الرئيسية منوعات قصة فاطمة من ازغنغان : أشتاق لمن كان سببا في تشويه سمعتي وحرمني السعادة

قصة فاطمة من ازغنغان : أشتاق لمن كان سببا في تشويه سمعتي وحرمني السعادة

كتبه كتب في 10 مايو 2023 - 2:30 م

فاطمة ازغنغان – جريدة البديل السياسي :

أنا فاطمة من أزغنغان إقليم الناظور في السادسة والثلاثين من العمر، كنت قبل عقد من الزمن على علاقة بشاب أحبني كثيرا فبادلته نفس المشاعر، لأنه أحاطني بالاهتمام والعناية، لم يكن باستطاعته الابتعاد عني، حتى في العطلة الأسبوعية فإنه يمضي بسرعة لكي يراني، هذا الرجل الذي استطاع بعد أشهر معدودات أن يحتويني ويجعلني بدونه لا أستطيع الاستمرار، أصبحت أكره اسمه ولا أطيق أنه يوجد في نفس المدينة التي أعيش على أرضها، بات مجرد التفكير في علاقتي به بمثابة الحبل الذي يلتف حول عنقي فيكاد يخنقني.

انقلبت مشاعري من النقيض إلى النقيض لأنه لم يكن شهما، تصرف بحماقة وسفالة، عندما أخبرته بأن أحدهم تقدم لخطبتي، وقد طلب منه والدي أن يمهله بعض الوقت لكي يرد عليه بالرفض أو القبول، مثلما يفعل أولياء الأمور في مثل هذه المواقف، لكنه لم يصدقني واعتبر الأمر مجرد حيلة اعتمدتها لكي أضيق عليه فيُعجل بالتقدم لخطبتي، لكنه عندما تأكد من صحة كلامي، فإنه لم يحسب حساب العشرة التي جمعتني به وأسرع لمن تقدم لي فأخبره بأكاذيب جعلت ذلك الأخير يفر بجلده، بعدها جاء يخبرني بالتصرف الذي حسبه بطوليا، لأنه الفارس المغوار وقف في وجه عدو غاشم، أراد أن يحرمه من حبيبته، لم يدرك أبدا أن ما فعله تصرف أساء لسمعتي وجعلها على المحك.

لقد عاتبته وعاقبته بعدم الرد على مكالماته، لكن قلبي الذي أحبه بصدق لم يستطع الاستمرار في هذه القطيعة لأكثر من أسبوعين، بعدها عاد الصفاء إلى سمائي المغيمة، فتابعت حياتي وكأن شيئا لم يكن، لكن الحبيب السافل اشتهى تلك اللعبة القذرة، فأشاع خبر علاقتنا لكل من هب ودب فعل ذلك لكي يجعلني في نظر الجميع الفتاة الساقطة التي لا تصلح للزواج، فانتشرت أكاذيبه كانتشار النار في الهشيم وأنا في غفلة من أمري، وقد لاحظت بعد ذلك أن تهافت الخطاب على بيت والدي انعدم، فلم يعد أحدهم حتى ينظر إلي، أما بنات الجيران فإنهن امتنعن عن الكلام معي تفاديا للشبهات، وعندما بحثت في هذا الانقلاب الذي وقع في حياتي اكتشفت ما كنت غافلة عنه، فذلك النذل الجبان فعل فعلته ليفوت علي فرصة الزواج فأبقى أنيسة له مدى الحياة.

هذه المرة لم أرحم توسلاته لأنه لم يرحمني، فقلبي الذي أحبه لم يعد ينبض بالمشاعر بعدما أصبح كقطعة الفحم، بعد مرور الزمن وتعاقب السنوات، وبعدما التحقت بموكب العوانس، ثمة شعور أصبح يخالجني ويدغدغ مشاعري، يذكرني بالأيام الجميلة التي قضيتها معه، والأكثر من هذا التمست له عذر فعلته الشنعاء، وأدركت أنه اعتمد تلك الطريقة لأنه لا يرغب بأي كان أن يسرقني منه، فهو لم يكن بوسعه التقدم لي بسبب ظروفه السيئة، فيكفي أنه فكر بهذه الطريقة التي لم يكن يملك سواها.

أنا اليوم أشعر بالاشتياق لمن شوه سمعتي وحرمني من السعادة ويدفعني الحنين دفعا لإحياء علاقة الماضي فقد يكون النصيب معه، فهل أباشر بهذه الخطوة؟ فكرت في هذا الأمر لأنه لا يمكنني إثبات براءتي لكل الناس، فأنا حقا بريئة، وهو أول من يعلم بذلك لأن علاقتي معه كانت عفيفة.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .