الرئيسية كتاب وآراء مشاهد من ركح أحلام يقظة:بقلم:الأستاذ خالد بوزيان موساوي

مشاهد من ركح أحلام يقظة:بقلم:الأستاذ خالد بوزيان موساوي

كتبه كتب في 10 يونيو 2023 - 10:16 م

جريدة البديل السياسي 

مشاهد من ركح أحلام يقظة:

بقلم:الاستاذ  خالد بوزيان موساوي

المشهد الاول:

الخشبة وعاء عقاري فارغ إلّا من شجرة هَرِمة تغرّد والرياح أنشودة الخذلان والعِصيان..

علّق مُصمّم الديكور في عُمق خلفية المكان صورة لامرأة من زمن وَلّى…

يقول “البرولوغ” (الرّاوي):

هذه الصورة تشبه إحدى المعلقات السبع على الكعبة… حنين ونوستالجيا ل “سوق عكاظ”؛ ذكرى وأطلال وقلوب موؤودة… هذه المرأة هناك داخل إطار الصورة المعلقة في عمق خلفية الخشبة؛ هي من وطأت قدماها آخر وُرَيْقات زهرة الحب في بستان هذا الرجل الكهل (يُشير إليّ). ليتَ العصارة يومها كانت عِطرا… ليتَ الدّمعات حينها انهمرت مطرا… ما كان دم المذبوح عشقا ينساب حِبرا…

المشهد الثاني:

خرجت المراة من إطار الصورة وكأنها “العنقاء” بُعِثت من صمْغ يَراع شاعر… وكأنها طيْف “هَمْلِتْ” يراقب من وراء نافذة الأساطير العجيبة… وكأنها قصيدة شِعر خارج قوارب البحور والقوافي العتيقة… لَفّّتْ شَعرها بوشاحِها الأزرق… قصدت الشجرة التي كنتُ ألوذ بها ساعة ضيم وكآبة وعبادة…

سألتني، كما سألتْ الساحرة الشريرة في حكاية “بياض الثلج” (Blanche neige) مرآتها:

ـ من الأجمل؟ أريكتك الغريبة ؟ أم انا حبيبتك صاحبة الشال الأزرق “إيلدا”؟

أجبتُها: لمّا يغيبُ الماء، أستبيح التيمّم بوسادتي حارسة احلامي العجيبة.

سألني الراوي:

ـ كنتُ أرى ريشة الخريف قد سطّرت على جبهتك خطوطا كما طلاسم من حكايا غريبة بنهايات مفجعة أليمة، وطَلَت شعرك بلون الثلج، يُنبِئ بسبات عميق … وكنتُ سأسألكَ:

ـ هل ذابت شموعك ونامت؟… هل انزل ستار مِحرابك؟… لكنني أرى صاحبة الشال وصورتها قد تبخرتا… هل شفيت؟… هل سنشعل فانوس “فينوس” جديدة ويبدأ مشهد العرض هذا على نغمات “سوناتا” من “كونشيرتو” جديد؟… ثم صرخ:

ـ اخرس يا “تينور” المآسي… غيروا الأركسترا…

المشهد االمفتوح إلى ما لا نهاية:

غرد سرب عابر من طيور ابابيل أغنية الحياة؛ ردد ينشد:

هذه بذرة قد سقطت أرضا وسهوا من منقار طائر مهاجر

تاه عن سربه قبل ان يكمل رحلته هذا السرب المسافر…

قمْ من سباتك واحتضنها في مروج قصائدك يا شاعر…

افتحوا الأبواب والنوافذ… لا … لا.. لا تنزلوا الستائر.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .