عبد اللطيف برادة- جريدة البديل السياسي
على العالم ان يتدخل قبل فوات الاوان
صرخة تحذير أطلقها في وجه العالم، شعوبا وقادة، من أن منطقة الشرق الأوسط تواجه الان أزمة مفصلية، وهي التي تعاني من بؤر توتر مختلفة الاتجاهات.. طائفية وعرقية، واستيطانية توسعية، تبدو وكانها تجلس على فوهة بركان، إذا ما انفجر فإن المنطقة برمتها ستشتعل، ولن يسهل إخماد حرائقها
ومن المعروف تاريخيا أن إسرائيل، وهي السبب الرئيسي في أزمة المنطقة وتوترها الدائم، تلجأ إلى الحروب عندما تتفاقم أزماتها الداخلية، وهي كثيرة ومتعددة الجوانب والأشكال؛ طائفية ودينية وعرقية واقتصادية.. وفي خضم هذا الوضع المتأزم المقلق هناك فرصة أخيرة ما نزال نمتلكها لتحقيق السلام. لكن هذه الفرصة تضيق فسحتها الواعدة بوتيرة متسارعة. وإذا لم يسارع العالم إلى اغتنامها، خصوصا وأن هناك إجماعا شبه دولي على الحل السلمي للأزمة، فإن الحرب قادمة لا محالة، وستكون الأسوأ في تاريخ الحروب في المنطقة
على قادة العالم العمل السريع لنزع فتيل الأزمة قبل أن يحدث الانفجار، خصوصا وأن المتغيرات على الأرض تسير أيضا في اتجاه معاكس للسلام. فإسرائيل تتشبث باحتلالها للأرض، ومجتمعها يفرز قادة جددا متشددين دينيا وعرقيا، ولا يبدو السلام ضمن مفرداتهم السياسية أو توجههم المستقبلي
فعلى المجتمع الدولي ان يفتعل العقل والمنطق إوان يأخذ دوره الفاعل في اغتنام الفرصة الأخيرة للسلام، والابتعاد بالمنطقة عن الحرب التي ان لم نتصرف للحد من تمددها لن تقتصر نتائجها على المنطقة فحسب. بل ستتعداها لتصيب منطقة الشرق الاوسط كله بأضرار فادحة، قد يصعب إصلاحها على مدى سنين طويلة. فعلى العالم ادا أن يدرك أن وقوفه متفرجا مكتوف الأيدي سيؤدي إلى نتائج كارثية. فالجماعات المتطرفة كلها، سواء كانت إسلامية أم صهيونية، ستتخذ انداك من القضية استراتيجية لها تبني عليها أسباب وجودها وبقائها
تعليقات الزوار ( 0 )