الرئيسية كتاب وآراء نقطة في آخِرِ السَّطرِ… بقلم عبد العزيز أشركي

نقطة في آخِرِ السَّطرِ… بقلم عبد العزيز أشركي

كتبه كتب في 19 ديسمبر 2023 - 3:11 م

بقلم عبد العزيز أشركي – جريدة البديل السياسي 

نقطة في آخِرِ السَّطرِ

أيْ مدينتِي يا عاصمةَ الهجرِ

قد اكتفيْتُ مِنكِ بهذا القدرِ

لن أعِيشَ فيكِ بمَقاصدِ الفِكرِ

أو أعِيثَ فيكِ بقصائدِ الشِّعرِ

أو أكتبَ عنكِ بقواعدِ النَّثرِ

مِنَ النَّقدِ ما أرمي به للجهرِ

بما يُعِيق تَقدُّمَكِ في السَّيرِ

و يَشُدُّكِ بحضِيضِه إلى القعرِ

لن أخُصَّكِ منذ اليوم بالذِّكْرِ

إذْ ضِقتُ ذَرْعاً بغُروركِ الغِرِّ

يا من أَلِفْتِ أن تُثنٍي بالشُّكْرِ

على المُتاجِرِينَ فيكِ بالمَكْرِ

و على المُراكِمينَ فوق الصَّدرِ

نياشِينَ الخِياناتِ و الغدرِ

تَحتَفِينَ بهم بمُنتَهى الفخرِ

و تَفتَحِينَ لهم أبوابَ الخيرِ

لن أهتمَّ بعد الآن بالضُّرِّ

الذي مَسَّكِ مِن بَنِيكِ و الغيْرِ

فأنتِ في عِزِّ الضَّيْم و القهرِ

تتماديْنَ في سياساتِ العهرِ

تُقِيمينَ احتفالياتِ الهدرِ

في أفخم فنادقِكِ على البحرِ

و تُواجِهِينَ تَطاوُلاتِ الفقرِ

بإسدالِ الشَّعرِ و بهَزِّ الخصرِ

ما شأني أنا بكُلِّ ذَا الأمْرِ

بينما تَنتَشِينَ لِحدِّ السُّكْرِ

تَنعمِينَ في شقاوتِكِ كالطَّيرِ

حاسِبةً أنَّكِ حظِيتِ بالنَّصرِ

مُذ أن أخرَجُوكِ مِن شَقَا الأَسرِ

إثرَ خُمودِ نارِ سنواتِ الجمْرِ

لِتَرتَمي في حضْن عصبةِ الشَّرِّ

التي جَعَلَتْ مِنكِ بَغْلةَ الثَّغرِ

لن أغارَ عنكِ بل داخِل الغارِ

سأنزَوِي لأكتبَ عن دمِ الشَّهرِ

و احتِلامِ الصَّبيِّ و أَجرِ الصَّبرِ

و عن فوائدِ الحِجامةِ و التَّمْرِ

و حبَّةِ البَرَكةِ مع ماء الزَّهرِ

و عن استِحداثِ العَجَلةِ و الصِّفرِ

و اكتِشافِ مَوطِن الهُنودِ الحُمْرِ

و عن رقصِ الغَجَرِ في عيدِ الثَّورِ

سأكتبُ حتى عن شارِبِ الفأرِ

إلا عنكِ أنتِ يا أمَةَ العصرِ

عاشقةَ سادةِ مرتزقةِ الحِبرِ

و الصورةِ و الصوت حسبَ السِّعرِ

فلن أقومَ بنقدِكِ أبَدَ الدَّهرِ

مهما يَعبَث بكِ صانِعو البَعرِ

و لا عَزاءَ للنُّقَّادِ في السِّرِّ

و المُختبِئينَ قَبلي في الجُحرِ

#عبدالعزيزأشرڭي

17 دجنبر 2023

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .