآثر "وليلي" لإعتبارها أيقونة التراث المادي بشمال إفريقيا، وإحدى أبرز المعالم التي جعلت منظمة اليونيسكو تصنف مدينة مكناس من أجمل عشرة مدن سياحية عبر العالم. و عبر السيد محمد حدادي رئيس هيئة المهندسين المعماريين بمكناس ، على أن للمهندس دور مهم جدا في تنزيل استراتيجية واضحة المعالم في إعادة تأهيل المآثر التاريخية باعتباره ركيزة أساسية في هذا المجال . وفي الختام؛ تم توقيع شراكة بين جمعية شباب المغرب وجمعية إيلومينيت الفرنسية، وتقديم شواهد تقديرية لبعض فعاليات المجتمع المدني. ثم التوجه إلى المعلمة التاريخية "وليلي" في زيارة ميدانية تفقدية، تحت إشراف طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين، الذين رافقهم السيد المحافظ لتعريفهم على مآثر الموقع وتزويدهم بمعلومات قيمة تحمل طابعا معرفيا، دلاليا، وحضاريا…

ولتمكينهم من تفاصيل وجزئيات قد تفيدهم إبان تجسيد المشروع، وتنزيل فكرة الإنارة التي ستنعش البعد السياحي بمنطقة زرهون ومدينة مكناس، خصوصا خلال فعاليات المهرجانات، والمنتديات الصيفية الليلية.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .