أخبار عاجلة

ico أسرة الأمن الوطني تحتفي بعيد تأسيسها…68 عاماً من خدمة أمن المغاربة واليقظة الدائمة ico قضاة يبرزون مجهودات الدولة لتخليق الحياة العامة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ico تقدم كبير في بناء ملعب الرباط وتجهيزات غطاء ملعب طنجة تصل للشروع في تركيبها ico هيئة الموثقين بالمغرب تحدث منصة «توثيق+» لتسهيل الإجراءات على المواطنين ico الترخيص لـ52 شركة طيران لتسيير 2060 رحلة جوية أسبوعية من وإلى المطارات المغربية خلال فصل الصيف ico مجلس حقوق الانسان يتعهد بالترافع عن إدماج “معتقلي الإرهاب” بسوق الشغل ico جلالة الملك يشيد بدور الجيش في الدفاع عن حوزة الوطن والذود عن وحدته الترابية ico جلالة الملك يأمر بتطوير التكوين العسكري وإحداث مقر جديد للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا ico وسط حضور وازن.. كلية الناظور تشهد مناقشة أطروحة الدكتوراه في شعبة القانون الخاص من طرف الطالب “محمد الأمين ico وهبي: التواصل الاجتماعي أكبر عدو لحقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي لايصلح للقضاء

الرئيسية منبر البديل السياسي غرائب وفضائح تشهدها أقسام الولادة في المستشفيات شاهد الصور

غرائب وفضائح تشهدها أقسام الولادة في المستشفيات شاهد الصور

كتبه كتب في 3 فبراير 2019 - 11:03 م

جريدة البديل السياسي.كوم /

امرأة دخلت لتضع مولودها فتعرضت للضرب والسب بكلام فاحش فأقسمت ألا تفكر مرة أخرى في الولادة وأخرى أجبرت على مسح السوائل التي نزلت منها على بلاط القاعة بسروالها

الكل يرسم صورة طوباوية عن أقسام الولادة بالمستفيات العمومية أو بالمصحات الخاصة، وما يجب أن تكون عليه. تلك الصورة ترى في أقسام الولادة مكانا للرأفة والرحمة والأمان بالنسبة إلى النساء الحوامل. ولكن واقع الحال بالمغرب هو أن هذه الأقسام تتحول في غالب الأحيان إلى أماكن تهان فيها النساء الحوامل وتنتهك آدميتهن، وأماكن تحبل بشتى الغرائب والعجائب التي لا يمكن أن تخطر ببال إنسان: ابتزاز، اختطاف، إهانات وكلام نابي يحط من كرامة المرأة، و مناظر بشعة تقشعر لها الأبدان. الحكايات التي تروى عن تلك الأقسام لا تعد ولا تحصى. إذا وقعت هذه الأمور للمرأة الحامل فهي محظوظة، لأن أسوأ ما يمكن أن يحصل لها هو أن تدخل سليمة إلى تلك الأقسام، وتخرج منها وهي محمولة على نعش. ولهذا يمكن أن ينطبق على هذه الأقسام المقولة الشهيرة «الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود».

لا تزال ضحكات فاطمة ن. تتردد في أرجاء بيتها الذي غادرته دون سابق إعلام منذ سنوات قليلة. كانت امرأة في الثلاثين من عمرها، حالتها الصحية جيدة. زارت الطبيب أكثر من مرة خلال حملها بطفلتها الثالثة التي رافقتها في رحلتها الى دار البقاء. لم يكن هناك أي مؤشر يدل على أن ولادتها ستكون عسيرة أو أنها ستعاني من أي مضاعفات، خصوصا أنها أنجبت طفلين قبل ذلك.
عندما أحست بقرب موعد ولادتها اتصلت بأمها لتكون قريبة منها، واجتهدت في تهييء كل شيء للحدث السعيد المرتقب، لم تنس تنقية الدجاج الذي ستعد لها أمها به «الرفيسة» عندما تلد، وفضلت أن تذهب إلى المستشفى مشيا على الأقدام لتسهل ولادتها.
طيلة مسافة الطريق كانت كعادتها دائما تضحك من أعماقها كلما توقفت آلام المخاض حسب رواية جارتها التي رافقتها، وعندما دخلت إلى مستشفى الولادة ببني ملال ظلت تداعب ملابس طفلتها المنتظرة وتضحك من حجمها الصغير، قبل أن تدخل إلى قاعة الولادة.
تقول جارتها الحاجة حليمة إن المولدة طمأنتها بأنها ستلد بعد لحظات، وطلبت منها أن تذهب وتحضر لها طعام الإفطار «علا ما تفكت على خير»، لكن عندما عادت الجارة رفقة الزوج فوجئا بالوجوم يخيم على المكان.. لقد ماتت فاطمة أثناء الولادة وماتت طفلتها أيضا، أصيبت بنزيف مفاجئ، لم يكن معها غير المولدة التي اتصلت بالطبيب المناوب في بيته، ولكنه لم يتمكن من الوصول قبل رحيل فاطمة وطفلتها..
واقع مرير
حكاية من عشرات الحكايات التي تتحول إلى مجرد «أرقام مقلقة»، كما يصف المسؤولون في وزارة الصحة النسب المرتفعة لوفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، إلا أنه في الوقت الذي تعترف فيه دول عربية تعاني من نفس المشكل، ولكن بحدة أقل، بوجود أسباب غير مباشرة لهذه الوفيات، وتقر سوريا مثلا في تقارير وزارة الصحة الرسمية أنه «كل يوم تقريباً تتوفى أم نتيجة الإهمال ونقص الخبرة والتجهيزات الطبية داخل المشافي وخارجها..» حسب ما جاء في دراسة أعدتها وزارة الصحة السورية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن تقارير وزارة الصحة المغربية لا تركز على الأسباب المرتبطة بالإهمال وسوء المعاملة التي تتلقاها الأمهات أثناء الولادة، حيث ترجع أسباب وفيات الأمهات حسب تقارير وزارة الصحة إلى «الأوضاع السيئة للجنين في الرحم وحالات تمزق الرحم، ونزيف الدم، والتعفنات، إضافة إلى ارتفاع الضغط الدموي، كما تعزى أيضا إلى اكتفاء أغلب النساء الحوامل بزيارة واحدة للطبيب، في حين ينصح بـثلاث زيارات».
ومن جهة أخرى ترجع هذه النسبة المرتفعة من وفيات الأمهات والأطفال حسب وزارة ياسمينة بادو إلى أن أزيد من 31 في المائة من ساكنة العالم القروي تعيش على بعد أكثر من 10 كيلومترات من أقرب مركز صحي، وأن أكثر من 22 في المائة من المناطق السكنية لا تصلها السيارات وتعاني من عزلة تامة.
ورغم وجاهة هذه الأسباب «المباشرة» للوفيات، وللإصابة بالاعاقة في بعض الحالات، فإن النساء المغربيات لا يعانين منها فقط، بل تنضاف إليها سوء المعاملة والتعرض للإهانة أثناء الولادة، حيث إن زيارة امرأة نفساء في مستشفى الولادة قد تكون مناسبة لتتناسل الحكايات النسائية، ولتتحدث كل واحدة عن تجربتها المريرة، وتنتهي الجلسة بتنهيدة حارة مع ترديد العبارة التي باتت مألوفة في المجتمع النسائي و«غير الفكاكة على خير..»
النجاة من الموت، ونجاة الطفل تكفي لتترك الأمهات خلفهن ساعات رهيبة من المعاناة والألم والإهانات في حالات كثيرة، لتبقى الظروف التي تحيط بالأمهات المغربيات أثناء ولادتهن من المسكوت عنه.
معاملة قاسية
كوثر التاوناتية، كما تحب أن تقدم نفسها، أم لم يكن يتجاوز عمرها 22 سنة عندما توجهت إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا لتضع طفلتها الأولى، لكنها قررت ألا تنجب بعد هذه التجربة أبدا مهما يكن حسب تصريحها لـ«المساء» مضيفة وهي تدفع الكلمات بصعوبة من فمها: «لقد أسمعتني المولدات كلاما لن أنساه أبدا، منذ أن وطأت قدماي باب المستشفى في تلك الليلة الماطرة وأنا أبكي بمرارة، لم يكن السبب هو آلام المخاض والولادة فقط، لكنهن تعاملن معي بقسوة لا توصف، وكن يتهمنني بـ»الفشوش» عندما أصرخ من شدة الألم، ولا زلت أذكر كيف أن إحدى المولدات نهرتني وقالت لي «سكتينا من الصداع»، كنت مضطرة لأن أكتم ألمي كلما رأيتها، وعندما وضعت طفلتي وذهبت إلى سريري احتضنتها وبدأت أبكي وكنت أشعر بأنها كانت تبكي معي. كنت صغيرة السن، وكنت في أمس الحاجة لمعاملة أفضل خلال هذه التجربة التي لم أكن أعلم عنها شيئا قبل أن أعيشها، لكني تلقيت بدل ذلك الإهانة، وبما أنني لا أملك مصاريف المصحات الخاصة فإنني قررت ألا أنجب مرة أخرى أبدا..أبدا..أبدا». بهذا التأكيد الحازم أنهت كوثر كلامها وهي تقبل طفلتها التي ستطفئ شمعتها السادسة في شهر فبراير المقبل.
السب بكلام فاحش
أما حنان. العاملة في شركة النسيج، فتروي حكاية طالما رددتها النساء اللواتي مررن بتجربة الولادة في مستشفيات عمومية، حيث تشتم بعض العاملات في هذه المستشفيات النساء بألفاظ نابية، وتقول بخجل «كانت ولادتي عسيرة، وكانت إحدى القابلات التي لن أنسى ملامحها أبدا تضربني على فخدي بعنف وتقول لي «تعرفو غير تهزو رجليكم» في إشارة مهينة إلى علاقتي الجنسية التي كانت سببا لهذا الحمل.. ولا تجد حنان ما تعلق به على هذه الذكرى الأليمة سوى ترديدها «دعيتها لله..»
وتكشف لطيفة.ج. عن وجه آخر للمعاناة فتسرد حكايتها في مستشفى الولادة الذي توجهت إليه في الساعات الأولى من الصباح عندما فاجأها المخاض، فاتصلت بجارتها التي تعمل بنفس المستشفى لتضمن معاملة أفضل، ورغم الرعاية التي لقيتها بفضل «المعارف» كما تقول، فإن روائح المراحيض، ومنظر الأسرة المضرجة بالدماء في قاعة الولادة الباردة، وطوايير المتدربين الذين «يتفرجون» على النساء، ولا يتوانى بعضهم في «تعلام الحسانة فريوس اليتامى» كما تقول لطيفة، يجعل الولادة في هذه المستشفيات تجربة صعبة جدا، وتتذكر كيف أحاط بها عدد من الطلبة أثناء الولادة، قبل أن تطلب من جارتها أن تتدخل لتبعدهم عنها، وتتساءل «هل يحق للمسؤولين أن يسمحوا للطلبة المتدربين بأن يقتحموا قاعات الولادة بهذا الشكل، ويعبثوا في أجساد النساء دون رضاهن، بل دون استئذانهن في مشاركتهن هذه اللحظات الحساسة؟ إنني أشعر بالحرج كلما تذكرت ذلك المشهد».
أما فاطمة ن. فقد تذكرت وجه القابلة رغم مرور السنين، عندما قابلتها في إحدى المناسبات العائلية، وتطلعت إليها وهي تتذكر ملامحها القاسية، في تلك اللحظات المؤلمة عندما أرغمتها على تنظيف الأرضية بسروالها من السوائل اللزجة التي تدفقت منها أثناء سيرها في قاعة المخاض.
دعوات الخير
لكن لحسن حظ النساء أن هناك بعض خيوط الضوء، حيث لا تخلو مستشفيات الولادة من أشخاص يحاولون تأدية واجبهم على أكمل وجه، كما تروي مريم ق. حكايتها الطريفة، عندما اختارت من بين ملابسها معطفا خفيفا به جيوب، حتى تضع فيها بعض الأوراق النقدية التي ستحتاج إليها وفق ما نصحتها به صديقاتها لكي لا تتعرض للإهانة، أو تترك للبرد بعد ولادتها في تلك القاعة المترامية الأطراف، إلا أنها فوجئت بردة فعل الممرضة والمولدة المناوبة في تلك الليلة عندما رفضتا قبول هذه «الهدايا» وبادرتها امرأة متوسطة العمر يبدو أنها كانت هي المسؤولة عن الفريق المناوب حسب اعتقادها «أللا هاد الشي راه ما بقاش، وانتوما عاونونا وما تعطيوش الرشوة» ولتخفف عنها الحرج أضافت وهي تساعدها على الوصول الى سريرها «اعطينا غير شي دعوة ديال الخير ملي تكوني كتولدي..».
وتعلق السيدة مريم على هذه الحادثة التي عاشتها قبل حوالي شهرين فقط بقولها «كاينين ولاد الناس فين ما مشيتي، ولكن الواقع باقي ما تغيرش بزاف» ولتؤكد قناعتها أضافت «زوجي أعطى لممرضة عشرين درهما بالباب، لتدخل عندي وتطمئنه علي وتخبره بأني «تفكيت»، وهناك من يدفع خمسين درهما ليتمكن من إدخال الغطاء للمرأة التي تلد، أو ليعرف جنس المولود ويطمئن على صحته وصحة أمه».
ولا تنكر كنزة، المولدة الشابة التي تعمل بمستشفى سيدي لحسن بتمارة، وتفضل ألا ينشر اسمها الحقيقي كاملا، أن بعض النساء يتعرضن للشتم والضرب في بعض الأحيان في مختلف المستشفيات العمومية، لكنها استطردت أن «مظاهر القسوة أثناء الولادة رغم ذلك تراجعت كثيرا، بسبب زيادة الوعي لدى النساء ولدى القابلات اللواتي أصبحن يتمتعن بمستويات دراسية عالية عكس ما كان عليه الوضع في السابق، كما أصبحن يخضعن لتكوين متخصص قبل أن يتم تعيينهن، ولكن في بعض الأحيان يشتغلن في شروط صعبة جدا، تضيف كنزة، خاصة عندما يتم تعيينهن في مناطق نائية، فيجدن أنفسهن في مواجهة قلة الإمكانات المادية، لذا على المسؤولين في وزارة الصحة أن يتشددوا في معاقبة كل من ثبتت في حقه الإساءة إلى الأمهات، لكن في نفس الوقت عليهم توفير الإمكانات والظروف التي تسمح لنا بتأدية واجبنا على أكمل وجه».

أرقام وشعارات
وضعت وزارة الصحة المغربية مخططا يشمل الفترة الممتدة ما بين عام 2008 و2012 تحت شعار «ولادة بدون خطر» من أجل تحسين شروط الولادة وتخفيض نسبة وفيات الأمهات من 227 وفاة بين كل مائة ألف ولادة إلى 50 حالة وفاة، كما يطمح المخطط إلى خفض نسبة وفيات المواليد إلى 15 وفاة من بين كل مائة ألف.
ومن بين أهم التوصيات التي سطرتها الوزارة الوصية لتنفيد هذا المخطط، نجد دور الولادة، إعادة انتشار الموارد البشرية، توفير الوسائل والتجهيزات الضرورية، تعميم مصالح الولادة في كل المستشفيات الجهوية في أفق عام 2012، تحديث توفير سيارات إسعاف جديدة، تجهيز الوحدات القروية بأجهزة التصوير بالأشعة (إيكوغرافي)، تطبيق مجانية الولادة سواء القيصرية أو الطبيعية، الاستشفاء الإجباري للأمهات مدة 48 ساعة بعد الولادة.
إلا أن بعض التوصيات التي جاء بها مخطط وزارة الصحة تصطدم بالواقع، حيث إن مجانية الولادة غير معمول بها في المراكز الاسشفائية، ولا تعفي شهادة الاحتياج من أداء ما لا يقل عن مائتي درهم، في حالة الولادة الطبيعية، كما أن إجبارية الاستشفاء مدة 48 ساعة بعد الولادة الطبيعية تصطدم بالاكتظاظ في بعض المستشفيات، حيث يصل الحال إلى درجة اقتسام امرأتين لسرير واحد في بعض الفترات من السنة. 
مريم التيجي

سيدة تضع مولودها داخل سيارة أجرة وبعد جهد جهيد لإنقاذه تقتله الممرضات بإهمالهن وأخرى تابعت بعينيها كيف قتلت مولدة متوحشة ابنتها بكل برودة – معاناة المرأة الحامل تبدأ أحيانا مع أطباء مكبوتين

أسوأ ما يمكن أن يحدث لامرأة حامل هو أن يفاجئها المخاض في الشارع العام، والأكثر سوءا هو ألا تجد سيارة إسعاف، أو على الأقل سيارة أجرة تحملها إلى أقرب مستشفى أو تعيدها إلى منزلها حيث تجد الرعاية والاهتمام.
بعد بضعة أيام من بداية رمضان، وجدت امرأة حامل في طنجة نفسها أمام حظ تعس حين فاجأها المخاض في الشارع العام. كانت المرأة تسير وحيدة في شارع مولاي رشيد بعد فترة قصيرة من آذان المغرب. انزوت المرأة تتألم في زاوية من الشارع، ولمحها مارة قليلون كانوا في طريقهم إلى المسجد، وحينما استفسروا عن حالها اكتشفوا أن ساعة الولادة أزفت، فلم يجدوا بدّا من محاولة الاتصال بسيارة إسعاف لعلها تسرع في المجيء لتنقذ ما يمكن إنقاذه.
في المكان كان شرطي مرور اتصل بدوره بالإسعاف، لكن للحريرة قدسيتها، فلا سيارة الإسعاف جاءت ولا سيارة أجرة مرت، ووجدت المرأة نفسها في حال لم تكن تتمناه حتى لأعدائها.
عدد من النسوة اللواتي كن متوجهات إلى المسجد من أجل صلاة العشاء والتراويح، اكتشفن أن مساعدة هذه المرأة الحامل في هذا الوقت العصيب يعادل أجره أجر آلاف الصلوات، فبقين معها يساعدنها على تخطي هذه اللحظات الصعبة، قبل أن يأتي الإسعاف في النهاية.
مخاض في سيارة الأجرة
الحظ الذي توفر لهذه المرأة، التي وجدت نسوة يسعفنها في الشارع، لم يتوفر مثله لامرأة شابة تسكن في ضواحي طنجة، فاجأها المخاض في منزلها، وكان الزوج غائبا، فركبت سيارة أجرة، وداخل سيارة الأجرة رأى وليدها النور.. لكنه لم ير النور طويلا.
في سيارة الأجرة كانت توجد، لحسن الحظ، امرأة أخرى كانت في طريقها إلى منزلها، لكنها تحولت فجأة إلى ممرضة أو طبيبة ولادة، وهكذا قدر لها أن تحمل بين يديها وليدا رأى النور داخل سيارة أجرة، بينما لم يكن السائق يرجو سوى الوصول إلى المستشفى في أسرع وقت، ووصل، لكن، بعد فوات الأوان.
توقفت سيارة الأجرة أمام مستشفى محمد الخامس، ووصل الزوج سريعا يطلب الإسعاف من داخل المستشفى، لكن لا أحد اهتم به، فقرر أن يستعمل عصاه السحرية، فوزع بضعة أوراق مالية على ممرضات، فخرجن معه آنذاك لحمل الوليد إلى داخل المستشفى وأمعاؤه تتدلى من بطنه، بينما الأب يصرخ ويقول إن اليهود لا يتعاملون مع بعضهم البعض مثلما يتعامل المغاربة مع بعضهم في مثل هذه الظروف.
داخل المستشفى كانت حكاية أخرى تنتظر هذه المرأة. لقد تم وضع وليدها في علبة زجاجية من أجل إسعافه، بينما لم تجد هي فراشا تنام عليه فافترشت الأرض، وكان عليها بعد ذلك أن تساهم في تنظيف الغرفة رفقة أمهات أخريات، وأن تتحمل عجرفة وجبروت الممرضات اللواتي يتحولن في كثير من الأحيان من ملائكة رحمة إلى شياطين جحيم.
بعد ثلاثة أيام من ولادة الأم في سيارة أجرة، سيموت رضيعها مختنقا بحليب لم يعط له بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب. مات الوليد بعد أن تغير لونه وأصبح قريبا من السواد، وانتهت بذلك حكاية أم انتظرت وليدها لتسعة أشهر، وربما لسنوات، فمات وكأنه لم يكن سوى كابوس.
ممرضة قاتلة
هناك حكاية أخرى حدثت في مصحة خاصة بطنجة لامرأة رأت بأم أعينها كيف أن ممرضة «قتلت» ابنتها بسبب طريقتها المتوحشة في عملية التوليد.
كانت هذه المرأة الحامل تتبع فحصا مستمرا على يد طبيب نساء شهير في طنجة ويملك مصحة خاصة. كان الطبيب يعرف بالضبط موعد ولادة المرأة، لكن في اللحظة الحاسمة رد الطبيب على هاتف المرأة الحامل وقال لها إنه مسافر، فلم يكن من بدّ سوى أن تتوجه إلى المصحة لتلد على يد أي طبيب آخر أو أية ممرضة، ولسوء حظها فإن ممرضة تواجدت في المصحة كانت تشبه جزارا، فولّدتها بطريقة وحشية، وانتهى الأمر بالوليدة في قبر صغير.
تحكي المرأة قائلة إن الممرضة كانت تدخل يدها غير المعقمة في رحمها وكأنها ستخرج أفعى لقتلها. كانت عصبية وتشتم المرأة الحامل وتضرب على بطنها بقوة وكأنها تريد قتل الجنين مع سبق الإصرار والترصد، وبعد ذلك كان ما يجب أن يكون، وقررت المرأة مقاضاة الطبيب والمصحة والممرضة، وانتهت عملية الولادة في قاعات المحاكم. والغريب في كل هذا أنه بمجرد نهاية الولادة الفاشلة حضر الطبيب «المسافر» لمعرفة ما يجري، والسبب هو أنه لم يكن مسافرا، بل فقط مشغولا في شؤونه الأخرى، أما صحة الآخرين وحياتهم فلا تهمه في شيء.
مشاكل عمليات الولادة لا فرق فيها بين المستشفيات الخاصة والمستشفيات العمومية. ويحكي عدد من النساء كيف أنه تم استئصال أرحامهن في مستشفيات خاصة لمجرد صعوبات أولية في الولادة، وبذلك حرمن من الولادة إلى الأبد، وكيف أن كثيرات بقين لسنوات يجرجرن أنفسهن بين ردهات المحاكم لمقاضاة أطباء ساهموا في نكساتهن صحيا واجتماعيا لكن من دون جدوى، لأنه من الصعب جدا أن تتم مقاضاة طبيب وإدانته على الرغم من ارتكابه كوارث صحية وليس مجرد أخطاء، والسبب هو أن القضاء المغربي لا يتوفر على قضاء طبي مختص، وثانيا لأن الأطباء يتضامنون في ما بينهم بقوة ونادرا ما يشهد طبيب ضد طبيب آخر. إنهم أفضل من يطبقون «انصر أخاك ظالما أو مظلوما.. قاتلا أو مقتولا».
هناك معاناة أخرى للنساء الحوامل، ليس مع عمليات الولادة بالضبط، بل مع أطباء بلا ضمير. وتحكي امرأة كيف أن طبيب نساء كشف عنها خلال حملها وأبدى إعجابه الشديد بجسدها قائلا: «جسدك رائع».
أما صفاقة طبيب نساء آخر فوصلت حدا أعلى حين توجه إلى امرأة حامل يفحصها وقال لها إنها لا تصلح سوى للفراش، وهاتان المرأتان معا لم تقويا على سرد ما جرى لزوجيهما مخافة تطور الأمور إلى ما هو أسوأ، رغم أنه لا يوجد في العالم أسوأ من أطباء مكبوتين وأنذال. 
عبد الله الدامون

رضيع يختطف لحظات بعد ولادته والشرطة تلقي القبض على المختطفة وهي تستعد لإقامة حفل العقيقة – أم الرضيع رفضت مغادرة سريرها بقسم الولادة إلا وابنها بين ذراعيها 

لم يشهد مستشفى مولاي عبد الله منذ تأسيسه واقعة أغرب وأبشع من تلك التي حدثت يوم 18 يناير من سنة 2008 داخل قسم الولادة، حيث تم اختطاف رضيع بعد ساعات قليلة من خروجه إلى الدنيا، وضع بجانب أمه التي كانت نائمة فوق سرير، بعد جهد وإرهاق آلام المخاض والولادة. دامت عملية الاختطاف أسبوعا كاملا انتهت بعودة الرضيع إلى حضن أمه وسط حضور جماهيري فاق العشرة آلاف من ساكنة المحمدية الذين ملؤوا جنبات وأسقف المستشفى والمنازل المجاورة.
بداية الواقعة الغريبة
كان الزوج قد حل رفقة زوجته التي تعمل كاتبة في إحدى الشركات البيضاوية، صباحا بالمستشفى، حيث خضعت زوجته لعملية جراحية أنجبت إثرها في حدود الثانية عشر والنصف ابنهما الوحيد، تم إدخال زوجته وابنها إلى غرفة المراقبة والرعاية إلى جانب سيدة أخرى كانت بدورها قد أنجبت طفلة. وزارها الأهل والأقارب والأصدقاء خلال نفس اليوم واليوم الموالي، لتكتشف الأم في اليوم الثالث أن ابنها قد اختفى. سألت عنه الممرضات دون جدوى، فبدأت الصراخ وطلبت زوجها على الهاتف بعد أن تأكدت من أن ابنها تعرض للاختطاف.
استقل زوجها سيارة أجرة من منزله بمدينة الدار البيضاء إلى المستشفى بمدينة المحمدية، حيث وجد زوجته مغمى عليها وعناصر الشرطة القضائية وطاقم إدارة المستشفى في حالة استنفار يبحثون عن الرضيع المختفي.
جن جنون الأم والأب واستنفرت كل الأجهزة الطبية والأمنية والسلطات المحلية من أجل فك لغز الاختطاف غير المسبوق. مرت الأيام ورفضت هناء، أم الرضيع المختطف من حضنها من قلب المستشفى، حيث الممرضات والأطباء وحرس الأمن الخاص والأمن الوطني، مغادرة المستشفى، إلى حين العثور على ابنها الأول الذي انتظرته بشوق بعد ثلاث سنوات من عقد قرانها على زوجها محمد. وأصرت الأم ابنة السابعة والعشرين ربيعا، والتي انتزع منها ابنها بعد ساعات قليلة من إنجابه عن طريق ولادة قيصرية كادت أن تودي بحياتها، على البقاء في سريرها، رغم أن فترة الإقامة الطبية انتهت. وفضلت أن تعيش أجواء الولادة وتراقب سرير طفلها وبعض أغراضه والصورة الوحيدة التي اتخذت له بعد دقائق من ولادته، أملا في أن تستفيق ذات يوم لتجد ابنها بجوارها.
محمد، الزوج الذي يعمل في إحدى شركات الإنتاج السمعي البصري بالدار البيضاء، دعم رأي زوجته، وقرر عدم الخروج من المستشفى إلا وابنه معه، وزاده إصرارا الوضع الصحي لزوجته التي تدهورت حالتها الصحية العضوية والنفسية، فاعتبر أن الخروج من المستشفى يعني فقدانهما الأمل في العثور على ابنهما.
كثفت عناصر الشرطة القضائية بالمحمدية من أبحاثها، وعرضت على الأم وكل من شاركها غرفة الولادة يومها، ثمان سيدات مشتبه فيهن، ولم يتم التعرف على الخاطفة ضمنهن.
هناء لم تكن وحدها داخل الغرفة التي عرفت انتزاع ابنها من طرف سيدة مجهولة، فإلى جانب سريرها كانت ترقد سيدة أخرى أنجبت أيضا عن طريق العملية الجراحية وفي نفس اليوم طفلة، كما كانت في نفس الغرفة أم تلك السيدة، والتي عوضت أم هناء التي قضت معهن ليلة الأربعاء السابقة.
انتحلت صفة ممرضة واختطفت الرضيع
قالت أم السيدة في محضر الاستماع إليها لدى الضابطة القضائية إن امرأة في عقدها الثالث ترتدي معطفا (كاشمير) ومنديلا أسودين ولجت الغرفة، واقتربت منها على أساس أنها ممرضة، وأنها على أهبة الخروج من المستشفى بعد انتهاء فترة مداومتها، وبدأت تسرد عليها جملة من النصائح والاحتياطات الواجب اتخاذها لضمان صحتها وصحة الرضيع بلكنة قالت عنها إنها تتكلم بلكنة شمالية، وأخذت الممرضة المزورة رضيعتها وقاست درجة حرارتها، وتأكدت من أنها أنثى، وأوصتها بتنظيف غشاء بطنها، وأضافت السيدة النزيلة أن الخاطفة اقتربت من سرير رضيع هناء، وفحصت عضوه التناسلي، حيث تأكدت من أنه مولود ذكر، وأوضحت لهناء أن حالته تستوجب عملية تنظيف سريعة قبل أن يحل الطبيب ويوبخها، وأنها أنهت فترة عملها، حيث حملت الرضيع بين يديها وانصرفت مسرعة دون أن تحمي الطفل من لسعات برد الصباح القارسة، وأن أم الرضيع انتبهت إلى حالة رضيعها فحملت لحافه وتبعتها إلى حيث يتم تنظيف المواليد الجدد داخل قاعة للجراحة، لتفاجأ بأن الغرفة خالية من الممرضة ورضيعها، وتكتشف بعد دقائق أنها وقعت ضحية عملية نصب، وأن ابنها اختطف منها.
بحث الشرطة القضائية
استمعت الشرطة القضائية بالمحمدية إلى (خ.ل.) الممرضة المداومة خلال فترة الاختطاف والمنظفة (ن. ب.)، وأسفرت الأبحاث الأولية عن أن الممرضة المداومة كانت تغط في نومها داخل مكتبها أثناء عملية الاختطاف، وهو ما نفته الممرضة، وتأكد لعناصر الشرطة القضائية أن الخاطفة تسللت إلى قلب المستشفى من الباب الخاص بقسم المستعجلات وعن طريق باب المطبخ دخلت رفقة مجموعة من الضيوف الذين يأتون كل صباح لعيادة مرضاهم لتمكينهم من وجبة الفطور، وأن الخاطفة فرت بنفس الطريقة مستعينة بأحد الأشخاص كان ينتظرها بجوار المستشفى، وأوردوا احتمال أن تكون الخاطفة على علم بوجود المولود الذكر وأن أمه في حالة متدهورة نتيجة الولادة القيصرية، وهي معلومات قد تحصل عليها من طرف زوار أو عاملين في المستشفى عن قصد أو دونه.
وتمكنت عناصر الشرطة القضائية بالمحمدية من اعتقال خاطفة الرضيع ياسين، بعد أسبوع من تنفيذها لعملية اختطاف ناجحة تعد الأولى من نوعها داخل عمالة المحمدية. وجاء اعتقال (سهام.ق) من مواليد سنة 1984 متزوجة وقاطنة رفقة زوجها بالمحمدية، بعد أن فطنت إحدى جاراتها التي تتابع قضية الرضيع المفقود إلى احتمال أن يكون المولود الجديد داخل أسرة جارتها، وهو المولود المختفي، لعلمها بأن جارتها أجهضت في العديد من المناسبات وأنها لم تلاحظ مراحل حملها الذي أثمر الابن الجديد، الذي ادعت إنجابه في نفس اليوم (18 يناير 2008) الذي اختطف فيه رضيع المستشفى. أخبرت الجارة الشرطة القضائية، وأكدت أن مختطفة الطفل قصت شعر الرضيع، وتستعد لتنظيم حفل العقيقة في اليوم الموالي، وأنها ذبحت الخروف الأضحية وأعدت الحلوى ودعت الأهل والأقارب والجيران بعد أن أبلغتهم بأنها أنجبت مولودا ذكرا.
نفذ عناصر الشرطة، مباشرة بعد سماعهم الخبر، إنزالا سريا بالمنطقة للتأكد من صحته وإجلوا عملية مداهمة أسرة المتهمة حتى صباح اليوم الموالي، حيث انتقلت الفرقة الأمنية إلى منزل المختطفة، وقاموا باصطحاب المتهمة رفقة المولود إلى مستشفى مولاي عبد الله لتبدأ عملية المواجهة واستخراج الحجج والقرائن المدينة لها.
كان المولود يحمل (خالة) فوق عينه اليسرى، وهي نفس العلامة التي يحملها رضيع هناء المختطف. فتعرفت عليه الأم الضحية، كما أن هناء رفقة السيدة التي شاركتها نفس الغرفة يوم الاختطاف، والتي سلم مولودها من الاختطاف بعدما تأكدت المختطفة من أنه أنثى، تعرفتا على ملامح المتهمة، وأكدتا أنها الفاعلة. استمر البحث عن الدلائل بينما ظلت المتهمة تصرخ وتنفي كل ادعاءات الشهود والقرائن، وتردد أن المولود ابنها. تم عرض المرأة على طبيب مختص في أمراض الولادة والنساء بمستشفى مولاي عبد الله، فتبين بعد الفحص أنها لم يسبق لها أن أنجبت ولا وجود لأية أعراض حمل حديثة.
عملية تمشيطية لغرف منزل المتهمة أمدت الشرطة القضائية بقرائن جديدة، تمثلت في الحقيبة التي كانت تحملها يوم الاختطاف، وكذا معطفها ومنديلها الأسودين اللذين ارتدتهما يوم العملية، إضافة إلى العثور على قميص للرضيع المختطف، كما حجز عناصر الشرطة شهادة طبية محررة داخل مصحة خاصة بتاريخ 20 غشت من سنة 2004، تثبت أن السيدة مريضة، ولا يمكن أن تنجب لأن حملها سيتعرض دائما للإجهاض. تعددت القرائن أمام المتهمة التي لم تجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليها.
اعتقلت المرأة ووضعت رفقة زوجها تحت الحراسة النظرية إلى حين استكمال البحث، والوصول إلى كل الخيوط المشاركة في عملية الاختطاف بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ونفى زوجها أن تكون له علاقة بالموضوع، موضحا أنه كان يعلم أن زوجته حامل، وأنه خرج إلى عمله بأحد مكاتب المكتب الوطني للكهرباء، وعند عودته وجد أنها أنجبت طفلا. تصريح الزوج (م. م) من مواليد سنة 1981، وجد معارضة من طرف المكلفين بالبحث في القضية، مستبعدين أن يكون الزوج غير متواطئ مع زوجته في عملية الاختطاف، أو على الأقل يعلم بأن المولود ليس من صلبه وزوجته.
فرحة الوالدين بعودة رضيعهما
قالت أم ياسين لحظة عثورها على رضيعها إنها لا يمكن أن تصف مدى فرحتها بعودة ابنها، وأوضحت أنها رفضت الخروج من المستشفى قبل اصطحاب المولود ياسين الذي كاد أن يكلفها حياتها بعد ولادة قيصرية. واعتذر محمد الأب للطاقم الطبي والإداري بالمستشفى، على كل ما بدر منه في لحظات الغضب، وشكر كل من ساهم في «الانتفاضة» الوطنية التي استمرت إلى حين العثور على ابنه، مشيرا إلى الفرحة الكبرى التي أبداها سكان مدينة المحمدية الذين حجوا إلى المستشفى ورددوا أغاني وأهازيج بمناسبة عودة ياسين.
وكانت المئات من الجماهير الفضالية (نساء ورجالا وأطفالا) تجمعت أمام الباب الرسمي لمستشفى مولاي عبد الله، بعد سماعها بخبر اعتقال المختطفة وعودة الرضيع إلى حضن أمه المعتصمة داخل غرفة الولادة. ولم يفت ساكنة المدينة أن يحملوا معهم الأعلام الوطنية وبعض عتاد الغناء الشعبي، لتتحول الساحة الواقعة بين المستشفى وقصبة المحمدية إلى عرس وهو ما جعل عناصر الشرطة القضائية يلغون عملية تمثيل الجريمة التي كانت منتظرة مساء نفس اليوم. الجماهير الفضالية سارت وراء هناء وزوجها والمولود العائد إلى حضنه الأصلي في موكب كبير، زفوهم إلى حيث السيارة التي أقلتهم إلى منزلهم بمدينة الدار البيضاء، بينما أخرجت عناصر الشرطة القضائية الخاطفة عبر ممر سري خلف المستشفى، بعيدا عن أنظار الجماهير التي ظلت لساعات مرابطة أمام باب المستشفى تنتظر رؤية الخاطفة. 
بوشعيب حمراوي

فقيه يجهز على امرأة حامل لطرد الجن من جسدها وحامل تلد خمسة توائم دفعة واحدة

هذه خمس حالات فقط من الحالات الصعبة والصادمة التي تعيشها أقسام الولادة بالمغرب. لكن حالات الحمل الصعبة التي ترد على مستشفيات المغرب تمثل نسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15 في المائة من مجموع الولادات التي تسجلها وزارة الصحة. وبالرغم من أن الأطباء عادة ما يؤكدون بأن هذه الحالات يمكن السيطرة طبيا عليها شريطة توفر الظروف والإمكانيات، فإن نسب وفيات النساء الحوامل لا يزال يسجل ارتفاعا كبيرا في المغرب. ويرى الدكتور عبد العالي ملهوف، طبيب مختص ومسؤول بقسم التوليد بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، بأن هذا الوضع مرتبط بتدني مستوى التعليم لدى فئات واسعة من المجتمع المغربي، وتدهور الأوضاع الاجتماعية لأغلب الأسر المغربية.
راعية غنم تفقد جنينها في بطنها
باشرت فرقة متعددة الاختصاصات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس يوم الأربعاء الماضي عملية إنقاذ حياة راعية حامل تعرضت لحادث انهيار حافة جبل عليها، ما نجم عنه إصابتها بجروح غائرة على مستوى الرأس وكسور على مستوى الوجه وأخرى على مستوى الفخذ، وم،ت جنينها وهو في بطنها. وسيكون على هذا الفريق معالجة كسور المرأة الشابة، وذلك إلى جانب استخراج جنينها الميت. وسيجد هذا الفريق صعوبة في إخراجه عبر عملية توليد طبيعية، بالنظر إلى الكسور التي لحقت بالراعية على مستوى الفخذ. وسيدفع هذا الوضع الأطباء إلى إجراء عملية توليد قيصرية لهذه الراعية من أجل استخراج جنينها الذي لم يصل بعد في بطن أمه إلى شهره السادس. ويقول الدكتور عبد العالي ملهوف، اختصاصي ومسؤول بقسم الولادة بالمستشفى الجامعي بفاس، إن الأطباء يتفادون مثل هذه العمليات لأنها تؤثر على وضعية الرحم في الولادات اللاحقة.
«فاطمة» لم تكن تدري أنها في صباح يوم الأربعاء الماضي ستتعرض لـ«حادثة» وهي تهش بعصاها على غنمها في طبيعة بادية تاونات. وبمجرد ما اقتربت أغنامها من أعلى الجبل تهاوى سفحه بينما كانت هي في الأسفل تراقب قطيعها وتؤنس وحدتها بجنينها.
ويقول الدكتور ملهوف إن المستشفيات بالمغرب تستقبل حالات عدة من الحمل صادمة. ويرى بأن هذه الحالات تنتهي، في أغلبها بوفيات سواء في صفوف الأمهات أو الأطفال، أو في صفوفهما معا. ويربط ارتفاع معدل الوفيات الذي يسجل في صفوف النساء الحوامل بالمغرب بضعف الوعي وتردي الأوضاع الاجتماعية. ويؤكد بأن عددا كبيرا من هذه الحالات كان من الممكن تفاديه لو تم اللجوء إلى الطبيب في الوقت المناسب.
فقيه يجهز على حامل لطرد الجن من جسدها
ومن الحالات الصادمة التي وردت على المستشفى الجامعي بفاس، حالة امرأة في سن 18 سنة من إحدى قرى تاونات، وهي تحتضر من شدة الضربات التي تلقتها من يد فقيه أملت فيه عائلتها أن يخرج منها الجن الذي حل بها وهي في آخر أيام حملها.
فقد تعرضت هذه الشابة لنزيف حاد بسبب مرض الصرع الذي ينتاب في بعض الأحيان النساء الحوامل. وتعرضت للغيبوبة، فاعتقدت عائلتها بأن الجن قد سكن جسدها، وقصدوا «عيادة» الفقيه الذي بدأ يتلو عليها بعض الآيات القرآنية، قبل أن يمر إلى كلمات وجمل لا يفهمها «العوام»، ثم تتطور الأمور إلى استعمال عصا غليظة كانت تحل بمختلف أنحاء جسد المرأة وهي حامل بغرض إخراج الجن منها. لكن عندما يئس الفقيه ولاحظ بأن الحامل تدهورت حالتها أكثر وازداد نزيفها، طلب من عائلتها أن تنقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بفاس، وقبل أن تدخل سيارة الإسعاف الباب الرئيسي للمستشفى لفظت «حياة» آخر أنفاسها وانتقل معها جنينها إلى عفو الله.
ويورد الدكتور ملهوف بأنه كان من الممكن إنقاذ هذه الشابة لو وفدت على الأطباء في الوقت المناسب، موضحا بأن مثل هذه النوبات وبالرغم من حدتها وخطورتها في بعض الأحيان إلى أنها معروفة في الوسط الطبي بأنها ملازمة لحالات من الحمل ويمكن السيطرة عليها بالإمكانيات التقنية والطبية والصيدلية المتوفرة.
خمسة مواليد «دقة» واحدة
ومن الحالات النادرة التي وفدت على المستشفى الجامعي بفاس، حالة امرأة حامل جاءت في وقت متقدم من الحمل دون دفتر طبي وأدخلت إلى غرفة التوليد مباشرة. ندرة هذه الحالة تكمن في أنها فاجأت الجميع بالولادة الأولى بشكل طبيعي، ثم الثانية والثالثة والرابعة والخامسة. وبالرغم من أن الوضع تم في ظروف عادية، إلا أن حياة الصغار لم تدم طويلا بعدما وضعوا في حاضنات وهم في شهرهم السادس. وتوفوا الواحد تلو الآخر. ويؤكد الدكتور ملهوف بأنه لو قصدت هذه المواطنة الأطباء منذ بداية الحمل، لتم الكشف عن وضعها ولتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمساعدتها على وضع أطفالها في ظروف مريحة واحتمالات حياة أكبر بالنسبة لهم.
ومن الحمل ما كذب
ومن الحمل ما كذب. وهذه هي بالضبط حالة امرأة اعتقدت أنها حامل بعدما انقطعت عنها عادتها الشهرية وبدأت بطنها في الانتفاخ، إلى أن بلغت شهرها التاسع، وأحست كما تحس الحوامل بآلام المخاض، فقصدت المستشفى الجامعي. لكن حيرة الأطباء ستكون كبيرة، عندما كشفوا للمرة الأولى عما في بطنها دون أن يجدوا أي جنين. وأعادوا الكرة لمرات ومرات، وتأكدوا بعدها أن حمل هذه السيدة كاذب. لكن كيف يمكن للطبيب أن يقنع امرأة لم يسبق لها أن خضعت لكشوفات طبية منذ بدء حملها بأنها غير حامل؟ كيف سيمكن إقناع محيطها بأن انتفاخ البطن وانقطاع العادة الشهرية وغيرها من مؤشرات الحمل كلها خاطئة وتنم عن حمل بسيكولوجي؟ إنها من أصعب المهمات، يقول أحد الأطباء، لأن الحامل لا تصدق بسهولة في وقت كانت تعيش فيه ولمدة تسعة أشهر مؤشرات حمل حقيقية. ويشير الدكتور ملهوف إلى أن الحمل الكاذب عادة ما يظهر في أوساط نساء تزوجن في وقت متأخر من عمرهن أو تأخرن عن الإنجاب، ويوضح بأن من شأن زيارة الطبيب منذ ظهور الأعراض الأولى للحمل أن يزيل كل الشكوك حول صحة الحمل من عدمها.
ولادة على متن سيارة أجرة
على أن حالة «سعاد» تعد من الحالات التي استنفرت أحد أطقم قسم الولادة بالمستشفى منذ حوالي أسبوع، فقد وفدت هذه المرأة على المستشفى وهي في حالة مخاض شديد، على متن سيارة أجرة صغيرة، ولم تكن مرافقة بأي أحد من أفراد عائلتها. وقبل أن يصل الطاكسي إلى البوابة الرئيسية للمستشفى وضعت مولودها وهي على متن السيارة. وأبلغ قسم الولادة بالحادث، وخرج فريقه إلى الشارع العام لإتمام التدابير الطبية للولادة، قبل أن يدخل المولود ووالدته إلى المستشفى ويتم إعداد الوثائق الطبية اللازمة لهما.
لحسن والنيعام

امرأة تضع مولودها في المرحاض وأخرى تلد مسخا برأس جدي 

تشير العديد من الروايات خاصة لذوي التجربة في العمل في بعض المستشفيات والمراكز الصحية ودور الولادة بمناطق مثل تارودانت وأكادير وتزنيت.. إلى حصول ولادات غريبة، تشمل تشوه الأجنة وحوادث غير عادية أثناء الولادة.. بسبب غياب التكوين حول الصحة الإنجابية والسكوت السائد في وسائل الإعلام وفي المدرسة عن التربية الجنسية.. ولضعف بنيات الاستقبال المعدة للإنجاب وقلة الموارد المادية والبشرية المخصصة لذلك.. ندرج هنا بعض هذه الحكايات التي تمت ببعض المراكز المشار إليها.
ولادة جنين برأس جدي
في أحد مراكز الولادة التابع لإقليم تارودانت حكت سيدة أن امرأة متقدمة في السن جاءت أثناء شعورها بألم الوضع مسرعة إلى المركز، وكانت مفاجأة من أشرف على توليدها أنها وضعت جنينا برأس جدي (الماعز) وكانت دهشة وحيرة هؤلاء كبيرتين وكان من حسن حظ المرأة وفاة الجنين في الحين، وأمر الطبيب الرئيسي للمركز بدفنه فورا بعد استشارته مع مسؤولي وزارة الصحة بالإقليم.
امرأة تضع مولودها في المرحاض
وضعت امرأة أخرى بدار للولادة حملها اضطراريا في المرحاض، حسب رواية مؤكدة. وكانت المعنية قد شعرت بمخاض الوضع وجاءت مسرعة إلى دار الولادة، ولكنها لسوء حظها وجدت سيدة أخرى سبقتها إلى المركز وكان الطاقم المحدود مشغولا بتوليدها، مما جعل السيدة الثانية تنتظر دورها، وأثناء ذلك شعرت بحاجة إلى ولوج المرحاض، وهكذا وضعت جنينها وهي في المرحاض.
التستر على وفاة امرأة حامل داخل مركز للولادة
اضطر العاملون في أحد مراكز الولادة بسوس إلى حمل جثة امرأة حامل في سيارة الإسعاف صوب مستشفى إقليمي بعد أن توفيت وهي داخل مركز الولادة. المعنية أصيبت فور ولوجها المركز بنزيف حاد، ولم يستطع من أشرف على علاجها إنقاذها من الموت، فتم نقلها على متن سيارة للإسعاف إلى المستشفى، على أساس أنها توفيت وهي في الطريق إلى المستشفى لإبعاد مسؤولية وفاتها عن طاقم المركز.
ولادة جنين برأسين وجسد واحد
أنجبت سيدة في أحد مراكز الولادة بالمنطقة جنينا غريبا، لم يعش إلا بضع دقائق وتوفي مباشرة، وكانت المعنية قبل نقلها إلى المركز تعتقد أنها ستنجب توأمين، إلا أن خيبة أملها كانت كبيرة عندما علمت من الممرضة التي تكلفت بالإشراف على وضع جنينها، أنها أنجبت وليدا غريبا يحمل على كتفه رأسين وقد توفي مباشرة بعد ولادته.
الحسن باكريم 

وليد يموت داخل آلة تصبين وحامل كادت تلقى حتفها بسبب خطأ في التقدير – «البزنيس» والرشوة يغزوان أقسام الولادة

الحكايات التي تتحدث عن غرائب أقسام الولادة في مستشفيات الدار البيضاء لا تعد ولا تحصى، ويتم تناقلها بشكل كبير بين الناس. أقسام الولادة التي يفترض فيها أن تكون مكانا للرأفة ومثالا للرحمة، تتحول في بعض الأحيان إلى جحيم للنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، إلى درجة أن البعض يحن إلى زمن «القابلات» التقليديات، عوض الممرضات المتخرجات اللواتي تنعدم في بعضهن أدنى شروط الرحمة والرأفة التي يجب أن تتوافر في من تزاول مثل هذه المهنة.
حامل كادت تموت بسبب خطأ في التقدير
نقل توفيق زوجته الحامل إلى مستشفى عمومي بعدما تبين له أن وقت الولادة قد أزف. تم إدخالها إلى قسم الولادة في إحدى المستشفيات العمومية بالدار البيضاء، ولكنهم نصحوا الزوج بإرجاعها إلى البيت. والحجة التي استند عليها الطبيب هو أن عنق الرحم لم يكن واسعا بما تقتضيه الحالات التي تقترب فيها الحامل من الوضع، وهو الحال الذي كانت توجد فيه الزوجة الحامل. لم يطمئن الزوج إلى هذه المبررات التي قالها له الطبيب، خاصة وأن الزوجة كان وجهها شاحبا وتتلوى من الألم. فقرر الزوج في الحال نقل الزوجة إلى عيادة خاصة. وبمجرد وصولها إلى العيادة أدخلت الزوجة على عجل إلى قسم الولادة حيث أجريت لها عملية جراحية. وقيل للزوج حينها «لو تأخرت بعض الوقت لكانت الطفلة أو الزوجة أو كلاهما في عداد الموتى».
«البزنيس» يغزو أقسام الولادة
المستشفيات المغربية بشكل عام وأقسام الولادة بشكل خاص تتحول في بعض الأحيان إلى أماكن للإثراء و«التبزنيس» في البشر. فلا غرابة أن تجد طبيبا متخرجا من أرقى المستشفيات العالمية لا يتورع عن الدخول في مساومة مع المرضى من أجل إجراء عملية جراحية أو غيرها كأن يقول له «إلى بقيتي في هذه المستشفى ستظل هكذا لمدة أشهر، ولكن إذا دفعت هذا المبلغ فيمكن أن أجري لك العملية في إحدى المصحات الخاصة اليوم قبل الغد». هذا «البيزنيس» الذي انتشر مثل السرطان في المستشفيات، لا يستثني أقسام الولادة في مستشفيات الدار البيضاء.
يحكى أن سيدة توفي الجنين في بطنها، فقصدت المستشفى لإخراجه، لكن الممرضة المولدة لم ترحم ضعفها ولا رقت لحالها وألمها وهي الأم المكلومة في جنين شارف على رؤية النور، والخروج إلى الوجود مصرة على دفع الحامل لمبلغ 650 درهما مسبقا حتى إذا طمأنتها بالموافقة على دفع المال بعد العملية، بادرتها المولدة بالقول «شكون يضمن لي الفلوس إلى متي»؟!
لقد اختفى مفهوم ملاك الرحمة في المستشفيات اليوم. حامل أخرى هالها منظر رؤية سيدة تلد مباشرة على الأرض، وأخرى تعاني آلام المخاض أمام أخريات يلدن في نفس الوقت وفي عين المكان دون مراعاة لأحاسيسهن.
انعدام الرأفة والرحمة بالحوامل، عدم الاكتراث بآلامهن وأوجاعهن وتركهن لحالهن إلا إذا دفعن مسبقا أو يتم التفاوض على مبلغ معلوم متفق عليه. والكلام النابي من قبل الممرضات في بعض الأحيان، والسب والشتم والانتقام من المرأة كلها أمور أصبحت عملة رائجة في أقسام الولادة.
هناك حكاية تشير إلى «البيزنيس» الذي أصبح يجتاح أقسام الولادة ليس فقط في المستشفيات العمومية، وإنما أيضا في المصحات الخاصة مثل حالة امرأة مهاجرة بإيطاليا أتت وهي حامل لقضاء فترة العطلة بالمغرب، ولكن فاجأها المخاض ودخلت إحدى المصحات الخاصة البيضاوية. أثناء الولادة توفيت الأم، غير أن الطفل نجى. لكن لم يتم إخبار العائلة بأن الأم قد توفيت، بل تم الاحتفاظ بها لمدة ثلاثة أيام، بعدها تم إخطار العائلة بواقعة الوفاة، والسبب الكامن وراء كل هذا التأخير كان تجاريا محضا، فالعائلة كانت تؤدي 3000 درهم عن كل ليلة تقضيها في الإنعاش.
الأنكى والأمر في الحكاية كلها عندما يتحالف أمران ويجتمعان: «البيزنيس» والشعوذة. فإذا كان بعض المشرفين على مستودعات الأموات يتاجرون في بعض الأحيان بجثث الموتى، ويقومون ببيع أطرافهم أو دمهم أو غيرها من الأمور للقيام بأعمال الشعوذة، فإن في أقسام الولادة أمور من هذا القبيل. فقد يستعمل دم النفاس، أو دم الطفل أو كل ما يخرج من رحم المرأة خلال عملية الولادة من أجل بيعه لبعض السحرة أو الأشخاص الراغبين في القيام بالشعوذة.
وليد يموت داخل آلة تصبين
وضعت سيدة طفلا بعد عذاب المخاض بالليل. وسعدت الأم بطفلها الصغير سعادة لا توصف، غير أن سعادتها لم تدم إلا ساعات، لتتحول بعد ذلك إلى بكاء وألم يعتصر قلبها. فبسبب خطأ ارتكبته الممرضات لقي الطفل حتفه. إذ أن الطفل الذي كان ملفوفا في إزار تم رميه مع إزارات أخرى فيما تم وضع كل ما يوجد في السلة في آلة التصبين، فمات الطفل أثناء عملية التصبين، ولم يتم الانتباه إلى الأمر إلا بعد أن فارق الطفل المسكين الحياة التي لم يكتب له أن يتمتع بها.
اختطاف مواليد من أقسام الولادة والمستشفيات
هناك حكاية تحكى بالحي المحمدي حول امرأة ولدت بمستشفى محمد الخامس في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. وحسب الرواية، فإن المرأة رأت أن ابنها كان شديد البياض. تحت تأثير المخدر، نامت المرأة لمدة من الزمن، غير أنها لما استفاقت رأت أن الابن الذي رأته مباشرة بعد الولادة ليس هو نفسه الذي تراه الآن. الابن أصبح أسمر اللون بعدما كان شديد البياض. احتجت وصرخت واعتبرت أنها ضحية احتيال ونصب وأن ابنها تم استبداله بآخر. المشكلة التي وقعت فيها المرأة أن لا أحد من أفراد العائلة رأى الطفل، وبدأ البعض يقول بأن ما تقوله وتدعيه بسبب تأثير «البنج». وتدخل الأب من أجل إقناع زوجته بأنه بالإمكان لأشخاص بيض أن يلدوا أطفالا ذوي سحنة سمراء. وتمكن بالتالي الزوج من حل المشكل.


الأخطاء الطبية حدث ولا حرج
الحديث عن الأخطاء الطبية داخل غرف الولادة حديث ذو شجون. فكثيرة هي الحكايات التي تروى عن أطباء نسوا خيوطا وأشياء داخل رحم النساء. وقعت نهاية شهر يوليوز الماضي حادثة خلال عملية ولادة بإحدى مصحات الدار البيضاء الخاصة. فقد ارتكب الطبيب المولد خطأ نجم عنه نزيف حاد لم تستطع المصحة أن تعالجه، ولا أية مصحة خاصة بالدار البيضاء. ولم يتم إنقاذ المرأة إلا بعد أن نقلت إلى المستشفى العسكري بالرباط حيث عولجت، وهي الآن في طور النقاهة. والمشكل أن المرأة أو العائلة لم تنظم لحد ما يعرف عند المغاربة بـ «السبوع». وقيل بأن أب الطفلة الوليدة يعتزم مقاضاة الطبيب المشرف على العملية بسبب الخطأ الطبي الذي ارتكبه. 

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .