الرئيسية كتاب وآراء المغناج المدنخ المدوخ المدلل العليل في مدرسة الخليل.من أوراق مهملة فوق الرفوف: بقلم ذ.محمادي راسي

المغناج المدنخ المدوخ المدلل العليل في مدرسة الخليل.من أوراق مهملة فوق الرفوف: بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 30 أكتوبر 2022 - 1:42 ص

بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي :

 

=================

المغناج المدنخ المدوخ المدلل العليل في مدرسة الخليل.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

يأتي مسترخيا متغنجا مترهيئا متخنثا في مشيته كأنه أصابه الدلوه ، في مشيته تحضرني قصة الغراب والحمامة ،،،،،لابسا قميصا صوفيا وسروالا ضيقا “طايا باخا”يكاد أن يندلق من خصره ، وسرواله يذكرني بقصة سروال “علي ” الواردة في كتاب بوكماخ، ليظهر للجالسين والراجلين والقاطنين ويتظاهر على أنه شاب متقدم جديد حديث معصرن “ألا مود”بحذاء “ريبوك ” وما يشبه رايبوك

ـــ وذكرني حذاؤه بقصة الشاب الذي طلب من أبيه أن يشتري له حذاء “رايبوك” ، فأجابه الأب قائلا :” شوف رايموك أحسن

” ـــ وانصحه أن يطلع على “طيكصطبوك”ليتثقف أكثر وليبتعد عن الخزعبلات المتجاوزة ،،،،،،ولكنه قليل العلم والاطلاع ، يميل إلى اللغب واللغط ، فأدبر غريره ،وأقبل هريره ، وذلكم من طبيعة شرة الشباب ،وغرة الصبيان ،وجهلة الفتوة ، ليثبت ويحقق ذاته المريضة التي تحمل من خلال معاينة سلوكاته ثنائيات متضادة ناتجة عن مرض عقلي ، أو خلل نفسي ، أو انفصام في الشخصية …

لأنه يبدو متذبذبا متدلدلا وغير منضبط ..يظل يهاتف الأشباح في الليل بجانب جدار مدرسة الخليل لا للشعر وإنما للشغر،كأنه الساحر “هوديني “الذي ادعى أنه يتحدث مع الأرواح بعد الموت وخصوصا مع أمه ، ولكنه افتضح أمره فيما بعد ، من خلال اكتشاف تقنية الألعاب السحرية الكاذبة الواهمة التي كان يمارسها …

يأتي من” براكة “الآن /لأنه من خلال سلوكه الدخيل ؛أتى إلى هذه البلدة الضعيفة من “البراريك” الأخرى ،فهو لا يروح إلى “منزله “وإنما يفضل المقاهي والشوارع وهذه عادته القديمة التي شب عليها ومن شب على شيء شاب عليه ،يظل يفعل ذلك في سراح ورواح ،لأنه ليس هناك متسع في “البراكة” أي الخص أو الكوخ أوالسرادق ……

وسيبقى من شب إلى دب ….

يأتي ـــ ولا يريد أن يرعوي ــــ ليتناول ويتبرك من بركة البركة مستقدما مستلزمات ضرورية بنشاط وحماس ـــويسارع إلى الجلوس في المكان الاستراتيجي ـــ في وعاء بلاستيكي تخدم وتنشط العقل في نظره الطفولي المراهقي المرهق ،وسلوكه الفضولي الطفيلي السلبي الانهزامي ،وفشله المنكشف في الهروب والابتعاد عن الواقع وعدم مواجهته ومجابهته ، لذلك يقوم بالتعويض بتلك المستلزمات المستقدمة لنسيان الواقع ،لأنه غير سوي لادعائه أكثر مما فيه …

ولم يستفد لا من الأوزان الشعرية ،وهو في مدرسة الخليل ، ولا من كتاب العين، ولا من العينية لابن سينا،ولا عيون التواريخ ،ولا عيون الأخبار ،ولا عيون الأنباء في طبقات الأطباء،الشيء الذي تعلمه في هذه المدرسة المنبوذة هو ؛مقياس الشيشة ،مقاديرها وأنواعها ، طريقة تحضيرها وإحضارها ، المواظبة على تناولها …

إلى أن يتخرج بشهادة عالية .. ،ليحظى بمكانة عظيمة ..للحصول على وظيفة سامية ..ليكون من العليين ،عفوا من السفليين …..

وظيفة التيهان والدوران بدون جدوى ،ليكون من العفاشة ، لأنه نخره العفاس والاعتفاد والعفك ،ويتحول إلى عفش نفش ،لا يقدر على معافسة الأمور ،ومقاومة غوافص وأوازم الدهور ….

لأن دوران الأرض ينتج عنه الليل والنهار ،ودوران الدواب حول البيدر لتدريس الغلات ؛ من بر وشعير ، يحصل الفلاح على غلته نتيجة عمله ، ودوران العجلة يقرب المسافات الطويلة من حيث المواصلات، وقس على ذلك من الدوران الجيد المجدي المنتج النافع الناجع .

يأتي صاحبه في السلوك المذكور من حي الصبار وآخرون من كل حدب وصوب ، يدخلون ويخرجون للتبرك مما يوجد في البركة والتواصل مع الخلان كالنمل أو كالفئران ، يهاتفون كأنهم في بورصة القيم ، ولكنهم يوجلون/ يتوجسون / يرقبون /يراقبون /يترقبون …وهم في تجارة خاصة أكثر من تجارة المقايضة ،يلجون في البداية للتبرك مستقيمي الصوب ،ثم ينتهون وقد غاب أطوار صوابهم ،ينزوون في قرنة بين حين وآخر ،يطوفون بأرصفة جيئة وذهابا تارة أخرى ، يلتفتون يمينا وشمالا جنوبا وغربا ،يظلون هكذا إلى ما بعد منتصف الليل ….

في السرى تعن عجائب وغرائب ،تحدث شجارات قد تؤدي إلى الموت ،ومداعبات قد تؤدي إلى الاغتصاب ،تبدو محطات استثنائية مختلقة مبتدعة خاصة للسيارات بدون إشارات رسمية ،في انتظار نقل العاهرات بعد المكالمات ، وهم لا يفكرون بعد ذلك في انتقال فيروسات مرض فقدان المناعة …

يظل هكذا المغناج المدلل العليل في مدرسة الخليل ليست للشعر ،وإنما للشغر والشقر والبقر والهدر والهذر،وهو مدمن ومداوم على هذا السلوك الذي لا معنى له ، يخرج من باب ويدخل من آخر ،ثم يقصد القرنة حيث يوجد بها ما يوجد من متعة وخيمة .

أجل ، يظل يطوف حول هذه المدرسة الجديدة المشبوهة التي يتابع فيها الدراسة الفاشلون المدمنون المعربدون ،اعتباطا وهدرا للزمن بدقائقه وثوانيه الثمينة التي هي الحياة كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :

دقات قلب المرء قائلة له // إن الحياة دقائق وثواني .(ثوان )

بجل ،مدرسة جديدة مستقلة للدروس الليلية ،لا صلة لها بمدرسة الكوفة ولا البصرة ولا المدارس الأدبية والفنية ولا المذاهب الفكرية…..تعرف صرف فعل :/دخل /خرج/دار/حمل /جلس/ رقب /نظر/لعب / عربد /شم /استنشق /دخن / شرب /.استغرق /مع تطبيق وسائل الإيضاح ، والتكوين العاجل والتدريب المستمر ….هذا هو البرنامج أو المقرر خلال الموسم الدراسي …تخرج المجانين وتوجه بعضهم إلى المستشفيات ،والبعض إلى السجون ،والبعض إلى التسكع للبحث عن المراجع والدروس التي قرأوها في هذه المدرسة الخاصة التي لا يهمها إلا جمع الدريهمات من شباب مسلوب مسحور مقهور ،وإذا لم يجدوا المراجع الكافية الضامنة للسعادة المزيفة ….فويل للأبوين والأصدقاء والمارين والجالسين …ااا

هذا المغناج الدعبوث تعلم في هذه المدرسة المصالتة والمعاظلة ،ولم يتعلم العارضة في الرأي والكلام ،وبلاغة المعاريض ، وعلم المعقول ، ولا الابستمولوجية ، لأنه يدعي أنه :”ألا مود” وفاهم الفهامة ، وعالم العلامة ،وصاحب الحكمة ، ومعدن الثقافة ،وحبر البلاغة ، وعميد الحداثة ،بل أراه رائد الحماقة والسفاهة ، ولم يعرف قيمة الأيام المعلومات ولا لياليها ، ولا قيمة شهر رمضان ،حتى أصبح وهو أعق وأبله وأجبن من ضب ، وصار من العباديد المضلة المشلولة ،وعوزبا لا يقدر على الدفاع عن نفسه ،بعد أن كان عاسا مراقبا ، عاشقا كاللبلاب الذي يلتوي من الشجرة ويلزمها ، مستعرضا سرواله الضيق ،يتبختر ويتغنج في الحديقة والشارع ،لا أدري ماذا دهاه اليوم ؟ أين اختفى ؟ لقد اندثر وتبخركما يتبخر البخار في السماء ،وتلاشى واضمحل كدخان الطائرة النفاثة ، فكان هو وغيره من المعربدين المتهورين و”الدون كيشوتيين ” من المندحرين المنهزمين ،و كما قال الشاعر :

كناطح صخرة يوما ليوهنها ///فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل .

وكما يقال :”قد أتتهم فالية الأفاعي ،ويأتيهم كل غد بما فيه ،وأنفهم في السماء واستهم أو عفاقتهم في الماء “،بسبب أعمالهم وأفعالهم السيئة ،لقد بال حمار فاستبال أحمرة ، إلى أن بالت بينهم الثعالب …”

وأختم بقول الشاعر :

أرب يبول الثعلبان برأسه //لقد ذل من بالت عليه الثعالب .

والبيت شاهد في النحو ؛على أن الباء تفيد الاستعلاء أي “على “رأسه في بيان وشرح معاني حروف الجر ..اااا.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .