الرئيسية كتاب وآراء كيف ننشء مجتمعنا على الوطنية و المثل العليا ؟؟

كيف ننشء مجتمعنا على الوطنية و المثل العليا ؟؟

كتبه كتب في 16 يونيو 2019 - 1:24 م

جريدة البديل السياسي.كوم/ رمضان بنسعدون/

إن لكل عصر عبر التاريخ البشري مميزاته الثقافية و الحضارية و ما يتسم به عصرنا الراهن التنمية التربوية ، في وقت وصف فيه المجتمع الحديث أنه بمثابة مدينة تربوية تتميز بمواقف و خدمات يضع نصب أعينه تنشئة الجيل الصاعد على اعتبار أن تربية المجتمع هي المسؤولة عن تطوره و تخلفه ، فقوة الأمم لا تكمن في الكنوز و الثروات التي تجود بها أراضيه أو في الذهب الذي يملأ خزائنها ، لكن قوتها تكمن بطبيعة الحال في رأس المال البشري ، في هذه القدوة التي تنمو عموديا و أفقيا و السؤال الذي يمكن مناقشته في هذا الصدد من المسؤول عن إعداد و تربية الأجيال ..؟ هل المهمة تقتصر على المدرسة فحسب ؟

أم المسألة قضية تفاعل مختلف القوى من أشخاص و مؤسسات في المجتمع ؟ و ماذا تعني هذه العملية الديناميكية ؟ و ما دورها في الإعداد و التكوين و البناء في ظل ما اصطلح على تسميته بصراع الحضارات و الذي يبدو أن الغلبة لا تكون فيه كما أكد أخصائيون إلا للدول التي تهتم بتربية أبنائها لمواكبة و مسايرة التطور التكنولوجي و العلمي للحفاظ على أصالة المجتمع و انفعاله مع بيئته الجغرافية و الاقتصادية و تكوينه لاستخدامها أفضل ما يكون الاستخدام ..

و قد ظهر بجلاء أن تنمية الإنسان من أجل ذاته كهدف في حد ذاته ، يجب أن يظل غاية للتربية و لكنها لا تؤدي بنتيجتها إلا إذا انصهرت ضمن إطار أغراض التنمية الاجتماعية كلها و التفتح الشامل لقوى و طاقات الفرد لا يكون ناجحا إلا أذا ارتبط نموه بمصالح و أهداف المجتمع الذي ينشأ فيه و يتعايش معه و كذا تفاعله مع القيم الاجتماعية و الإنسانية العليا التي تسود فيه ، و لذلك فإن الإعداد للمواطنة يسترعي وعيا بالأوضاع القائمة في المجتمع الذي يحيا فيه المرء و تقديرا سليما للمرحلة التي يمر بها تطوره و وعيا بالقوى و الاتجاهات و التيارات المؤثرة فيه ، فضلا عن ذلك يستدعي وضوحا في الرؤية لمقاصد المجتمع و غاياته على المديين القريب و البعيد و مخطط لا يدعو للتعصب للوصول إلى هذه الغايات و الأهداف المنشودة ..

و لذلك لا مناص من أن تكيف التربية محتواها بحيث تتضمن الأبعاد للسعي خلف إعداد أفراد المجتمع للمواطنة السليمة بواسطة المعرفة و مدارج الرقي و عن طريق العمل ليس فحسب داخل المدرسة بل في المنزل ، المسجد و الشارع بممارسة أوجه النشاط المختلفة خارج حدودها بنجاح علاوة على القدرة على تكوين الروابط الاجتماعية و في نهاية المطاف يتم تكوين الفرد المناسب للظروف المواتية ..

 

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .