الرئيسية كتاب وآراء من وحي رحلة ترويحية : بقلم ذ.محمادي راسي

من وحي رحلة ترويحية : بقلم ذ.محمادي راسي

كتبه كتب في 27 مارس 2019 - 1:00 ص

 

  جريدة البديل السياسي.كوم /                بقلم ذ.محمادي راسي/


 

من وحي رحلة ترويحية

"اللغة نوع من الجنون العذب ،فعند الحديث بها يرقص الإنسان فوق جميع الأشياء" .  نيتشه

               "إن أجمل الأشياء هي التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل ،ينبغي التموقع بينهما ،بالقرب من الجنون حينما نحلم ، وبالقرب من العقل حينما نكتب " . أندري  جيد

                        

                      لم تكن رحلتي على متن قلوص  مقلاص، كما كان يفعل القدماء من عامة الناس ، وبعض الشعراء الذين يصفون متاعب الرحلة  على متن فرس أو سنام جمل . ، وما رأوه من طبيعة جافة ،ومناعف من الهضاب والجبال ، ونبات برية صحراوية  ، وحشرات سامة ، وحيوانات مفترسة ، وما عانوه من عطش وغطش وعنت ، للوصول إلى الممدوح لمدحه ليغدق عليهم ببعض الدنانير وهو الغرض من الرحلة التي يشير إليها الشاعر في قصيدته ، وإنما كانت رحلتي على متن سيارتي  التي أصبحت كلفتها مكلفة من حيث غلاء "الغازوال "، في هذه السنوات الأخيرة علاوة على مصاريف الرحلة ، وأفضل الرحلات ما اعتمد فيها على الأرجل أو الدراجة الهوائية ، ويلاحظ أن بعض الموظفين يستخدمون سيارات الدولة في السفر والرحلة  أيام العطل دون مهمة أو مصلحة ، أما الشاعر القديم فكانت رحلته بخسة زهيدة غير مكلفة ، لأن الجمل يرعى في الخلاء ،قادر على تحمل الجوع والعطش لكونه من المجترات ..إنافة على هذا يتكسب بصنعته الشعرية وخصوصا المدح الذي يحصل به على أموال قد يعيش بها سنة أو أكثر أو أقل …

                       لا استطيع أن أصف جميع ما رأيته لأن السيارة سرعتها تفوق سرعة الإبل ، ولأنني انتبه إلى الطريق وأمسك بزمام المقود ، فغفلة طفيفة   ستسبب في كارثة جسيمة ، والطريق كثير الانعراجات ، والجسور عالية فوق وديان جافة ،إلا نهر ملوية الذي هو دائم الجريان يصب في البحر المتوسط ، يفرق بين إقليم الناظور وبركان ، ذلكم النهر الذي كان يعتمد في  اجتيازه في عهد الاستعمار وبعده بقليل على الجسر المتحرك لنقل الناس والبضائع إلى الجهات المجاورة والبعيدة وحينما هاجرت أسر ريفية إلى شرق الجزائر ،هناك أبيات تتحدث عن الهجرة إلى الشرق على شكل حوار بين الزوج والزوجة  ينم عن فشل الرحلة بدون نتيجة وفائدة :

   "إشرق أوعفن  إشرق ذي ثفسا

رميد غا  يروكح ينس  أحجب إيضا                        

روح  أيعافن  مان رحجوبيثا

يسقسا  خثيزط أنّس  ما ثورو شا

ثرو إجن  ستا إخثرض   وها

موزونة  أتمجّحت أوقيا   أذ بطاطا

وكذلك في الهجرة والترحال :

يوجرام  يوجرام ينيا  ذي ماشينا

أيسي  أروضنم  تبعيث أيامينا

يوجرم  يوجرم يجشم   ذيريّام

يجشم   ذ يرهم ذر معيشة   نطرام

وقد  تغنى البعض بعظمة النهر؛نهر ملوية  أثناء قطعه ، وهذه أبيات على لسان امرأة مسنة :

اللا مروشت

أموزرو  يزيزى .

أتهلا  ذي علال

أخمشم  غيزوى .

ورذستك  أسميذ

ورثتر حارى .

وهناك بيت آخر :

إغزار أمروشت  ثوذشت ذين إثجى

أيارب علال  ذين إكذر يسوى

 

هذه أبيات تدل على قطع النهر بسبب رحلات تجارية ولصلة الرحم وزيارة الأقارب ،وتشير إلى عظمة النهر من حيث طوله وسعته ،أما اليوم فقد أقيمت فوقه قنطرة متينة تسهل الولوج والوصول إلى بركان مدينة البرتقال ،والسعيدية المدينة السياحية الساحرة بجمال بحرها وطبيعتها ،  دون أن ننسى المجاهدين الذين قاوموا الاستعمار وناضلوا من أجل استقلال هذا البلد الأمين .

                             لقد مررت بقرية أركمان وتذكرت العلامة مقدم بوزيان  ، ذلكم المدير المتواضع الرزين الهادئ البسيط ، صاحب  الكلام الطيب والنكتة ،والحكم البليغة ، والأشعار النادرة  ، كان يتمتع بذاكرة قوية ، كما كان رئيسا للمجلس العلمي سابقا ،يتوافد عليه الفقهاء للاستشارة والاستفادة ،ومناقشة القضايا الدينية ، يستقبلهم في مكتب إدارة ثانوية محمد الخامس للتعليم الأصيل ، ذلكم المكتب المفتوح في وجه الأساتذة والآباء وأولياء الأمور والمفتشين والزائرين،  كانت له مقالات دينية وأدبية في مجلة دعوة الحق رحمه الله برحمته الواسعة ،ويكفيه رحمه الله أن أطلق اسمه على إحدى المؤسسات التعليمية :ثانوية مقدم بوزيان سيبقى اسمه ذكرى عبر الأجيال .

استمررت في الرحلة  إلى رأس الماء أو رأس كبدانة أو "كابو ذي أغوا "  بالإسبانية ،والسيارة تنهب الأرض نهبا، قاطعة طريقا وعرا كثير المنعرجات والعقبات ،حتى محركها يتألم ويتجشم من كثرة تحويل السرعة بسبب الصعود والهبوط ، ولكنه أفضل بكثير من الطريق القديم  الضيق الذي كان في عهد الاستعمار ،على جنباته أطفال فقراء وفلاحون يبيعون الصبار والتين والبيض وهليون أو جنجل والجلبان والحلزون ،وبعض المنتوجات الموسمية .. قبل الوصول إلى جماعة رأس الماء التي تحتاج إلى المزيد من التحسينات لأنها جماعة  سياحية بامتياز ، تعن الجزر الجعفرية الثلاث الصامدة في وجه أمواج البحر المتوسط العاتية وقت الهيجان ، ما زالت تحت سيطرة الاستعمار الغاشم الذي لا يريد أن يرحل ،وقبر للا جنادة المتواجد في أعلى الهضبة بالقرب من الميناء والمنارة،وجرف "قمقوم الباز"العالي يشرف على شاطئ رأس الماء ، شرفة طبيعية تزينها أشجار عالية تميس يمينا وشمالا ،كأنها في رقصة شعبية فريدة من نوعها .

الجزر الثلاث المتواجدة بالقرب من رأس الماء على بعد كيلومترين أو أكثر اختلف المؤرخون والجغرافيون في تسميتها ،فالتسمية القديمة الأمازيغية ؛عيشة وهي الكبيرة ، وإيدو المتوسطة ، وآسني الصغيرة ، وحملت تسمية جديدة من وضع الاستعمار في 1848م ، عيشة هي كونغريسو / إيدو هي إيسابيل الثانية ، وآسني هي الملك فرانثيسكو ، تسمى أيضا ب ؛جزر ملوية / جزر كبدانة / جزر الشفارين / الجزر الجعفرية / جزر الزعفران / جزر الخفارين … هي  قريبة من رأس الماء تبدو من بعيد كالبطاط والوزات العائمات ، شاهدت حروبا وأقواما وما زالت تقاوم الأمواج العاتية المتلاطمة منذ وجودها وظهورها ، كما شاهدت رسو باخرة "دينا " في 1955 م بالقرب من موقع رأس الماء المحملة بالسلاح ، وقد تذكرت هذا الحدث فتوجهت لرؤية النصب التذكاري الذي يؤرخ لحدث إنزال السلاح الذي حملته باخرة "دينا "أو "فخر البحر" في 8 مارس 1955 م

                      إن شاطئ البحر الأبيض المتوسط من طنجة إلى السعيدية ،عرف هجومات واضطرابات وغارات  وهجرات ورحلات وإنزالات ومعارك منذ مجيء الفنيقيّين وغيرهم من الأقوام إلى عهد الحماية ،وللمنطقة التابعة لإقليم الناظور  تاريخ قديم ، كانت مجاهدة وقفت في وجه الجيش الإسباني المكون من 45ألف جندي ، حينما حاول في سنة 1908 م الاستيلاء على ريستنغا ورأس الماء وكبدانة وتمكارت ، وقد لقي مقاومة عنيفة في 18و20و23يوليوز 1909م، وخير دليل على ذلك مصرع الجنرال بينتو ،  والجنرال مرغايو.

                   في فصل الصيف تكون حافلة بالسياح الأجانب الوافدين من مختلف البلدان ،  والمغاربة القادمين من مختلف مدن المملكة للاصطياف والاستجمام ،ولأجل أكل  الأسماك اللذيذة وبالخصوص السردين الطري المشوي الغني بأوميغا3 والصالح للكولستيرول؛  أكلة الأغنياء والفقراء، وبعد ذلك لابد من إبريق شاي منعنع ينشط العقل و يستدعي القيلولة والاسترخاء والنوم ، تخال أنك في مدينة  الضباب ، بسبب الدخان الصاعد إلى السماء من كثرة شي الأسماك ، والمقاهي والمطاعم حافلة بالعائلات والأسر تتمتع بذلك الجو الذي يدخل البهجة والسرور على جميع أفرادها ، إنها رحلات ترويحية لطرد الرتوب والملل ، وتعود الأسر مسرورة إلى منازلها ، لاستقبال أيام الأسبوع المقبلة بنشاط وحماس ..

إنها رحلة ترويحية  تنشيطية ثقافية من حيث التعرف عن الأماكن الطبيعية الخلابة ، وتذكر الأحداث التاريخية ،والوقوف على الآثار القديمة  التي تشكل متحفا في الهواء الطلق ،وتستدعيك إلى الوقوف بها لاستحضار الأمجاد والراحلين إلى دار البقاء ، وفي الأسفار فوائد كثيرة وقد ذكرها الإمام الشافعي قديما بقوله:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرّج هم واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

فإن قيل في الأسفار ذل وغربة

                 وقطع فياف وارتكاب الشدائد

فموت الفتى خير له من حياته

بدار هوان بين واش وحاسد

وأيضـــا في مـــدح السفـــر:

ما في المقام لذي عقل وذي أدب

من راحة فدع الأوطان واغترب

سافر تجد عوضا عمن تفارقه

وانصب فإن لذيذ العيش في النصب

إني رأيت وقوف الماء يفسده

               إن ساح/أو، سال / طاب وإن لم يجر لم يطب

والشمس لو وقفت في الفلك دائمة

   لملها الناس من عجم ومن عرب

والتبر كالترب ملقى في أماكنه      

                        والعود في أرضه نوع من الحطب

 

على الأسر ؛لابد من اصطحاب أولادها   في هذه الرحلات ،لأجل التسلية وكسب التجارب والتعرف على المآثر واللعب في الهواء الطلق ، ليكونوا بعيدين عن السموم  التي تقتل جسومهم ،وتفسد عقولهم ، ولتتفتح قرائحهم للتعبير عما يشعرون به وما شاهدوه في إنشاءاتهم المدرسية ،ولا بد من توجيههم للاطلاع على روائع الشعر والفكر والأدب والحديث والحكم ،لاستثمارها واستحضارها والتمثل بها والتأمل والتدبر والتمعن فيما أبدعه المبدعون والمربون والمفكرون ، لكسب التجربة التي هي أم العلوم ، والمعرفة التي  يرتقي بها الإنسان ،ويتميز بها عن الحيوان، و ينتقل بها من عالم الجهل إلى عالم العلم ،ولابد أيضا من التربية على التريث والترويّة والرزانة والنقد والاستنتاج والتمييز بين الصالح والطالح ، والتشبث والتشبع بالقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة ،وحب الوطن والحي والمدشر والقرية والمدينة ، وتقبل الآخر واحترامه والاستماع إليه ، والتسلح بروح الديمقراطية والحوار ، ورفض  كل سلوك مقيت ، وفعل مشين شنيع ، ولا بد من الجهر بالحق ،لأن السكوت عن المنكر جريمة ، والساكت عنه شيطان أخرس ، فيغياب الأخلاق والمبادئ الفاضلة ،يستحيل أن يتطور المجتمع ويتماسك ليسير إلى الأمام . وأمير الشعراء أحمد شوقي كان على صواب حينما قال :

 

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

 

خـــــــــــــاتمـــــــة

 

الرحلة من أروع أنواع الأدب ،وهي قديمة قدم الإنسان ،تتصف بالسرد والحكاية  والحوار والرواية ،ووصف الطبيعة ، والوصف الجغرافي ،ونقل معلومات تاريخية ، تكاد أن تجمع جميع الفنون الأدبية ، هي بمثابة روبورطاج أو شريط وثائقي ، ازدهرت في القرن السادس الهجري ، وبدأت تتقهقر في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ،نظرا للتطور العلمي والتكنولوجي ووسائل الإعلام ، إن آلة التصوير اليوم ضرورية وهي من الزاد الأساسي للمسافر بعد الورق والقلم والمداد، وتمتاز الرحلة بالتمتع والتسلية ،وتزجية الوقت ،والاستكشاف والبحث والتنقيب ،والسؤال والحركة والمشي بدلا من الجمود ، وقد اشتهر الأدباء والرحالون والجغرافيون برحلاتهم الواقعية والخيالية ، والملاحم الأدبية من مغامرات السندباد ، الأوديسا ، جلجاميش ،رسالة الغفران ، حي بن يقظان وتشوفات جول فيرن "رحلة إلى القمر" وفعلا وصل الإنسان إلى القمر، ولا ننسى رحلة أبينا آدم من الجنة إلى الأرض "قلنا اهبطوا منها جميعا "  ،هجرة الرسول "صلعم " من مكة إلى المدينة ، رحلة سيدنا موسى وعيسى ورحلات أقوام وشعوب أخرى …… واليوم الإنسان يفكر في الرحلة إلى الكواكب الأخرى بعد القمر …….وهناك رحالون كثيرون؛ ك ؛ ماركوبولو ،ابن بطوطة ،ابن فضلان ،ابن جبير، أمين الريحاني وابن ماجد الذي يكنى بابن أبي الركائب أو الشيخ النجدي أو أسد البحر أو ليث الليوث أو المعلم العربي وهو الذي هدى الرحالة البرتغالي فاسكو دي غاما إلى الهند ، ويعتبر مكتشف طريق الهند ، وهناك مؤلفات كثيرة تتحدث عن الأسفار والوقائع،ككتب التاريخ كابن واضح والمسعودي والطبري ، وحمزة الأصفهاني وفي التراجم ؛فوات الوفيات لصلاح الدين الكتبي ،الوافي في الوفيات لصلاح الدين الصفدي ،وفيات الأعيان لابن خلكان ،الصلة لابن بشكوال …..وفي المعجمات ؛تراجم الحكماء لابن القفطي ، وأسد الغابة لابن كثير… وكتب السير والمغازي وغيرها من المؤلفات العديدة المختلفة التي نسمع بها فقط ؛ ولم نقرأها ولا نعرف شكلها وحجمها  ، وهناك ما لا نعرفه تماما ، وهل نعرف ما في البحور والمحيطات ؟؟ علينا أن نقف اجلالا واحتراما للمؤلفين القدماء الذين أسدوا الكثير للعرب والعجم في ذلك العهد …. هذا الصنف من الأدب كنز زاخر وافر ، وتراث غني حافل بالأخبار والعجائب والغرائب لا ينضب ،يضيع بين رفوف المكتبات ،لا نعرف عنه إلا القليل لعدم الاهتمام بهذا الصنف الأدبي الجامع المانع ،كانت الكتب بمثابة قاموس في الجغرافيا والتاريخ والأدب ؛كمعجم البلدان لياقوت الحموي .

أدب الرحلات تسمية حديثة ،لأن قديما كان يندرج هذا الأدب ضمن :كتب التاريخ أو الجغرافيا أو كتب الاعتراف أو أدب الاعتراف أو السيرة الذاتية .

مدارسنا في القرن الماضي  كانت تهتم بالرحلات للترفية والتثقيف والترويح ، ولكن لما خرجت عن أهدافها التربوية منعت من طرف المسؤولين  ، بسبب التهور والحوادث ،وغياب الضبط والانضباط والمراقبة، ولكن على الآباء اليوم ؛ألا يحرموا أولادهم من الرحلات للترويح ، لأنها من وسائل التثقيف والتنشيط  ، ولابد من استثمارها في تنمية الخيال والذاكرة والقدرات العقلية ،وكسب المعارف والتجارب والخبرات ، والتعرف على أماكن مختلفة جغرافيا وتراثيا وتاريخيا واجتماعيا ،يمكن للتلميذ أن يعبر عما شاهده وعاينه شفويا وكتابة ورسما، فهذه الرحلات هي مصدر إلهام وحافز عن الابداع والابتكار والاختراع ، نرى اليوم  عائلات تسافر من مكان إلى آخر قصد الترويح ، لأنها انتبهت إلى فائدة الرحلات الصحية والنفسية والثقافية والاجتماعية ،ودورها في تماسك أفراد الأسرة الذين في كل نهاية أسبوع يستعدون بحماس ونشاط ،لشد الرحال للقيام بالرحلة إلى الطبيعة ، ما دامت وسائل النقل متوفرة ، من الواجب والضروري استغلال السيارة استغلالا حسنا ، مع أخذ الحيطة والحذر أثناء  السياقة ، لأن هناك من هو طائش ومراهق وهو يقود السيارة ،و قد يكون هو المسبب في قتل أشخاص أو أسرة بأكملها ، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة ، والعجلة فرصة العجزة ،لأن يصل السائق متأخرا وهو في سفره ،أفضل من ألا يصل نهائيا إلى هدفه أو منزله بسبب السرعة القاتلة .

إن حياتنا عبارة عن لحظات عابرة فيها حزن /فرح / شقاء /سعادة / حب /ألم ،فيها غناء /بكاء /رقص /غنى /يسر /فقر /لهو/ لعب /لحن /أنغام /نظم /نثر  /فن / فكر، فيها سفر /هجر /ترحال /نزهة /أمانة /خيانة/صراع /قتال /حرب /سلام /هدم /بناء ،/زواج /طلاق /حياة / موت، فيها عافية /مرض /جهل /علم /أنانية / إيثار  ، ومن كل فن طرف ومن كل بستان زهرة كما قيل قديما ويقال …. هي مليئة بالتناقضات …تمر كسحابة صيف ، فيها يصبح كل شيء تافها لا قيمة له ،كأننا لم نعش ولو لحظة واحدة …لا يبقى من الإنسان إلا العمل الصالح ، مدة بقاء الكون واستمراره  ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهناك مثل باللاتينية يقول :"الإنسان يفنى والأعمال تبقى "… كما يحضرني بيتان من قصيدة في زوال الدنيا لأبي العتاهية:

لدوا للموت وابنوا للخراب ///  فكلكم يصير إلى تباب

لمن نبني ونحن إلى تراب ///  نصير كما خلقنا من تراب

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .