الرئيسية كتاب وآراء مناسبة اليوم العالمي للغة العربية..لغتنا الجميلة تستغيث…ليلى المرّاني

مناسبة اليوم العالمي للغة العربية..لغتنا الجميلة تستغيث…ليلى المرّاني

كتبه كتب في 21 ديسمبر 2023 - 2:43 م

جريدة البديل السياسي 

مناسبة اليوم العالمي للغة العربية

لغتنا الجميلة تستغيث…

ليلى المرّاني

كتبت مقالةً ساخرة قبل سنين عن بعض الأخطاء التي ترتكب بحقّ لغة الضاد الخالدة، وما دفعني لذلك حينها، أنني رأيت كتّاباً وشعراء يقعون في بعضٍ من تلك الأخطاء، سأحاول هنا أن أورد بعضاً منها، وسوف أنقل المقالة القديمة كما كتبتها سابقا، متمنيّةً أن يسامحني ذوو الاختصاص إن وقعت ببعض الأخطاء…

إشاعات….

سمعت إشاعةً تقول: أن حروف الجرّ أحيلت على التقاعد!

فقد عجزت عن جرّ حتى النملة الصغيرة! حرف الجرّ هذا، على صغره، له قوّة هائلة مثل شمشون الجبّار، فهو يجرّ بسهولة متناهية السماوات بما فيها من كواكب ومجرّات… والأرض وما فيها وما عليها من قارّات وبحار وغابات ومحيطات، وكائنات بشريّة وغير بشريّة، ولكن يبدو أنّ ثورةً ما قامت ضد استبداد حرف الجرّ هذا وطغيانه! فقد أعلن البعض عن ازدرائه لحرف الجر الصغير والثورة عليه، بتحدّيه، ناصبين رؤوس الكلمات بعده أو رافعين لها، كأن يكتب بعضهم: ( في العشرون من عمره… )، ( إسمع من أباك… )، وأمثلة كثيرة أخرى لا مجال لذكرها هنا.

إشاعة أخرى تقول أن حرف الألف الذي كان يقف بين حرفين، قد اغتيل ولَم يعد له وجود، بمعنى انتفت الحاجة إليه! ( فالبوح ) مثلا أصبحت ( فلبوح )، و ( بالمئة ) أصبحت ( بلمئة ) وأمثلة أخرى كثيرة…

الإشاعة المغرضة الأخرى تقول، أن تنوين الفتحة ( ” ) سقطت من عرشها، وورثها حرف النون، مثلاً: ( ملتزماً ) أصبحت ( ملتزمن )، ( نادماً ) أصبحت ( نادمن )….

أمّا أغرب إشاعة فهي أن التاء الآخرية المربوطة، قد تبنّت سياسة الانفتاح، كما جميع الانفتاحات السائدة في زمننا العجيب! فبدلاً من ( قابعة ) مثلاً، أصبحت تكتب ( قابعت )، ( مبهمة ) أصبحت ( مبهمت )…!

حرف ( الياء )، وهذه إشاعة أخرى، أخذ الصدارة بامتياز في هذه الثورة العارمة على القيود الغاشمة للّغة العربية! فقد أخذ مكانه اللائق في الضمير المخاطب للأنثى وأفعال الماضي التي تتعلّق بها؛ فانسحبت ( الكسرة ) ذليلةً مهانة بعد أن يئست، ( أنتي ) بدلاً من ( أنتِ )، ( قلتي )، ( أحبّكي )، ( شربتي )…. إلخ بدلاً من ، قلتِ، أحبكِ، شربتِ….

هذا غيض من فيض ممّا تنوء به لغتنا العربية الجميلة. نسيت ان اذكر، ( إنشاء الله )، ولا أعرف عن أيّ ( إنشاء ) يتحدّثون! وكيف انقلبت ( إن شاء الله ) إلى ( إنشاء الله ).

أما عن الأخطاء النحويّة؛ فأترك ذلك إلى سيبويه ونفطويه، وخمارويه… وجميع سلالة ( … ويه )!

وإلى ابن مالك والفيّته، الذي قال أحدهم عنها :

( قرأتُ ألفيّة ابن مالك من أوّلُها إلى آخرُها؛ فلم افهم منها إلاّ حروف الجرّ… )!

أعانك الله يا ابن مالك…

سأترك الأمر إلى اولئك الذين ( صدّعوا ! ) أدمغتنا بما بذلوه من جهد جهيد في وضع قواعد اللغة العربية…

فقد سمعت آخر إشاعة تقول بأنهم عقدوا اجتماعاً طارئا في قبر شيخهم سيبويه، وقرروا تنظيم مسيرة احتجاجيّة من الكوفة وحتى موريتانيا، مروراً ببيروت ودمشق والقاهرة وتونس وليبيا والمغرب واليمن و و و وكلّ من نطق بحرف الضاد، ضدّ الارهاب الذي يمارس بحقّ اللغة العربية، واغتيال جهودهم في وضع قوالب وقوانين النحو والصرف، والجرّ و ( العرّ )… والنصب والرفع والجزم، إذ لم يعد أيّ منها يقوم بواجبه… جميعها أصيبت بسبات عميق؛ فانتعشت الأفعال، ولَم تعد تفقد جزءا منها، إن كان في الوسط أو في النهاية، ( لم ينتهي ) أصبح يسخر من ( لم ينتهِ )، ( لم يستغلّون ) ضاحكاً من ( لم يستغلّوا )

مع الاعتذار من ذوي الشان والاختصاص في اللغة العربية وقواعدها، فحتماً لديهم الكثير من الملاحظات التي غفلت عنها، فأنا مجرّد عاشقة للغة العربية، ولست ضليعةً بها

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .