الرئيسية كتاب وآراء  من وحي الصيف ــ4ــــ … :    بقلم ذ.محمادي راسي       

 من وحي الصيف ــ4ــــ … :    بقلم ذ.محمادي راسي       

كتبه كتب في 24 أغسطس 2019 - 9:10 م

 

  جريدة البديل السياسي :                         بقلم ذ.محمادي راسي    :

 

 

 

 

                               

                  

من الأرشيف 

""""""""""

                            من وحي الصيف ــ4ــــ

                            """""""""""""""""""""""

 

من الحشيشة والشيشة إلى الحشى والحشيان  والهذيان 

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

 

 تمهـــــــــــــــيـــــد:

 

                            لقد جرب  ـــ والتجربة أم العلوم والدروس ، ومدرسة  الحياة ـــــ معظم الشباب على الصعيد المحلي والوطني والعالمي بوزوع الفضول ،والنزوع إلى حب الاستطلاع الذي هو أم البلاء من خلال التدخين ؛بدءا من التبغ والكيف والأفيون ، أو الاجتراع و الاحتقان  أو الوخز لأنواع من المخدرات من " ل،س،د" والماريخوانا والهيرويين والكوكايين وما جد من جديد من شيرة وكالة وتنفيحة وقرقوبي وأقراص مهلوسة والدليو والسليسيون وغيرها حتى في ميدان الشيشة من المعسل  "معسل الباشا "والعجمي والبانشي وتوليفة البرتقال والنعناع والبطيخ الأصفر والعنب وغيرها من التوليفات ،وتقلب في عدة موضات من هيبية وبوهيمية وطوباوية وبونكية وجونكية وموجات وتيارات ومذاهب شتى ، وآخر صيحات في موضات اللباس الملفتة  المتلفة المفتنة المثيرة المتجلية في "خالف تعرف "،وفي بدع زائفة في الفكـر والسلوك والحوار ،وكلام فارغ قريب من اللغو واللغط والبغام بعيد عن اللغة وقواعدها وآداب الحوار ، وغيـرها من الاختلاق والابتداع المبدغين المدبغين المدبجين بالشـر والتذبذب والسلبيات والترهات ، شباب في وضعية قلقة مضطربة بين المد والجزر ، والاختيار بين الطرة والكتبة ، وبين الإقدام والإحجام ،  شباب يهتم بحليته ، يغلب عليه الاهتمام بالهيكل الخارجي والهندام المخالف ، شباب عبارة عن واجهات مزركشة مزخرفة ، جسمه مليء بالنقش والوشم والحلي ، وحلاقة شعره مثيرة مارينزية أحيانا ، وأحيانا يترك ضفيرة ، وأخرى يسدل شعره الذي يصل إلى المنكبين كأنه هيبي ، شباب همه الراحة والجولان والسياحة بأنواعها والسيارات والمخدرات ،،،، أما من حيث المضمون المكنون ، فهو فارغ نخب لا فكر ولا إبداع ولا أخلاق ولا تفكير في المستقبل والبحث عن العمل ــ  لأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ولا نحاسا ـــ من أجل لقمة العيش ومحاربة الفقر بعرق جبينه ، والمساهمة في تقدم المدشر والحي والمدينة والوطن ، لا بالسحت والرشوة والسمسرة و النوم والراحة والتواكل والغش والكذب ….

                                            بالخداع والغش والكذب لا نستطيع تحقيق الديمقراطية والحرية والعدل وتسييـر شؤون مدننا ،  الشباب المنخور المخمول المحشش المخدر المشيش لا يستطيع أن ينتج ولا أن يعمل إنه مستهلك فقط ، لا يقدر عن العمل جسميا ، ولا يبدع ولا  يفكر عقليا لأسباب مذكورة آنفا، إننا جميعا ساكنة وآباء وأمهات ، نخاف على مستقبل شبابنا لأنه هو مستقبل المدينة في تسييـرها بحكامة جيدة ، وجدية وصرامة ، لأن ما نراه ونشاهده لا يبشر بخير،  ولا يمت بالثقافة والأخلاق ولا بمواصفات المدينة المتمدنة ذات الفضاءات الجميلة الملهمة نهارا تحت ضوء الشمس ، وليلا تحت نور القمر والأضواء الكهربائية ، إنها مدينة مهملة ميتة ،بنيتها هشة لأنها موسمية ترقيعية ، لا تتوفر على بنية متينة صلبة  منذ ظهورها ، ولا تعتمد على دراسة ميدانية ، ورؤية مستقبلية من حيث تزايد السكان والبنيان والعمران ، وهو أي الشباب ركيزة الوطن وعمدته ، وهو رمز القوة والحماس والنشاط والحيوية والاستمرار والإنتاج والاختراع والابتكار والقدرة على التسيير …  

 

وبـــــــــــــــعــــــــــــــــد؛ 

                                    جميع المدارس الصيفية أنهت أشغالها وكل واحد من المشاركين ذهب إلى حال سبيله وفي جعبته  ومخه ومخيخه وعقله وقمطره ، مجموعة من الأفكار والانطباعات والارتسامات حول ما دار من النقاش الهادف يهم الإنسانية والمعضلات الاقتصادية والبيئية والفكرية والاجتماعية …إلا المدرسة المشائية ببني انصار فهي  تستمر إلى نهاية الخريف ، ربما أنها انتبهت هذه المدرسة الفلسفية الجديدة إلى التفرقة بين السنة والعام ، لأن السنة كما يرى البعض من أي يوم عددته إلى مثله ،والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا . وفي التهذيب "العام حول يأتي على شتوة وصيفة  ، وعلى هذا فالعام أخص من السنة ،فكل عام سنة وليس كل سنة عاما ، وإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة ، وقد يكون فيه نصف الصيف ونصف الشتاء ،والعام لا يكون إلا صيفا وشتاء متواليين "

                                  إن  المدرسة المشائية الصيفية للشيشة بحديقة بني انصار، ما زالت   مستمرة في نشاطها(الخزعبلي ) ونظامها (الفوضلي الفضولي الفوضوي ) خلال شهر رمضان والصيف إلى فصل الخـريف ، وهذه السنة  ،سيتخرج منها الفوج الأول من هذه المدرسة المستحدثة بدون رخصة ،لأن مدة الدراسة بها ثلاث سنوات ،بشهادة ــــ بدون مناقشة ومداولة ومؤاخذة وملاحظة ـــ بميزة حسن جدا في الولهان والتيهان والهذيان والفسق والفساد والفجور ،  وفقدان الصحة والمناعة ،وهذه المدرسة الدخيلة أبوابها مفتوحة في الهواء الطلق ، لأن من أهدافها التفتح على العالم الخارجي وربط المدرسة بالواقع ، بل إهلاك المنخرطين فيها والذين هم رجال الغد والمستقبل لهذه المدينة التي ترجع القهقرى ، تزداد ضلالا وضياعا وغيا وجهلا  ،في غياب المسؤولين والمنتخبين ، هذه المدرسة ؛ لا تخضع لأي مراقبة ولا تفتيش ، ولا ملاحظات تربوية ، ولا مراقبة مستمرة ،والإقبال عليها كثيــر لأن هذه الشعبة حديثة العهد في هذه المدينة البريئة الوديعة النائمة ، يكفي أن يصطحب التلميذ المتدرب آلة النارجيلة "أ ركيلة "  ومستلـزماتها المختلفة المؤلفة للقلوب والمكلفة للجيوب ،لأن الألفة تكلف الكلفة ،ثم تؤدي إلى التهلكة ، وبداية العمل خلال شهر رمضان ــ كظهور الخفافيش في الليل فقط ــ بعد أذان صلاة المغرب إلى إعلان المؤذن عن وقت السحور ،ويستمـر إلى أن يقتـرب الفجـر ،دليل على المواظبة والتفاني في العمل ، لأجل خلق جيل سليم العقل والجسم ، مبدع مفكر في هموم ووضعية مدينته الخارجة عن جادة الطرق والسكة المستقيمة …. أما طريقة الاشتغال فهي الجلوس على الكراسي في الحديقة  ، أحيانا يجلسون كالنهريين من حيث العدد ، والتحلق حول موائد المقهى ، وشرب المشروبات والشروع في التدخين مع الدردشة والقهقهة ،والتيهان مع الدخان المسموم النفاث من الأفواه ، والنفاذ إلى الجسوم ، ولهذه المدرسة مدير بدون تعيين ولا ظهير ولا مرسوم ولا قرار ولا عقد … ، فهو الأسبق للحصول على المكان الاستراتيجي ، ويبقى الأخيـر لأن له مسؤولية كبرى ،في ضبط الكراسي من حيث إخراجها وإرجاعها ، ويتحول إلى عتال ، ونائبه إلى نقال المستندات المعتمدة في الندوة في جربتة ،وصاحب التبان ذو الساقين من اليراع يمشي القدميّة إلى سائق متعجرف بسيارة "روفولية " عتيقة بخسة الثمن كقدم رمس جدي ،  وليست "تشيبرولية " الغالية الثمن النادرة الوجود، يزقزق كالطير، يبقبق إلى أن يصبح لقلاقا بقباقا ،يتبجح إلى أن يصبح ابن بقيع ، يتضخم إلى أن يصبح أبا مزاحم بدون جدوى ،يصوت إلى أن يصبح عينوما، وأحيانا دجاجة ، يعوي إلى أن يصبح ابن أوى ، ويتقلب إلى أن يصبح أم حبيب ، إلى أن تحول من أم عامـر إلى عامر ، وقد أضناه أبو عمرة ، وأخناه دخان الشيشة ، بل أضحى كناقة ميساع ، وكرجل هائع لائع …….اااا.

                                    تلامذة هذه المدرسة ورئيسهم  ينتظرون أن تطل عليهم من النافذة فطوش ،وتخرج  إليهم من الباب منوش ،أو أن يخرج إليهم الغول وعشتروت وشمهروش ،والعفريت والنفريت والسحتيت والزهتيت  في وقت السحور ، وهم في هذيان وأحلام وتيهان من فرط الشيشة والحشيشة ..يجلسون ثلاثة إلى أن يصبحوا ثلاثين ،وبعده يشرعون في ضرب أخماس  لأسداس ، وإذا قاموا مشوا مشية الغراب أو كالناقة العشواء …. يحتاجون إلى سيسموند فرويد ليحلل نفسيتهم ، ويشرح لهم الأنا والأنا الأعلى واللبيدو …..، أو سيـرين أبي  بكر ليحدثهم عن كتابه "منتخب الكلام في تفسيـر الأحلام " ليفسر رؤياهم …، أو عالم نفساني ليحيلهم على مستشفى المجانين والمعتوهين ….أو أن يودعوا السجن ليستـريحوا .

                                هذا المديـر الرئيس المعتمد الضريك ،  تتحلق حوله وتختلف إليه جماعة من الفئات العمـرية يعلمها الضلال والولهان والتيهان ، هذا المدير الكبير بل ؛ الصغيـر في طور البداية والتكوين ،وبدون تجربة سابقة  ،ودربة متينة ،وحنكة قوية ، هدفه فاشل ، أكل عليه الدهر وشرب ،لأنه يريد تجزية الوقت فقط ،واستفزاز المارين والجيران ،وتلويث الجـو وفضاء الحديقة بالدخان المسبب في  الغثيان والاختناق ومرض السرطان .

                            هذا المدير الدّارية للحديقة ؛ يـركــز دائما على الدائرة الموجودة فيها ، فظننته أنه يشرح لتلامذته الأبرياء نظرية فيكو في أدوار عجلة الحضارة ؛ من نقطة  بدايتها إلى نهايتها وبدايتها من جديد ،أو طريقة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ،وكذلك دوران القمر كلما بدا في الليل ، وأثره في المد والجزر وحياة الإنسان ، وعن الأنهرين العواء والسماك من منازل القمر ، وعن الممنيين وحدوثهما ،  بينما بالاكتشاف هو الجالس في هذه الدائرة يدور حول العمارات ،ويرسل الإشارات إلى النوافذ والأبواب ،وفي فلكه تدور معه الأذناب ،دون أن ينتبه إلى حرمة المنازل ، وأنى له أن ينتبه هذا المراهق الكبيـر المصاب بعدة عقد من بينها ؛ التشهير والتعـويض والتصعيد، وربما  عقدة أوديب أو ناطوس أونرجس أو …..،؟؟ ويظل هكذا خلال الصيف والخريف إلى أن يصاب هذا النطاط بالتيهان والهذيان والهرف والخرف في آخر الخريف ، فهو والسبتان في البستان الذي سبق الحديث عنه في مقالات أخرى ساية وسيان ،في الولهان والتيهان والهذيان ،وأنصح هؤلاء الأنذال  ، بالابتعاد عن الصيف الصائف ، والمعمعاني والقيظي من أيامه ، والحر المحرق والسخاخين ، وتجنب المعمعية القاتلة للشخصية ، والتبعية الكلبية النباحية ، عليهم أن يختاروا شهر شيبان وملحان ، وينتبهوا إلى أم حباب ، وترك مقهى أم حبيب ، وأم راشد ، وهجـر الخنث والدخل والدد ، لان الدهـر داهـر ، وتجنب الدعارة والزعارة ، أراهم كمعضوض الجناح  ،أو الذي هو في جناح طائر، ولكن لا بد من يوم سيأتي سيركبون فيه جناحي الطائـر ،لأنهم لم يـركبوا جناحي النعامة ،وعليهم احترام حق الضعيفين والضعـوف والمعلقة والظليم والجيران ،والإسراع إلى السبحة والسبحلة والحمدلة والحوقلة والهيللة والبسملة والتهجد ،وصلاة الشاهد والمشهود ، وصلاتي العشي أو العجماوين والتراويح وغيـرها من الصلوات ،  وعزائم الله وعزائم السجود ، وتلاوة المفصل من القرآن ، وفواتحه وقوارعه ونواجبه ونجائبه والمقشقشتين المبـرئتين من الشرك والنفاق ، في هذا الشهر الفضيل العظيم ، شهر رمضان المبارك الأبرك المبجل الجليل .

أقول لهؤلاء كما قال الشاعر :

أقصر فلست بمقصر جزت المدى 

وبلغت حيث النجم تحتك فأربعا

أو كما قال جـريـر :

فغض الطرف إنك من نمير //فلا كعبا بلغت ولا كلابا 

وقبل هذا البيت قال :

ولو وزنت حلوم  بني نمير //على الميزان ما وزنت ذبابا 

                               فعيثى لهم ..ااا من عيثهم وفسقهم وفجورهم في هذا الشهر العظيم وما خفي أعظم ، وهم أهل القلعة ،ومدرستهم مضيعة للعلم والوقت ،وقتل للشباب ومستقبله   ، لا صنعة ولا حرفة ولا عمل ، أن يرجعوا إلى سياسة الإبل والبقر وتلك ضيعتهم كما يبدو من خلال جلساتهم وحـركاتهم ومشيتهم ،ويبتعدوا عن هذه الحرفة القذرة المنافية للأخلاق والشريعة ، الفتاكة بالصحة والعقول ، وإلا سيقعون في حيص بيص، وفيما لا يحمد عقباه ، وسيكونون في وضعية ؛ثار حابلهم على نابلهم  ،أو حوّلوا حابلهم على نابلهم ، إن لم أقل اختلط الحابل بالنابل ،أو؛رب طلب جـر إلى حـرب ،أو؛ خرقاء عيّابة ، لأن هذه المدرسة تنتج إنسانا فاسقا فاشلا فاسدا فاجرا نشالا نصابا خاملا مـريضا معتوها يعيش عالة على المجتمع ، ويلعب خارج الزمان والمكان ويكون في حالة مضطربة وخارج التغطية .

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .