بقلم الشاعر نورالدين بنعيش / المغرب/ جريدة البديل السياسي
المشانق
******
من حبل الوريد
هيجت الريح لهيب
الحرائق!
وفي يوم الشهيد
لم يبق عندي
خيار آخر سوى
البحث عن هوية
تحفظني من الانكسار
ومن نفسي!
أسترجعها بالموت
من مناقر اللقالق!
أحاول بين الفينة
والفينة جس نبض
تيه يعذبني دوما
في مثل هذه
الدقائق!
كأنه يستجديني…
ويريدني ان اغوص
بنثري في عمق
الحقائق!
استنفرتني لغة شعري
فبحثت عن أبجديات
تخبأت تحت رماد
الزيتون
أخفت معها مأساة
تتعلق بمحاولة امحاء
تاريخ شعبي
وبسحر اللغة الخاطف
وقوة المعنى القاصف!
احرقت جدارا شيد
من ورق!
وفي حبر الغضب
غمست لمة من
الفيالق!
ثم مشيت كثيرا
وطويلا…
اقتلع الالغام من
دروب الصبايا…
على صهوة جوادي
اتخطى حواجز من
من ضباب
وبجرة يراعي ازلت
من مسلكي آخِر
العوائق!
حتى انتهيت في حضن
وطن عشقه يأسرني
سرقني مني
ووضعني في كف
الشمس…
ثم طوح بي
عاليا في الاعماق
الملتهبة…
ليطلعني على أقلام
أصبحت الان رهينة
كالبيادق!
في قلب العواصم
تضفِر جدائل الوهم
ومن صالونات ومسابح
الفنادق
تروي حكايات الف
ليلة وليلة عن
الظبية المعزولة
والارض المهجورة
تفيض في الحكي
عن كيفية انطفاء
الغروب تحت أسقف
البرودة!
تحسبها فقط تسلي
نفسها بنفسها!
حين علمت انها
ستزف للمشانق!
هناك حيث أهلي
يكابدون الأخطار من
أجل حياة مستساغة
رغم أنف زمن
الموت!
وخطر الافناء الذي
يتهدد ملائكة في
تلك المناطق!
تعشق ندى الليل
تغزل تحت اجنحته
أشواق ورد انحبس
في الحدائق!
بأنانية العاشقات ينتظرن
حضور ربيع ينثر
نسماته على الحبق
والياسمين
وبهواه يغمر ملامح
الزنابق!
الشاعر نورالدين بنعيش / المغرب/
تعليقات الزوار ( 0 )