أخبار عاجلة

ico أسرة الأمن الوطني تحتفي بعيد تأسيسها…68 عاماً من خدمة أمن المغاربة واليقظة الدائمة ico قضاة يبرزون مجهودات الدولة لتخليق الحياة العامة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ico تقدم كبير في بناء ملعب الرباط وتجهيزات غطاء ملعب طنجة تصل للشروع في تركيبها ico هيئة الموثقين بالمغرب تحدث منصة «توثيق+» لتسهيل الإجراءات على المواطنين ico الترخيص لـ52 شركة طيران لتسيير 2060 رحلة جوية أسبوعية من وإلى المطارات المغربية خلال فصل الصيف ico مجلس حقوق الانسان يتعهد بالترافع عن إدماج “معتقلي الإرهاب” بسوق الشغل ico جلالة الملك يشيد بدور الجيش في الدفاع عن حوزة الوطن والذود عن وحدته الترابية ico جلالة الملك يأمر بتطوير التكوين العسكري وإحداث مقر جديد للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا ico وسط حضور وازن.. كلية الناظور تشهد مناقشة أطروحة الدكتوراه في شعبة القانون الخاص من طرف الطالب “محمد الأمين ico وهبي: التواصل الاجتماعي أكبر عدو لحقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي لايصلح للقضاء

الرئيسية غير مصنف ومن الهجرة ما قتل

ومن الهجرة ما قتل

كتبه كتب في 29 سبتمبر 2018 - 7:49 م

جريدة البديل السياسي.كوم:  مريم كرودي

وهم لا يزالون يحلمون بغد أفضل يرقى بهم حيث الإستقرار و الاستقلال..، حتى تصفعهم موجة عاتية تعلو و تلقي بأجسادهم عند ناصية الحلم، فالحلم ضفة أوروبية زاخرة بالثروات و الواقع ساحل الوطن الذي لوح لبضع ساعات مفارقا قبل أن يحتضن المغادر من جديد..

 

 

نعم؛ يحدث للهجرة أن تصير حلما! 
لشاب سئم الواقع المر، مل تشرده بين الأزقة التي لا مخرج لها و تمنى الموت مرارا بدل شعوره كعالة وسط مجتمع قاس…اختار المحيط العنيف وراهن على حنانه و عطفه ثم قامر بعمره و زهرة شبابه عله يحظى ببعض من الكرامة في غير مكان…؛


يحدث للهجرة أن تصير حلما! 
وتخطف رجال الغد من عقر مساكنهم ثم ترسم المتوسط بساطا سحريا يحمل الحالمين نحو جنة الأرض، مستولية على عقولهم و هي أغلى ماباتوا يملكون، بعد أن غادرتهم أرواحهم وهم على قيد الحياة…؛


يحدث للهجرة أن تصير حلما! 
حلما كبيرا، عميقا، زهريا.. يأتي على هيئة الحياة الرغيدة، السهلة المنال إذ لا عذاب و لا محنة و لا تعب فقط مالذ وطاب وما تشتهي الأنفس …

 

 

مقاييس دقيقة يضعها الشاب المغربي الذي يقرر الهجرة، إذ لا تتردد مخيلته في اعتماد المجاز وهي تصف الجارة الأوروبية وظروف العيش هناك… اعتقادات توارثتها الأجيال، ظلت راسخة و أبت الاندثار، الأموال الطائلة، جمال النساء المبهر و العيش الكريم ، الحقوق و الحريات و المساعدات الاجتماعية و الانسانية، الرحمة، الرأفة و غيرها… ،


الشيء الذي يجعل الحالم يرتمي في أحد قوارب الموت قاصدا جنة الله فوق الأرض، راكبها مفقود و النازل منها مولود و بين من فقد، من ولد و من وجد : خوف و ترقب و أمل، و الكثير من الأمنيات… تلك العيون الناطقة وسط أعماق بحر أرعن تتحدث بلسان صامت و تسترسل حجم البؤس و الأسى، فأن يختار الفرد التخلي عن موطنه، أهله و نفسه لاجئا إلى حضن غريب، مغامرا، مواجها شبح الموت و الذل و الغربة.. فذاك لا يدل إلا على ملامسته القاهرة لأدنى دركات الإقصاء و التهميش،


الأمر لايعد سهلا أبدا، أن يسلك أحدهم أخطر الطرق بحثا عن ذاته أصعب مايمكن أن يعاش، و ياليت الرياح تجري بما يشتهي المهاجر!! فعدد الأحلام الغارقة، المنتحرة و الملقاة على السواحل مهول جدا يكاد يضاهي عدد من لامست قدماه الشط و ذاق نظرات الدونية و العنصرية و آلفت أذنيه أصوات الميترو و القطار من كثرة النوم في ضواحيهما، كما تجرع المرار بفراره المتواصل من أمن الشوارع…!


هجر الأوطان يا أصدقاء مؤلم جدا، فمن الهجر ما عذب و من الهجر ما قتل!!

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 0 )

أضف تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .