الرئيسية كتاب وآراء ماذا يعشق في الرصيف والجدران ؟؟،يذكرني برواية أرصفة وجدران ــــ عنوانا لا مضمونا ــــ للكاتب الراحل محمد زفزاف.

ماذا يعشق في الرصيف والجدران ؟؟،يذكرني برواية أرصفة وجدران ــــ عنوانا لا مضمونا ــــ للكاتب الراحل محمد زفزاف.

كتبه كتب في 26 يناير 2024 - 10:57 م

بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي 

يـــــأتــــي

========

ماذا يعشق في الرصيف والجدران ؟؟،يذكرني برواية أرصفة وجدران ــــ عنوانا لا مضمونا ــــ للكاتب الراحل محمد زفزاف.

هل يرى الرصيف واديا ،كوادي القرى حيث كانت تنزل بثينة صاحبة جميل ؟،وهل يرى الجدران أطلالا، يبكي عليها كبكاء الشعراء الجاهليين ؟ ، هل هو مجنون ليلى قيس بن الملوح ،أو قيس بن ذريح صاحب لبنى ،أو روميو صاحب جولييت ،أو غوته صاحب فارتر، أوالعقاد صاحب سارة،أو….. حاشا أن يصل إلى مستوى الذين ذكرتهم ،فقد ماتوا ومنهم من لم يتزوج ،ومات في سبيل حب الحبيبة الواحدة ،،،،،إنه دون خوان ….إنه ليس هذا ولا ذاك ولا ذلك …إنه ملقطان …اااااا.

يأتي من جهة القبلة التي يلبد فيها إلى الجهة الغربية ،حيث يتبنن في الرصيف في أحايين معينة ،ليرى المارين والمارات….. وفي أيام معلومة …..بعد دراسة تحركات الجيران ،يرسل ألحاظه إلى جهات أخرى …….يشرع في الفز والقفز والزقزقة والبقبقة والربذ ،إذا حضر خلانه يزداد أكثر، يستأسد يستنسر ، يتحول إلى قازّ، وفي بعض الأحيان إلى قزاز، ( بدون شد الزاي ) ،وإذا بقي وحيدا فهو ربذ العنان ،يندس ،يدخل خوفا من بقائه الطويل ،وهو يرنو إلى ما يرنو إليه … يقف بالرصيف في وقت استراتيجي ،ثم يشرع في الدخول والخروج من دكان إلى آخر، أو يتجه إلى مقهى قريب حينما يفضح .

بتحركاته ودلاله يكون رهقا ورعديدا ،أصابته المراهقة المتأخرة التي لا دواء لها ،عليه أن يعرض نفسه على طبيب نفساني….إنه.كبير سنا ،صغير عقلا، عمره العقلي أصغر من عمره الزمني ،لا لقياس الذكاء….لأنه أبله من الحبارى …. وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده كما قال زهير ، أصدقاؤه تواروا بعد أن فضحوا ،بسبب تصرفاتهم الصبيانية ؛لا أخلاق ولا إنسانية ولا مراعاة الجوار ،كانوا يخالون أنفسهم هم الأخيار والأقوياء ،لا منبه ولا رادع لهم ،يجلسون في الأرصفة للاستهزاء بالمارين من الرجال والبنات والنساء والجيران، يحملون غلا وضغنا ،يبدون عنصرية تجاه أهل بني انصار الأحرار، يدعون أنهم متمدنون ومتحضرون …. يخفون محتدهم وحقيقتهم ، يوهمون الناس من جراء عقدهم وشعورهم بالنقص ،يعتمدون في هذه التصرفات على أنذال أمثالهم ،ويشرعون في تعداد فلان وعلان وفشوان على المغفلين ،لكسب الاحترام وجلب الأنظار….حياتهم بين التمويه والإيهام واللعب ……انتهى زمن الكذب والخزعبلات والمراوغات والابتزاز والاستفزاز والاستغفال والاستخفاف ….

ما زال الذي يأتي من القبلة إلى الجهة الغربية، يزقزق ،يبقبق ،يقفز ،ينط ،يرقص ، ويمشي فوق الماء دون أن يسبح لينجو، لأنه لا محالة سيغرق ،وستكون نهايته كصاحبه الذي غاب كثيرا …..وقد ظهر، وكان بروزه ضعيفا ،لم يعد يركب سيارته التي ليست من عرق جبينه، لخصاص في المنحة والهبة و الحبوة والغنيمة الباردة ،ولم يهاتف كثيرا ،لأن الرصيد هزيل ،أصبح نحيفا كاليراع ،بعد أن كان بدينا ،لأن النهر الخالد جف ، لم يعد جاريا، والماء أصبح غورا ، فمن يأتيه بالماء المعين ؟؟،لا محالة أن الذي[ يأتي]؛سيتبخر، سيندحر،سيندثر ، كما تبخر أصدقاؤه المتهورون …..هذه السطور هي شفاء وتطهير ،من شر هذه النماذج المريضة عقليا ونفسيا والتي تحتاج إلى غذاء عقلي ،وتهذيب نفسي ،وتربية سليمة ،وأخلاق نبيلة ،علها تسير سيرها العادي ،لأنها ستنزلق ،وهذا الانزلاق ،سيكلفها كلفة مكلفة ،لأنها تستخف بالسكان ،وهذا السلوك ترفضه الثقافة المدنية ،والتربية على المواطنة .

إنه يأتي ؛ولا أدري لماذا يأتي ؟، وماذا ينتظر كل يوم ؟ ،هل ينتظر الذي يأتي ولا يأتي ؟ ، هل ينتظر…….؟، إنه يصطاد في الماء الكدر العكر ……لا غرو أنه سيقع في ما لا يحمد عقباه، لأنه يستمر في هذا السلوك الاستفزازي ، ولا يريد أن يرعوي …..ويظن أنه من الممثلين الكبار ،ومن أبطال مسرحية شيكسبر، ومسرحية شوقي …… إنه يتسلق الجدران باسته ،كما يقول المثل الأمازيغي الريفي ،ويظن أن الرصيف سوقا للنخاسة ..أو معرضا للأزياء …..أو مكانا لمعاكسة البنات العفيفات ،ولا يعرف أن الرصيف ملك للعموم ….ولا يفقه أن الشريعة الإسلامية حرمت الجلوس في الطرقات ….وأنها لا تحب المعتدين ولا الظالمين .

وبعد؛ إن هذا الكائن الغريب ؛غريب الأطوار والأدوار ، أصابه الهذيان والتيهان والدوار ، وضربت عليه الأرض بالأسداد ، لأنه يضرب أخماسا لأسداس ، لم يعد يأتي؛ فعل فيه سهولة ، ولا يجيء ؛فعل فيه صعوبة ،من حيث المعنى ، لأنه اندثر وتبخر وطار كالغبار والغراب والرياح النكباء بدون اتجاه ،يصعب ضبطها ….وقد طار طائره ، ونقول لهذا الغريب ولأمثاله ؛حذار من طيرات الشباب .

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .