جريدة البديل السياسي.كوم : محمد المودني
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻓﻘﻂ ، ﺑﻞ ﺍﻧﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺊ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻳﻌﻜﺲ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺒﺢ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺞ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺣﻤﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻱ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺿﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻌﺎﺩ ﺭﺩ ﺍﻻﻋﺒﺎﺭ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻟﺔ .
ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ،ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻭ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ. ﺑﺤﻴﺚ (ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ )ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﻧﺒﺎﻟﻎ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺭﻓﻊ) ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ( ﺳﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻭﻋﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻋﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻨﺸﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻭ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ، ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ،ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺪﻳﻬﻢ.
ﻓﺒﺪﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﺪﻯ ﻓﺌﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ،ﺍﻻﻗﻞ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﺗﻨﻀﺞ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﻭﻭﻗﺎﺋﻊ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪﺭﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻛﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻨﻔﺼﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍﺙ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﻩ ﻻ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﺭﺍﺑﻂ ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﻜﺎﻻﺕ ﺑﻞ ﻭ ﺍﻷﻏﺎﻟﻴﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﻁ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻧﻪ ﺍﺫ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻏﺎﺑﺖ ﻣﻌﻪ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻛﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ "ﺍﻱ ﻛﻮﻋﻲ ﺫﺍﺗﻲ" ﻻ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂﺭﺏ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ )ﺍﻱ ﻣﺠﺮﺩ ﺟﻤﺎﺩ (،ﺛﻢ ﻛﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻛﺤﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺴيم
تعليقات الزوار ( 0 )