أخبار عاجلة

ico أسرة الأمن الوطني تحتفي بعيد تأسيسها…68 عاماً من خدمة أمن المغاربة واليقظة الدائمة ico قضاة يبرزون مجهودات الدولة لتخليق الحياة العامة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ico تقدم كبير في بناء ملعب الرباط وتجهيزات غطاء ملعب طنجة تصل للشروع في تركيبها ico هيئة الموثقين بالمغرب تحدث منصة «توثيق+» لتسهيل الإجراءات على المواطنين ico الترخيص لـ52 شركة طيران لتسيير 2060 رحلة جوية أسبوعية من وإلى المطارات المغربية خلال فصل الصيف ico مجلس حقوق الانسان يتعهد بالترافع عن إدماج “معتقلي الإرهاب” بسوق الشغل ico جلالة الملك يشيد بدور الجيش في الدفاع عن حوزة الوطن والذود عن وحدته الترابية ico جلالة الملك يأمر بتطوير التكوين العسكري وإحداث مقر جديد للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا ico وسط حضور وازن.. كلية الناظور تشهد مناقشة أطروحة الدكتوراه في شعبة القانون الخاص من طرف الطالب “محمد الأمين ico وهبي: التواصل الاجتماعي أكبر عدو لحقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي لايصلح للقضاء

الرئيسية منبر البديل السياسي من يوقف زحف العنوسة بالمغرب .. ومن يفك لغز هذه الظاهرة المأساوية المزعجة؟

من يوقف زحف العنوسة بالمغرب .. ومن يفك لغز هذه الظاهرة المأساوية المزعجة؟

كتبه كتب في 29 ديسمبر 2018 - 2:42 ص

جريدة البديل السياسي.كوم/        كتبت : نادية مباركي 

العنوسة مصطلح يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، وهو يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخرا هو إطلاق اللفظ غالبا على النساء، حيث أن الرجل حينما يتجاوز الثلاثينيات من عمره ويدخل الأربعينيات، نقول عنه إنسان ناضج وكامل أما حينما تجتاز المرأة عتبة الثلاثينيات من عمرها نقول إنها دخلت خريف العمر وفاتها القطار وأصبحت على قارعة الطريق ولا تجد في الحياة مشاركة أو تفاعل بل وتتحول إلى حدث وتبقى محط استفهامات ونظرات مجتمعنا الذي لا يرحم.
وتعد هذه الظاهرة من المشاكل الإجتماعية التي أصبحت بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي تفتخر بعاداتها وبمحافظتها على الدين والأعراف التي تحث على الزواج وترغب فيه، فما هي إذن أسباب مشكلة العنوسة بين الشباب وخاصةً بين الفتيات؟ وهل هناك سن للعنوسة في العالم العربي؟

onossa
تلقب عادة الفتاة التي تتأخر عن سن الزواج بالعانس أو “البايرة” مصطلح شعبي بامتياز، وإن كان مقتبسا من فعل بارت الأرض تبور، أي أنها لم تعد صالحة للزراعة، أي أن الفتاة التي تعدت السن الذي يحدده المجتمع أو الثقافة المنتمية إليها ولم تتزوج ،فهي لم تعد قادرة على الإنجاب، وفي هذا المصطلح، ورغم خطئه تجريح كبير للفتاة، لما يحمله من معان ثقيلة، وظلال كئيبة ستكون لها حتما تأثيراتها النفسية والمجتمعية على الفتاة.
ليس هناك مقياس ثابت في تحديد سن العنوسة، كما أن سن العنوسة ونظرة النّاس إليه، تختلف بين مجتمع وآخر، ففي بلادنا، لا يوجد سن محدد نستطيع أن نقول فيه عن الفتاة بأنها أصبحت عانسا، ولكن هناك شبه اتفاق على أن بلوغ الفتاة سن 35 سنة ولم تتزوج بعد فهذا يعني دخولها المؤكد، في مرحلة العنوسة، حيث تعيش الفتاة ظلال الحياة، وظلها ناهيك عن تأثيراتها الحالة النفسية والإجتماعية، وذلك على خلفية أسباب وعوامل كثيرة، وهذا لا يعني أن الفتاة لن تتزوج مطلقا بعد هذا، ولكنه يعني إضمحلال فرصة زواجها بشكل كبير.
ويعود سبب تأخر سن الزواج أحيانا للفتاة في المدن إلى أن الفتاة في المدينة، تحب أن تكمل دراستها، ويتطلب منها المجتمع ذلك أحيانا، حتى تعمل وتساعد أهلها أو زوجها في المستقبل، كما أن هناك عوامل كثيرة، تسبب تأخر سن الفتاة في المدينة منها: عزوف الشباب عن الزواج بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع تكاليف الزّواج في كثيرٍ من المجتمعات …إلخ
أما بالنسبة لمجتمع الأرياف فتتزوج الفتاة وهي صغيرة، ولا يتطلب منها الأهل أحيانا إكمال دراستها الجامعية، وأحيانا الثانوية، لذلك ترى الفتاة نفسها مؤهلة للزواج في سن صغيرة، وبالتالي يعتبر الأهل في المجتمعات الريفية أو البدوية الفتاة التي تجاوزت العشرين من عمرها أو الخامسة والعشرين من عمرها قد بلغت سن العنوسة وفاتها قطار الزواج.
وحسب الدراسات الإجتماعية، فإن ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج تؤثر على النمو الديموغرافي وعلى الوضع الصحي المرتبط بتأخر الزواج، كما تخلف أيضا آثارا على التماسك الأسري والإجتماعي، ودرجة التضامن بين أفراد المجتمع.

alger12_845050509
وتعود أسباب استفحال هذا الزلزال الذي يهز شريحة واسعة من النساء في مجتمعاتنا إلى:
* العامل الاقتصادي الذي يؤثر في قرار الرجل من ناحية قدرته على تحمل مصاريف المهور العالية، والقدرة على بناء عائلة وإنجاب الأطفال، وارتفاع الأسعار على الصعيد العالمي، وخاصة في مجتمعاتنا وبالتحديد أسعار الأراضي والبيوت والإيجارات والأثاث.
* مشكلة البطالة التي تنخر فئات عريضة من الشباب المغربي، والتي تجعل الزواج ومواكبة متطلباته أمرا شبه مستحيل.
* ضعف شبكة العلاقات الأسرية، يعد أيضا كواحد من المشاكل المحتملة لهذه الظاهرة، حيث تسود حالة من العزلة والإنكماش، وتقل أو تضعف العلاقات الأسرية والإجتماعية، وهذا يجعل مسألة التعارف صعبة، ويجعل الكثير من الفتيات يعشن في الظل ويصبحن منسيات.
* توفر إمكانيات القيام بالعلاقات العاطفية والجنسية خارج إطار الزواج مما يجعل نسبة كبيرة من الشباب يفضل الحصول على الإشباع العاطفي والجنسي دون مسؤوليات أو أعباء، وهذا يؤدي أيضا إلى انعدام الثقة لدى كثير من الشباب والفتيات في الحصول على شريك حياة مناسب، خاصة لدى هؤلاء الذين تورطوا في مثل تلك العلاقات وأصبح لديهم قناعة بأنه لا توجد فتاة عفيفة ولا يوجد فتى مستقيم.
* المغالاة في المهور وطقوس وترتيبات الزواج بما يفوق قدرة غالبية الشباب.
ومن العادات القبيحة التي تتسبب أيضا في انتشار ظاهرة العنوسة، الأعراف القبلية والفروقات العنصرية، والعصبية فبعض الناس، يشترط في الزوج أن يكون من قبيلة فلان أو من آل فلان ويشددون في هذا الأمر على حساب عنوسة أبنائهم وبناتهم، ولا يراعون إيمان المرء وتقواه وصلاحه وإنما يراعون نسبه واسمه ورسمه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض”
وبعضهم يشترط الترتيب بين الفتيات في الزواج، فلا يزوج الصغرى قبل أختها ولا يزوج الكبرى قبل الصغرى مهما كانت الظروف والدواعي ثم يستمر هذا المسلسل حتى تصير البنات كلهن من العانسات بسبب هذا التشدد الخاطئ في عدم تزويج البنت الصغيرة قبل أختها الكبيرة.
وبعض الآباء يأخذه الجشع ويستخفه الطمع إلى أن يصد الخُطّاب عن بناته حتى يأتي إليهن من هو أكثر مالا خاصة إذا رأى في ابنته أنها جميلة أو مستواها مرموق وفي النهاية يتباعد الناس عنه ويتركونه بسبب كثرة رده لهم وسماعهم عنه برد فلان وفلان.
وكحلول مقترحة، نرى أنه لا بد من نشر ثقافة الزواج وأهميته لتوفير الكثير من الإحتياجات الفطرية للنفس السوية بشكل سوي يتوافق مع القيم الدينية والأخلاقية والأعراف السليمة، فالزواج هو أفضل مؤسسة اجتماعية عرفها البشر حتى الآن، ويؤدي وظيفة بنائية ضرورية لاستمرار الجنس البشري وارتقائه خاصة في حالة قيامه على أسس سليمة، كما يجب أيضا تبسيط إجراء ات الزواج والتقليل من متطلباته، وإتاحة فرص العمل للشباب العاطل، فالشاب العاطل غير المتزوج يعيش حالة من عدم الإستقرار (يقابله فتاة عانس غير مستقرة غالبا) وهذا يؤدي إلى شيوع حالة من عدم الإستقرار في المجتمع ككل ينتج عنها الكثير من مظاهر التطرف أو الإنحراف، كما يجب تقديم الرعاية النفسية والإجتماعية للعانس خاصة إذا تعرضت لمشكلات مادية أو نفسية أو اجتماعية، مع مراعاة مشاعرها وعدم تجريحها بالتصريح أو التلميح.

6a5c628894d65d2ad77e178e465a273a_thumb_565
عموما، العانسات يعانين في الغالب من الإحباط والصراع النفسي والتعقيد الداخلي وتشعر العانس بالتوتر والضعف والإحساس بنظرة الناس لها وما يقوله المحيطون حولها سواء من صديقاتها المتزوجات أو من الفضوليات اللاتي يروق لهن جرح الأخريات بكلامهن الذي لا يرحم، فقليل ما تجد عانسا تتمتع بحياة طبيعية مقارنة بغيرها من المتزوجات على الرغم من نجاح بعض العوانس في تعويض عنوستهن من خلال عمليات التسامي، وذلك بالنجاح في العمل أو النجاح في القيام بأعمال ذات قيمة اجتماعية عالية أو الإبداع الأدبي أو الفني أو اللجوء إلى الزهد والحياة الروحية أو لجوء بعضهن إلى “الإسترجال” والإستعلاء ربما عقابا للرجال وللمجتمع ككل على إهمالهن.

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .