الرئيسية كتاب وآراء وحدة اليسار بين النصوص والنفوس … !!

وحدة اليسار بين النصوص والنفوس … !!

كتبه كتب في 3 أبريل 2019 - 11:56 م

جريدة البديل السياسي.كوم /  عبد اللطيف شتي  /

لاشك ان العالم الدي يرزح تحت نير النيوليبرالية المتوحشة التي تسلطت على مقدرات الشعوب المادية والرمزية مستغلة في دلك ايديولوجيتها العولمية دات الادرع والشبكات المالية والاعلامية المتنوعة التي نسجت بواسطتها تحالفات على امتداد المعمور .

هده التحالفات التي تجلت في العالم العربي بين الدين وراس المال او بالاحرى بين الاسلام السياسي والقوى الراسمالية الجشعة .. والمغرب ليس بعيدا عن هدا الواقع حيث تحالف فيه الاسلام السياسي مع ما يسمى الدولة العميقة .

تحالف ما فتئ يحكم الطوق على الشعب سياسيا و اقتصاديا وثقافيا… تحالف يحاول بكل قوة وعزم قتل حق المغاربة في الامل و الحلم بكل ما يحقق انسانية الانسان … امام هدا التغول اليميني الدي يهدد الانسان في فكره وقوته بل في وجوده…امام هدا الواقع المثقل بالاحباطات والياس والالم يحق لكل انسان ان يتشبت بالحق في العدالة والكرامة والحرية …وجميع المقاصد الانسانية النبيلة كما يحق لكل يساري لا زال يحمل المشرو ع اليساري النبيل ان يعتبر قيمه ملادا لانتشال المجتمع من احاديته و عدميته … ومن هنا يصبح الحديث عن راهنية اليسار وملحاحية وحدته ليس ترفا فكريا او سياسيا نخبويا وانما ضرورة تاريخية لتجاوز واقع التشردم والانقسام الدي تعيشه التنظيمات اليسارية واخص بالدكر اليسار الدي لازال يحافظ على عدريته السياسية . وهنا لا بد من مناقشة عوائق هده الوحدة .

هل هي التناقضات والاختلافات النظرية والفكرية ? ام هل هي المتاريس والعوائق الشخصية والنفسية ? هل هي تناقضات ترتبط بالبنيان الايديولوجي اي النصوص ? ام هل هي اختلافات ترتبط بالمعمار السيكولوجي اي النفوس ? ان اي متتبع لمسيرة اليسار المغربي يجد ان تنظيماته تتقاطع بشكل كبير على مستوى الاسس الفكرية المؤطرة والمشروع المجتمعي المنشود وكدلك على مستوى الادوات السياسية العملية التي تربط النظرية بالواقع بمختلف ابعاده .. وهنا لا بد من البحث عن عوائق الوحدة في الممارسة السياسية اليومية التي متنت وقوت الحواجز والحصون السيكولوجية بين مكونات اليسار قيادات وقواعد …حقيقة للاسف اصبحت معها التنظيمات اليسارية قلاعا يصعب مد الجسور بينها الا بتثوير العقل اليساري وتجاوز ادعاءات امتلاك الحقيقة المطلقة .

ولن يتات دلك الا بالرهان على الفكر والثقافة باعتبارهما الحامل الاساسي لاي مشروع يساري جديد بعيدا عن السياسوية الجوفاء التي حولت الجماهير الى مريدين تقودهم الطاعة والامتثال و العلاقات والولاءات القبلية والزبونية والشخصية … وتغريهم شعارات الحداثة المزيفة وخطابات الديمقراطية الشكلية … ان وحدة اليسار حلم نبيل وامل عظيم لكنه مهمة شاقة وعسيرة يجب ان تتجاوز مغازلة الغرائز والعوطف الى ضرورة امتلاك الحصانة الفكرية والطهرانية السياسية والوعي الحقيقي القائم على التحليل والنقد والتفكيك … لتوليد الاسئلة التي تهدف الى مقاربة الاشكاليات الحقيقية على مستوى السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والدين … الاشكاليات التي تستدعي تجاوز القراءات البسيطة الى المقاربة العميقة التي تهدف الى تثوير المجتمع والدولة اي تثوير الثقافة والسياسة.

 

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .