أخبار عاجلة

ico أسرة الأمن الوطني تحتفي بعيد تأسيسها…68 عاماً من خدمة أمن المغاربة واليقظة الدائمة ico قضاة يبرزون مجهودات الدولة لتخليق الحياة العامة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ico تقدم كبير في بناء ملعب الرباط وتجهيزات غطاء ملعب طنجة تصل للشروع في تركيبها ico هيئة الموثقين بالمغرب تحدث منصة «توثيق+» لتسهيل الإجراءات على المواطنين ico الترخيص لـ52 شركة طيران لتسيير 2060 رحلة جوية أسبوعية من وإلى المطارات المغربية خلال فصل الصيف ico مجلس حقوق الانسان يتعهد بالترافع عن إدماج “معتقلي الإرهاب” بسوق الشغل ico جلالة الملك يشيد بدور الجيش في الدفاع عن حوزة الوطن والذود عن وحدته الترابية ico جلالة الملك يأمر بتطوير التكوين العسكري وإحداث مقر جديد للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا ico وسط حضور وازن.. كلية الناظور تشهد مناقشة أطروحة الدكتوراه في شعبة القانون الخاص من طرف الطالب “محمد الأمين ico وهبي: التواصل الاجتماعي أكبر عدو لحقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي لايصلح للقضاء

الرئيسية كتاب وآراء طاولة بمقعد واحد/ قصة قصيرة…بقلم: خالد بوزيان موساوي

طاولة بمقعد واحد/ قصة قصيرة…بقلم: خالد بوزيان موساوي

كتبه كتب في 2 أكتوبر 2023 - 12:55 ص

بقلم: خالد بوزيان موساوي- جريدة البديل السيباسي

 

انتبهَ نادل كافيتيريا المُلْحَقة بالنادي الرياضي الذي أرتادُه مساء كلّ يوم أنّ جُلّاسي منعدمون مع استثناءات نادرة… لذا بادر حتى دون استشارتي بتخصيصي ركنا مُنزَويا وطاولة بمقعد واحد.

لم يكن لِيعلم أنني حتى في عزلتي مع معشوقتي السمراء (فنجان قهوة سادة) لم أكن وحيدا ولوْ دلّ المشهد الظاهر للعيان على ذلك… كنتُ ولا أزال في لحظات اعتزالي لِبَني جِلدتي أمارس طقوسا ذهنية ووجدانية استلهمتها من قراءاتي مُدّة عقود خلَتْ في الأدب العالمي. طقوس تعتمد على الذاكرة والخيال والحلم والحدس والفراسة لملء الفراغ بأشخاص تحلو لي محاورتهم في عالم موازٍ من ابتكاري. أحيي أحيانا طقوسي عبر أحلام اليقظة (rêveries) محاكاة لجون جاك روسو، وأحيانا بِتذكُّر ومضات (réminiscences) على طريقة مارسيل بروست، ومرّات ألجأ لأسلوب الاسترجاع الفني (flash back أو analepse) مستأنسا بنجيب محفوظ في روايته “اللص والكلاب”… لكن غالبا متى احتجتُ للحديث مع شخص عزيز غائب عن الأنظار أحبِّذُ ممارسة طقوس الاستحضار (invocation) بخيال شاعر وليس على طريقة السّحرة والدجالين…

مساء اليوم وأنا تحت تأثير سلبي لاكتمال البدر عكس شعراء كوكب الرومانس، وما سبّبه لي هذا الاكتمال من كآبة وغثيان… فكّرتُ في استحضار شخص من مقاس خاص يناسب انفعالات وجداني، فكان المُنادى عليه سرّا هو الفنان التشكيلي الهولاندي العالمي المُسَمى قيْد حياته: فان غوغ (Van Gogh).

سألني بعصبيته المعهودة:

ـ من أنت؟… وماذا تريد؟ !… هل لي سابق معرفة بك؟…

أجبته:

ـ ليس تحديدا… لكن سيد فان غوغ، لقد أصبحتَ بعد موتِكَ فنانا تشكيليا عالميا، ولوحاتك الباهضة الثمن معروفة في كلّ أرجاء الكون…

ابتسمَ ابتسامة العظماء مع التواضع وكرّر سؤاله بأسلوب أكثر لطفا:

ـ مرحبا… شكرا على إطرائك… أنا في الخدمة سيدي… ما المطلوب منّي؟…

أجبته:

ـ أنا المُمْتن سيدي… أنا معجب جدا بكلّ لوحاتك الفنية العظيمة، لكن في سياق هذا اللقاء، لوحتك “الكرسي” تستهويني أكثر… كما ترى، أنا جالس إلى طاولة بمقعد واحد، وحنيني واشتياقي لحبيبتي لا يوصفان… هلا رسمتَ لي كرسيا قد يُغري حبيبتي البعيدة الغائبة المتمنِّعة الشغوفة… لِتسلكَ طريق نهري الفائض بِحِبْري وتجلسَ على كرسي فان غوغ تحادثني وتعانقني… و….

أيقظني النادل وهو يسألني:

ـ هل طلبتني من جديد سيدي؟… أسمعكَ تكلمني… ولم أفهم من منطوق كلامك شيئا

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .